728x90 AdSpace

9 يونيو 2021

عن طابور ( الانبطاح العربي ) ..؟ّ!!

طه العامري ( 2 _ 4 ) من المهم وقبل مواصلة الحديث عن المنبطحين اليوم أن نعرج قليلا لجذور المؤامرة ونتحدث عن منبطحي الأمس العربي ومؤسسي التأمر والخيانة على فلسطين الأرض والإنسان والتاريخ والمقدسات ..
يعود _ التأمر العربي الرسمي _ على فلسطين  الأرض والشعب والوجود الحضاري لعقود مؤغلة من الزمن ؛ ويمكن القول أن هذا _ التأمر _ بدأ في ذات الوقت الذي صدر فيه ( وعد بلفور ) وإبرام الاتفاق الشهير بين وزيري خارجية ( بريطانيا وفرنسا ) والتي عرفت باتفاقية ( سايكس _ بيكو ) وأيضا بدءا عهد دولة ( آل سعود ) الثانية على يد بريطانيا التي نصبت للعهد ( السعودي الثاني ) السلطان عبد الرحمن آل سعود والذي التزم بعهد لبريطانيا بأن تكون ( فلسطين تحت تصرفها تمنحها لمن تريد أو تقدمها ( لإخواننا اليهود ) كما نصا في وثيقة سيء الذكر أعلاه ..؟!
لقد عملت  الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية منذ بداية القرن العشرين على تهيئة كل الضروف وحاكت المؤامرات لتكون فلسطين ( وطنا قوميا لليهود ) وهذا كما حملته الوثائق المتعلقة بصناعة الكيان الصهيوني ؛ لكن في الجوهر والدوافع السرية لم يكن الأمر متعلق ب( اليهود ) بل يرتبط ارتباط وثيق بحقيقتين : الأولى تطبيق الاساطير التلمودية على أرض الواقع وهذه الأرض هي فلسطين ؛ والثانية فصل الجغرافية العربية والحيلولة دون تواصل مشرق الوطن مع مغربه ؛ فالغرب لم يكترث يوما وعبر تاريخه ب( اليهودية ) لا كدين ولا كبشر واتباع ؛ بل ذاقت الجاليات اليهودية في أوروبا وعلى يد الأوروبيين كل صنوف القهر والتنكيل والتحقير والازدراء ؛ لكن ومع بروز ما يمكن وصفه بتيار ( المسيحية _ الصهيونية ) الذي تأسس على يد ( هرتزل ) بدعم ورعاية من أسرة ( روتشيلد ) وبعض البيوت الرأسمالية الغربية ليعقد هذا التيار مؤتمره الأول في مدينة ( بازل السويسرية ) أوائل العقد الأخير من القرن التاسع عشر ؛ وهو المؤتمر الصهيوني الذي توافق أعضائه على أقامه ( وطن قومي لليهود ) وأن تكون  ( فلسطين ) هي المكان المناسب لهذا الوطن ..؟!!
بعد هذا المؤتمر الصهيوني أوكلت مهمة تحقيق أهدافه ومخرجاته للإمبراطورية الاستعمارية البريطانية ؛ التي بدورها أخذت تنسج خيوط مؤامراتها القذرة لتحقيق هذا الهدف والغاية الاستعماريتين من خلال حياكات سلسلة مؤامراتها بدءا من مساومة الدولة العثمانية ومن ثم التحريض عليها من قبل النخب العربية التي ضاقت ذرعا بالاستعمار العثماني واستبداده في أرجاء الوطن العربي ؛ وأيضا تكوين شبكات عثمانية داخلية مناهضة لدولة الخلافة من التيارات القومية التركية ؛ ومن ناحية أخرى سعت بريطانيا وفرنسا وحلفائهم في أوروبا وأمريكا إلى تطويق الدولة العثمانية والسعي في طريق تفكيكها وكانت الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية قد منحت نتائجها لكل من بريطانيا وفرنسا لإعادة تقاسم النفوذ في المنطقة وتوزعت مناطق نفوذ الدولة العثمانية المنهارة لهاتين الإمبراطوريتين الاستعماريتين بريطانيا وفرنسا ؛ اللتين ذهبتا تزحفان نحو الجغرافية العربية لتذهب سورية ولبنان لفرنسا مع الجزائر وتونس والمغرب ؛ فيما سيطرت بريطانيا على مصر وفلسطين والعراق وجنوب اليمن والمحميات الخليجية ؛ وتستفرد إيطاليا بليبيا ؛ وكانت بريطانيا قبل هذا قد وقفت واستغلت ما يطلق عليه ب ( الثورة العربية ) ضد الاستعمار التركي ودفعت بالشريف حسين وقبائله لمواجهة الاتراك على أمل أن تمنحهم الاستقلال الكامل للعرب من المحيط للخليج ؛ والحقيقة لم يكن الشريف حسين وانجاله وقبائله إلا كما كان لا حقا حال المجاهدين المسلمين في أفغانستان الذي سخرتهم أمريكا لقتال الاتحاد السوفييتي ثم وبعد أن انهار وتفكك الاتحاد السوفيتي اتخذت أمريكا منهم أعداء وراحت تطاردهم في كل سهول وجبال العالم وهذا كان قد سبق وحدث مع من ثاروا ضد الاستعمار التركي بدعم بريطاني لتنقلب عليهم بريطانيا لا حقا وتجعل منهم حصان طروادة لتمزيق وتقسيم الجغرافية العربية واقتطاع فلسطين لتكون نقطة حراسة استعمارية تحول دون تقدم العرب وتوحدهم وتطورهم  وتكرس في أوساطهم مظاهر التمزق والتفرق والتخلف لقرون وليس لعقود ..؟!!
ولم تكن بريطانيا ومخططيها بحالة من الغباء ليفرضوا خياراتهم في فلسطين بل أوجدوا الكثير من العوامل والدوافع والمسببات ليبدوا الأمر طبيعيا ؛ فعمدت أولا على تمكين عملائها من اعتلى ( عروش الحكم ) في بعض المحميات التي اقتطعتها بريطانيا وحددت معالمها ورسمت خرائطها واختارت أسرها الحاكمة ؛ الذين سيكونوا لا حقا مع أحفادهم كابرا عن كابر عبارة عن ( كلافين في اسطبلاتها الاستعمارية ) فكان الملك فاروق في مصر الذي كان يحكم بأمر الحاكم العسكري البريطاني ؛ وكان الأردن الذي منح للشريف حسين بعد تجريده من حكم ( مكة والمدينة ) وطرده منها لصالح ( أسرة آل سعود ) الذي ستؤكل إليها بريطانيا مهمات لاحقا لا يقوى على القيام بها سواهم ..!!
فيما وزعت أبناء الشريف على العراق وسوريا ونصبتهم ملوكا فيها ولكن تحت حكم المستعمرين فكانوا ملوكا صوريين فيما القرار لمن نصبهم ومن صنع منهم ملوكا ومن رسم حدود ممالكهم وهي بريطانيا ..؟!!
باللحظة  الاستعمارية المناسبة تم الإعلان عن قيام ( الكيان الصهيوني ) في 15 مايو 1948م لتنشب حربا عربية على فلسطين وهي الحرب التي جاءت بعد سلسلة ثورات عربية فلسطينية قامت ضد الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية التي كانت تنقل افرادها المنظمة الصهيونية من كل اصقاع المعمورة إلى فلسطين ؛ باعتبارها أرض بلا شعب ستمنح لشعب بلا أرض ومن لا يملك اعطى لمن لا يستحق ؛ ومع ذلك سجلت الجيوش العربية انتصارات جبارة في تلك الحرب وتمزق صفوف العصابات ( الصهيونية ) المدعومة سرا من قبل المحاور الاستعمارية بريطانيا وفرنسا والعديد من الدول الغربية وأمريكا ؛ وغالبية الأنظمة العربية الرسمية وخاصة تلك الأنظمة التي ساعدة الصهاينة في إقامة كيانهم الاستيطاني وذلك من خلال قيام تلك الأنظمة العربية العميلة والمرتهنة لبريطانيا بترحيل مواطنيها من أبنا الجاليات اليهودية إلى فلسطين وهذه أكبر مؤامرة علنية قام بها العرب واستهدفوا بها فلسطين الأرض والإنسان ؛ ومع ذلك أقول لقد حققت الجيوش العربية انتصارات جبارة عام 1948م على العصابات الصهيونية ولو لم تصدر الأمم المتحدة يؤمها قرارها الشهير بوقف اطلاق النار لكان بن ( جوريون ) مؤسس هذا الكيان قد غادر وكره في مدينة ( تل الربيع _ أو تل آبيب ) عائدا من حيث أتي والفاصل بين هروبه وبين نجاته وعدولة عن الهروب بضع ساعات فقط وهذه الحقيقة يجهلها الكثيرون من العرب الذين يتحدثون عن ( هزيمة الجيوش العربية عام 1948/ م) وهذا القول غير صحيح ؛ والصحيح أن قبول العرب بقرار الأمم المتحدة القاضي بوقف اطلاق النار والتزامه به مقابل رفض العصابات الصهيونية للقرار هو من قلب الانتصار العربي إلى هزيمة فالأنظمة العربية تواطأت مع بريطانيا والأمم المتحدة بحرصها على احترام قرار وقف اطلاق النار الذي اتخذت منه العصابات الصهيونية فرصة لإعادة ترتيب صفوفها وتلقي المساعدات من الاسطول البريطاني والامريكي ومن الفرنسيين ليواصلوا استهداف الجيوش العربية التي تلقت أوامر صارمة بعدم خرق قرار وقف اطلاق النار الاممي وكانت مصر فاروق وال سعود والأردن تحديدا وراء هذا الخذلان والهزيمة ..؟!!
بدرجة أساسية وخلفهم بقية الحكام الخونة من صنعاء للدار البيضاء ..!!
لقد وقفت الجيوش العربية يؤمها وحسب تاريخ الصهاينة أنفسهم على بعد 30 كيلو متر من عاصمة ( بن جوريون _ تل آبيب ) فيما القائد العربي يؤمها والزعيم اللاحق لمصر والأمة العربية الزعيم جمال عبد الناصر حوصر في منطقة ( الفالوجة ) التي تبعد عن عاصمة الكيان بقرابة 38 كيلوا متر غربا ؛ لكنها الخيانة الممنهجة والمرتبة والمخرجة بصورة جيدة من قبل الاستعمار وأدواته من الخونة العرب ..؟!
ولم يقف الأمر هناء بل ذهبت العصابات الصهيونية إلى احتلال ( أم الرشراش ) المصرية التي يطلق عليها اليوم ( إيلات ) وكان من السهولة على الجيوش العربية سحق تلك العصابات الصهيونية ومعاملتها بالمثل وأن من باب الدفاع عن النفس ولكن هذا لم يحدث لان أصحاب الخيانة والعمالة والارتهان والانبطاح من سفلة الأمة وقواديها لم يصدروا سوى أوامر مشددة لجيوشهم بعدم خرق القرار لان  بقائهم على عروشهم مرهون بهزيمة جيوشهم وضياع فلسطين وهذا الخيار معمول به حتى اليوم فمن يريد البقاء من هولاء الحكام على كرسي الحكم عليه أن ينسى فلسطين وقضيتها ومن يريد أن يقتل أو يدمر وتدمر بلاده وتخرب فليتحدث عن فلسطين وقضيتها ومعاناة شعبها ..!!
يتبع


( 1 _ 4 )

يبدو أن بعض العرب لا يكتفون بانبطاحهم وارتهانهم لأعدا الأمة ؛ ولا يكتفون أنهم قد تخلوا واجباتهم الأساسية وهي الدفاع عن حقوق وكرامة الأمة واختاروا طريق التبعية والارتهان حد الانبطاح خلف أعداء الأمة متخليين عن قضايا وحقوق أمتهم ؛ وهادرين كرامتهم على أبواب الغزاة والمستعمرين وقوى الغطرسة الاستعمارية ؛ بل يوغلون في ( تسفيه ) أنفسهم من خلال خطاب ما برحوه في تسويقه عند كل ملحمة وطنية وقومية تصنعها قوى المقاومة والممانعة في مواجهة أعداء الأمة ووجودها .
عام 2006م حين خاضت المقاومة الإسلامية في لبنان معركة مصيرية أمام جحافل العدو ( الصهيوني ) وقد سجلت المقاومة _ يومها _ انتصارا عسكريا ومعنويا ؛ انتصارا اعترف به العدو وأرتد ذلك النصر الذي صنعته إرادة المقاومين إلى أزمة داخلية في كيان العدو تشكلت على أثره لجان تحقيق من قبل كل المؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية والتشريعية ؛ خرجت بتقارير تناقلتها كل وسائل إعلام العدو والإعلام العالمي وجميعها تؤكد واقعة _ الهزيمة _ والفشل لجيش العدو ؛ وعلى خلفية تلك التقارير تمت الإطاحة بكوكبة من قادة الصف الأول والثاني في كيان العدو من السياسيين والعسكريين وقادة الأجهزة الاستخبارية والأمنية ؛ في حرب قالت عنها أمريكا وهي الدول الأعظم _ يومها _ وعلى لسان رئيسها ووزيرة خارجيتها وقادتها أن تلك الحرب سيتمخض عنها _ ميلاد الشرق الأوسط الجديد _ الذي أخفقت واشنطن في تكريس معالمه خلال غزو واحتلال العراق والذي حدث قبل تلك الحرب بثلاث سنوات فقط ..؟!!
يومها خرج بعض العرب ( المنبطحين ) للمشروع الأمريكي _ الصهيوني بخطاب التشكيك والانتقاص من انتصار المقاومة واعتبار ما حدث ( لعبة وكذبة ) وأوهام ليس لها في الواقع أثر ..؟؟!!
أصوات نشاز خرجت من قبل نخب سياسية لبنانية وعربية وقالت هذه النخب ما لم يقوله العدو الصهيوني وما لم تقوله أمريكا ..؟!
اليوم وفيما يتعلق بحرب ( غزة ) وما قدمته المقاومة الفلسطينية والشعب العربي في فلسطين من ملحمة بطولية استثنائية هزت كيان العدو وأربكت حساباته ؛ ودفعت انظار العالم بأسره إلى التوجه نحو فلسطين كل فلسطين ونحو المقاومة التي واجهت أعتى جيش في العالم مدجج بكل أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة ؛ حرب فرضت فيها وخلالها المقاومة معادلة جديدة ؛ معادلة لم تكن بحسابات العدو ولم يكن حتى يتخيلها ؛ إذ أن مدينة ( تل الربيع ) التي احتلها الكيان وجعلها عاصمة له واطلق عليها ( تل آبيب ) ؛ طالتها ولأول مرة صواريخ وقذائف المقاومة ؛ نعم لم يسبق لسكان ( تل آبيب ) أن سمعوا صفارات الأنذار تدوي في أرجاء المدينة ؛ ولم يسبق أن هرول سكانها إلى الملاجئ ؛ لكن المقاومة العربية في فلسطين أجبرتهم هذه المرة بالنزول للملاجئ ؛ وأدخلت في نفوسهم الرعب والخوف والهلع حتى جعلتهم يلعنون بعضهم بعضا ويسخرون من بعضهم البعض ؟!
وأن كانت حرب عام 2006م قد انتهت بنصر المقاومة وأنهت مستقبل ( أولمرت ) السياسي واطاحت بدان حانتوس وقادة كبار في الكيان فأن حرب ( فلسطين ) قد أودت بمستقبل ( نتنياهو ) وإلا الابد وكما رحل ( أولمرت ) عام 2006م من رئاسة حكومة العدو إلى ( السجن ) لسبعة أعوام ؛ فأن ( نتنياهو ) قد يكون حضه أفضل من خلفه ..؟!
وعلى يد المقاومة التي ينتقص منها بعض العرب اليوم ويسخرون من إنجازها التاريخي.
قبل أيام تابعت برنامج على أحدى الفضائيات التابعة لمثقفي وأنظمة ( البترودولار) من طابور المنبطحين والمرتهنين وهي تسوق ثقافة الانتقاص من ( المقاومة ) ومنجزاتها خلال حرب ( غزة ) ؛ وبكل وقاحة لم يتردد ضيوف البرنامج في تحميل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسئولية ما وصفوه ( بدمار غزة وتشريد مواطنيها وقتل أطفالها ) ..؟!!
في محاولة رخيصة وقذرة لشيطنة ( الجمهورية الإسلامية وحركة المقاومة الفلسطينية ) ؛ بل وخلطوا كما يقال ( الحابل بالنابل ) فكالوا جم غضبهم على ( إيران والمقاومة ) وعلى ( حزب الله ) وعلى حركة ( انصار الله )معتبرين كل هولاء خطرا على الأمة ووجودها ؛ ثم توزعت الأدوار بين من يطالب ( بتحرير غزة من إيران وحماس والجهاد ) كما كتب سفير الإمارات في _ واشنطن _ أو بالأصح ( سفيه الإمارات ) وبين من يطالب بتحرير ( لبنان من حزب الله ؛ وأخر يطالب بتحرير اليمن من أنصار الله )..؟!!
حقيقة لم أتصور أن هناك حالة انحطاط فكري وعقلي وسلوكي لدى بعض العرب تصل لهذه الدرجة الحقيرة من الانحطاط الذي يصعب تفسيره سوى إننا أمام مخلوقات تفوق بوقاحتها وقاحة العدو الصهيوني ووقاحة الاستعمار بكل اشكاله ومحاوره ..؟!!
بل ذهبت وقاحة القناة ومن يديرها ووقاحة مقدم البرنامج وضيوفه استباق الأحداث ودق أسفين بين المقاومة الفلسطينية وجمهورية مصر العربية محاولين وبكثير من الانحطاط الأخلاقي والسلوكي والمهني إثارة فتنة غامزين من قناة الانتماء الايدلوجي لحركة المقاومة ومن قناة التوصيف ( المذهبي ) المزعوم للجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي تهم كاذبة وزائفة اخترعتها أمريكا وزبانيتها وسوقها الصهاينة وطابورهم في كارتل المنبطحين من عرب الارتهان الذين تجردوا من كل القيم والاخلاقيات وأن في حدودها الدنيا .
بيد أن الآمر من كل هذا هو الهجوم الغير منطقي والغير أخلاقي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كما قالوا لم تقدم للشعب العربي في فلسطين ( سوى الخراب والدمار ؛ وأنها مزقت فلسطين وقسمتها إلى غزة ورام الله ) ..؟!!
وهذا الطرح المثير لا يعبر إلا عن نفوس مريضة ومرتهنة ؛ نفوس تتبني بالوكالة الموقف (الصهيوني الاستعماري الإمبريالي الرجعي ؛ فإيران يجب أن تشكر من قبل كل عربي حر وذو كرامة ويتطلع إلى دحر الغزاة والمحتلين من كل شبر من الأراضي العربية المحتلة ؛ وكان الاحرى بمثل هولاء أن ينتقدوا النظام العربي الذي حاصر ورفض يقدم أي مساعدة للشعب العربي في فلسطين حتى تلك التي يطلق عليها المساعدات الإنسانية من كساء ودواء وغذاء واعانات مادية بل ساهم النظام العربي بحصار الشعب العربي في فلسطين وتخلى عن القضية العربية الفلسطينية منذ رحيل الزعيمان جمال عبد الناصر وحافظ الأسد ؛ ومع استمرار سورية في تبني القضية الفلسطينية عمل البعض على حصار سورية وتجنيد المرتزقة بهدف اسقاطها وانفقوا مبالغ خيالية لو قدمت للقضية الفلسطينية ومقاومتها لكانت فلسطين قد تحررت ..!!
وأن كانت مقاومة فلسطين أو بعضها ينتمي لجماعة الإخوان فليفترض الاصطفاف إلى جانبهم وتقديم كل اشكال الدعم لهم لمواجهة العدو التاريخي للأمة ؛ باعتبارهم يشكلون النموذج الراقي في مسار وتاريخ الجماعة ..
وبصراحة ( أنا القومي العربي المنتمي للمدرسة الناصرية ) فكرا وسلوكا ومواقف أجدني أقف إلى جانب المقاومة العربية في فلسطين ومع المقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان ومع الموقف العربي القومي في سورية ومع الجمهورية الإسلامية في إيران ومع كل من يعتبر الكيان الصهيوني عدوا ويقف داعما ومساعدا للمقاومة العربية التي تواجه هذا الكيان بمعزل عن أي حسابات سياسية كانت أو ( مذهبية ) أو طائفية أو مناطقية أو حزبية ؛ وأن كانت إيران تقف من القضية العربية في فلسطين موقفا كان يفترض أن يقفه العرب للأسف ولكنهم لم يفعلوا بل اصطفوا إلى جانب العدو المحتل والاستيطاني ضد أصحاب الأرض والحق ؛ وحين وقفت إيران اعتبروها (دولة عدو) وتبحث عن توسيع ( النفوذ الشيعي ) وهو مصطلح سفسطائي عبثي لجاء إليه المنبطحين والمرتهنين للإرادة الاستعمارية والمشروع الصهيوني ؛ ويسعون من خلال تسويق مثل هذه المزاعم تخدير مواطنيهم والتغرير بهم وحسب ؛ ولو كان هولاء يحملون ذرة من عروبة أو من القيم الإسلامية والاخلاقيات الإنسانية والحضارية لكان الأولى بهم دعم واحتضان المقاومة والاصطفاف إلى جانبها حتى تستعيد الأمة حقوقها ويعود الشعب العربي في فلسطين إلى أرضه ووطنه وإقامة دولته بعاصمتها القدس الشريف ؛ فلسطين التي باعتها وتنازلت عنها الأنظمة العربية عام 1948م وتحديدا ملوك مصر حينها والسعودية والأردن ؛ وبأوامر بريطانية _ أمريكية .
يتبع
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: عن طابور ( الانبطاح العربي ) ..؟ّ!! Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً