بقلم د. حسام الدين خلاصي
تزامن استشهاد أبطال من الجيش العربي السوري بسلاح الغدر وجرح منهم عديد آخر ، مع وفاة المخرج السوري المرحوم حاتم علي .
وهذا التزامن سبب اختلاطا في المفاهيم بين عموم الناس والسوريين وانتشر هذا الخلط على وسائل التواصل الاجتماعي مابين رأي ورأي مضاد .
وعلي أن أشير إلى بعض الثوابت التي لايجوز الخلط فيها لدى الجميع :
1. شهداء الجيش العربي السوري وجرحاه هم أكرم من الدنيا وأنبل بني البشر ولايحق لأحد أن يستعمل القيمة العظمى لشهادتهم في الدلالة على موقفه السياسي من زيد أو عمر ، فالشهيد رغم أنف الجميع له جزاء الله بالخلود وليس لأحد الحق بأن يقارن فعلهم الوطني بأي موقف سياسي لحي أو لميت والخروج في وداعهم واجب وطني وديني للجميع وإقرار بعظيم تضحياتهم.
2. حاتم علي مخرج ومواطن سوري انتقل لرحمة ربه في موعده ، وكانت له طريقته في التعبير عن رأيه وقد تعجب البعض وقد لاتعجب البعض الآخر والخروج في جنازته ووداعه موقف شخصي وديني وقد يكون سياسيا ولكن لايحق لأحد أن يلوم ان يلوم حاضرا أو غائبا في وعن التشييع .
وبعد :
المقارنة لاتصح بين الخالدين الأحياء عند ربهم وعظيم ماقدموه وبين المنتقلين لرحمة ربهم جزاء ماقدمت أيديهم .
فلا نجعل من أنفسنا حكاما إلا بالقدر الذي لايزرع فرقة بين السوريين .
ولا نقارن الغث بالثمين
من حضر التشييع للفنان الراحل دافعه شخصي انساني حتما ولاينتقد ولايخون وقد يكون وراء حضوره موقف سياسي .
وكذلك الغائبون فتغيبهم دوافعه شخصية انسانية وقد تكون سياسية وهذا حق للحي والميت .
ولنتذكر أننا نطلب لأنفسنا الرحمة ونطلب من الشهداء الشفاعة وأننا لسنا بأحياء بعد موتنا ويغفر لنا متقدم وما تأخر من ذنبنا لأننا سننتظر ساعة الحساب لما أخطأنا بحق أنفسنا وغيرنا والوطن .
فالوطن لمن يدافع عنه وليس لمن يراه فندقا .
فطوبى للشهداء والخلود لهم
والرحمة لكل الموتى بما قدمت أيديهم .
........
د. حسام الدين خلاصي
