السبئي- صنعاء:أكد البيان الختامي لمؤتمر (فلسطين قضية الأمة المركزية) أن يمن الإيمان والحكمة ثابت على موقفه الصريح في التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وتطهير كامل فلسطين.
ودعا البيان الختامي للمؤتمر الشعوب للتحرك الجاد في استعادة الحق ومناصرة القضية الفلسطينية، مشددا على أن واقع ووضع وتصرف الكيان الغاصب تؤكد حتمية زواله.
وأكد "مؤتمر فلسطين القضية المركزية ضرورة العودة إلى القرآن الكريم في إدارة الصراع مع الكيان الغاصب، مشددا على أنه لابد من السعي الجاد لتفعيل حالة السخط والعداء ضد العدو الإسرائيلي والداعمين له
وإذ أدان وجرم المؤتمر كل أشكال التطبيع الثقافي والسياسي والإعلامي والرياضي مع العدو الصهيوني، أكد أهمية التفعيل العملي لصالح المقاطعة الشاملة على المستويات كافة.
وحث المؤتمر على توحيد المناهج الدراسية والخطاب الإعلامي الهادف إلى تحقيق وحدة الأمة، وإيضاح القضية الفلسطينية بجميع أبعادها وتنمية حضورها في أوساط المجتمع وفق الرؤية القرآنية.
وشدد على أهمية التفاعل الجاد مع كل الأنشطة والفعاليات والمناسبات التي تعزز حضور القضية الفلسطينية في وعي الأمة، حاثا على على استخدام عبارة كيان العدو الغاصب المؤقت في الكتابات والبحوث وعبر وسائل الإعلام المختلفة.
واختتمت بالعاصمة صنعاء بحضور رسمي كبير، عصر اليوم الخميس، أعمال فعاليات مؤتمر (فلسطين قضية الأمة المركزية) الذي استمر على مدى أربعة أيام متواصلة تخللها تقديم أوراق عمل وبحوث علمية من اليمن وعدد من الدول العربية والإسلامية.
وانطلقت بالعاصمة صنعاء، الاثنين الفائت، فعاليات مؤتمر (فلسطين قضية الأمة المركزية) برعاية رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط ورئيس حكومة الإنقاذ الوطني عبدالعزيز بن حبتور، ووصلت المشاركات فيه لأكثر من 60 ورقة عمل وبحث علمي.
اختتام أعمال مؤتمر " فلسطين.. قضية الأمة المركزية" في العاصمة صنعاء
وكان في اختتمت في العاصمة صنعاء، اليوم، أعمال المؤتمر العلمي" فلسطين .. قضية الأمة المركزية"، نظمته -خلال الفترة 24- 27 رمضان 144هـ -حكومة الإنقاذ الوطني بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمشاركة محلية وعربية ودولية.
وفي الاختتام، أشار عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد صالح النعيمي، إلى الدلالات التي حملها المؤتمر في تعزيز الثبات والصمود، وتوحيد وتكامل أدوار محاور المقاومة لمواجهة العدو الصهيوني ودول التطبيع العميلة.
وأوضح أن الكيان الصهيوني ما كان له التمادي في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني واحتلال أراضيه إلا بعد تحول بعض أنظمة الأمة إلى فسيفساء، وقيام معظم الدول المطّبعة بدور الصهاينة في أعمالها المشبوهة.
ولفت إلى أن معركة "سيف القدس" جسّدت الوحدة الإسلامية، واستنهاض همم أبناء الشعب الفلسطيني، واستمرار حركات المقاومة في مناهضة الكيان الصهيوني، وتحرير الأراضي الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ولفت عضو السياسي الأعلى، النعيمي، إلى أهمية استنهاض الهمم وتعزيز تلاحم أبناء الأمة العربية والإسلامية في مختلف المسارات السياسية والإعلامية والحقوقية، بالتوازي مع المسار العسكري لمحور المقاومة للدفاع عن المقدسات.
ودعا شعوب العالم العربي والإسلامي إلى الاستشعار بالمسؤولية، وإقامة مؤتمرات وندوات لاستنهاض الهمم والدعوة إلى اليقظة والتحرر من الهيمنة الاستعمارية في المنطقة.
بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن الثورة الفلسطينية بعظمتها وبشهدائها وجرحاها وحجم التضحيات، التي قدّمها أهلها على مدار أكثر من مائة عام، ثورةٌ تنحني لها كل الجباه والهامات.
ولفت إلى حجم المعاناة الجسيمة التي كابدها الشعب الفلسطيني طيلة العقود العشرة الماضية من التهجير، والتنكيل والتشريد، والتعذيب في غياهب السجون.
واعتبر رئيس الوزراء حجم المشاركة في المؤتمر والحضور الحاشد في جلسته الختامية دليلاً على اهتمام الجميع بقضية فلسطين القضية المركزية للأمة، وكذلك بالندوة التي ناقشت مفصلاً مهماً من مفاصل مرحلة النضال الوطني الفلسطيني الواسع.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق من الجميع أن يُعقد له كل عام مجموعة من الأنشطة والفعاليات لتذكير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج بمظلومية الشعب الفلسطيني العظيم في عطائه.
وقال: "أتذكر هنا محاضرة للرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات، في جامعة عدن قبل أكثر ثلاثين عاماً، تحدث فيها عن التنافس بين الشعب الفلسطيني والحركة الصهيونية اليهودية في المجال العلمي بمختلف فروعه، والتأهيل العلمي، إيماناً بأهمية التأهيل العالي في المقاومة، وبأن أي ثورة وأي شعب يُريد أن يصل إلى مراميه الحقيقية يجب أن يبني شبابه، وينمي وعي شعبه بقضيته المركزية".
وبيّن رئيس الوزراء أن هناك أنظمة عربية محمية من الغرب الرأسمالي الاستعماري الصهيوني، صُممت وُشكلت وظيفياً من أجل تدمير القضية الفلسطينية.
وأضاف: "المعلومات التي أوردها رئيس الوزراء القطري السابق حول ما يسمى بالربيع العربي في إحدى المقابلات التي نشرت مؤخراً صادمة، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن بعض الأنظمة الخليجية، أنفقت تريليونات الدولارات لإسقاط الدول، وفي مقدمتها الدولة السورية، التي كانت ولا زالت من الداعمين الرئيسيين للقضية الفلسطينية".
وتابع قائلاً: "إن هذه المعلومات وغيرها تؤكد أن تلك الأنظمة ليس لها أي دور سوى إسقاط حركات التحرر، وكذا إسقاط الأنظمة، وليس ببعيد عن ذلك ما يتعرض له الشعب اليمني منذ أكثر من سبع سنوات من قبل تحالف العدوان الأمريكي- السعودي- الإماراتي".
ومضى بالقول: "على تلك الأنظمة إدراك أن ثورات التحرر الحقيقية في منطقتنا، ومنها اليمن، هي براكين لا يمكن إخمادها أو اسقاطها، لأنها تعتمد على إرادة شعبية واسعة ومتينة وواعية، وليس على المليارات والترليونات القادمة من الخارج".
وعبّر الدكتور بن حبتور، في ختام كلمته، عن الشكر للمنظمين الرئيسيين للمؤتمر المتصل بقضية الأمة المركزية الذي حقق نجاحاً علمياً وأكاديمياً وسياسياً.
وفي اختتام المؤتمر، بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل ونائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد ووزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب ونائبه الدكتور علي شرف الدين وعدد من الوزراء، وعدد من نواب الوزراء ووكلاء الوزارات، تم عرض فيديو وثائقي بعنوان "فلسطين وعد الآخرة وقضية الأمة المركزية"، ونشيد "أجيال القدس" من كلمات ضيف الله سلمان، وأداء فرقة "أشبال وطن"، تلاها تقديم قصيدة للشاعر صقر اللاحجي.
إلى ذلك، اطلع رئيس الوزراء والحاضرون على معرض صور خاص بفلسطين المقام على هامش المؤتمر، بمشاركة مجموعة من المبدعين والمبدعات من مختلف المدارس الفنية.