تتجسد أصالة الشعب اليمني بمجمل القيم النبيلة ودوافع الخير التي يكتنزها في داخله وتبرز بالممارسة والسلوك العملي كالوفاء والتعاون والصدق والإيثار وحسن معاملة الجار إلى آخر تلك القيم
العظيمة التي أمر بها ديننا الحنيف ونختار من تلك الدرر الغالية التعاون حيث أرتبط التاريخ اليمني وما شهدته الأرض اليمنية من حضارات تمثلت ببناء السدود والمدرجات الزراعية التي لم يكن لها أن تقوم إلا بتعاون الشعب اليمني بكل فئاته في سبيل الخير لكل أبناء الوطن .
وبين الماضي العريق والحاضر المجيد يتواصل عطاء الشعب اليمني ليصب في نفس المجرى متمثلا بالدعم الشعبي الرائع والتعاون الكبير مع المجهود الحربي الذي لم يكن له أن يكون بتلك الصورة الرائعة التي لمسناها وتفاعلنا جميعا معها وعكست نفسها بالمشاعر الفياضة التي ظهرت وتظهر على ملامح ووجدان جنود النصر وقوات الشعب من أبناء الجيش واللجان الشعبية التي تستقبل وبشكل مستمرفي قوافل العطاء في مختلف الجبهات منذ أول يوم شن فيه تحالف العدوان حربه الظالمة على اليمن وشعبه العظيم .
إن القوافل المحملة بالمؤن الغذائية والدوائية وكل صور التعبير الإنساني بالمشاركة في دعم المجهود الحربي يوحي بالتلاحم ويؤكد المناصرة الشعبية للهدف العظيم الذي تخوض قوات الجيش واللجان الشعبية الباسلة من أجله غمار معارك التضحية والفداء المتمثل في الدفاع عن سيادة الوطن وحريته واستقلاله وتحرير قراره السياسي من الهيمنة الخارجية ، ويمثل أيضا التعاون الشعبي والمبادرات العظيمة في ظل هذه الظروف الإستثنائية التي يعيشها الشعب اليمني تأكيدا على تمسكه بثوابته الوطنية حيث لم يشهد التاريخ تلاحما وتماسكا بين أبناء اليمن الأحرار اكثر مما شهده اليمن في مواجهة تحالف عدوان تشارك فيه دول عظمى بقيادة أمريكا للعام السابع على التوالي .
ففي سبيل الدفاع عن الوطن وسيادته وحمايته من أية مخاطر وتحريره من الهيمنة الخارجية على مقدراته وقراره السياسي أصطف أبناء اليمن وترجم هذا الإصطفاف والوحدة الوطنية القوية الى سلوك وممارسة تمثلت بالإندفاع الوطني نحو المشاركة الفاعلة في دعم الجبهات ورفدها بالمال والرجال والسلاح وبكل الوسائل بما في ذلك بذل الروح فداءً لسيادة الوطن وحريته وقهر تحالف العدوان والإنتصار عليه ، فشعب يمتلك هذه الروح لن تستطع أية قوة مهما كانت أن تنال من عزيمته وتفت من عضده أو تدفعه للتراجع إلى الوراء وإنما يحق لهذا الشعب الأبي أن يفخر أبناؤه ويعتزون بالإنتصارات التي يحققها أبناء الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات وفيما وراء الحدود وهو مايؤكد عدالة القضية التي يتم الدفاع عنها والتي جعلت أبناء الجيش واللجان الشعبية وأبناء الشعب الشرفاء ينصهرون في بوتقة نضال واحدة وتكاتف وصمود شديد التماسك قوي العرى والحلقات كما لم ينصهروا ويجتمعوا في أي ظرف أو قضية أخرى .
إن اليمنيين ينظرون الى جارة السوء السعودية التي تتزعم بإيعاز من أمريكا تحالف العدوان ضد اليمن وشعبه العظيم كما ينظرون إلى الجحود والكفر سواء بسواء ومن أجل ذلك يتسابقون كل من موقعه وبحسب قدراته واستطاعته وطاقاته ومسؤولياته إلى ميادين البذل والعطاء والتضحية شاعرين وهم يبذلون ويضحون أن سيادة الوطن وتحرره من الهيمنة الخارجية والدفاع عنه أكبر من كل التضحيات المبذولة والعطاءات المقدمة ، كما إن هذه الجماهير التي تمثل مختلف الشرائح اليمنية وتخرج إلى الميادين في مختلف المحافظات قد آلت على نفسها إلا أن تجود بكل ماتستطيع دعما للمجهود الحربي رغم ظروف الشدة والأزمة الإقتصادية والحصارالذي فرضه تحالف العدوان وتصاعد موجات الأسعار إلى أقصى الحدود وفوق ذلك فهي تتلهف شوقا لخوض المعركة الفاصلة وتحقيق النصر الموعود بإذن الله ليتحقق للشعب اليمني بعد ذلك أمنه واستقراره وبناء دولته الوطنية الحديثة ورخاء وسعادة أبنائه على تربته الطاهرة التي لا تقبل الخونة والمأجورين والعملاء .