728x90 AdSpace

27 ديسمبر 2020

2021 لايبشر إلا بخراب مفهوم الإنسانية ، لكنه عصر القوة


بقلم : أ.د.حسام الدين خلاصي
يبدو هذا العنوان مخيبا للآمال ومرهقا للتفكير ، ولكن يحمل في طياته مفتاح الحلول .
يغادرنا 2020 ولكنه كان متنوع الصدمات للبشرية وخاصة لمنطقتنا وتاليها أوربا العجوز و شرق آسيا و جزيرة أمريكا. 
اقتصاديا وعسكريا ، اجتماعيا و دينيا ، أخلاقيا و سياسيا .
لكن الحدث الأبرز في 2020 كان إعلان حرب الفيروسات واللقاحات والاقتصاد الجديد .
لم تعد البشرية تكترث من أين بدأ فيروس كوفيد 19 ومن أطلقه لأنه ومع نهاية هذا العام أعلن عن سلالة جديدة وهي كوفيد 20 ، وهي التي طورت نفسها لتصيب تلك الشرائح من الأعمار التي لم تصب ب كوفيد 19 .
لم لا والبشرية تداعت لإيجاد اللقاح والظواهر الاجتماعية تدل على أن سياسة القطيع بدأت تؤتي ثمارها في التصدي لكورونا الشهير .
ونفرت من أسطحة شبكات التواصل والإعلام نظريات المؤامرة و التصديق والمعاناة والتهويل ومختلف أشكال التجنب والتحاشي وكل هذا والناس في جزر يعيشون وانفصلت الدول عن بعضها ويصلهم الناس فقط مايصلهم من شبكات الأخبار .
دب الرعب في المعمورة وانتقلنا إلى الحلقة الثانية من كورونا وهي حلقة اللقاح .
كل هذا يجري والناس أمام أمرين لا ثالث لهما :
1. تضارب الأنباء حول كل شيء يمس كورونا .
2. مايرونه ويسمعونه بآذانهم واعينهم خاصة مع انعدام الثقافة الطبية المتخصصة وتأثير شبكات الإعلام بين حريصة ومشككة ومخيفة .
كيف للبشرية أن تعترف بصدق دول لها ماض عريق في الإجرام والتفنن في النهب والكذب عليها وليس مرض الإيدز ببعيد .
كيف للبشرية أن تؤمن بأن الشعوب هي المذنبة في تفشي الوباء وهي ترى تراخي الأنظمة والحكومات عمليا في فرض أية إجراءات فيما عدا تلك الدول التي تستعمل كشواهد عبر وسائل الإعلام للدلالة على فداحة المصاب وجدية التعامل .
ولكي لايكون كورونا العنوان الرئيس للعام 2020 فلقد سادت هذا العام تطورات عسكرية وسياسية ضد إيران وسورية وروسية وأرمينيا واليونان واليمن وغابت عن المشهد الدولي دول كثيرة أخرى .
حتى الانتخابات الأمريكية المسبقة والمعروفة النتائج جرت بطريقة هوليودية باهته في ظل أداء ترامبي سبق هذا العام تميز بكل أنواع السرقة والجنون .
أعتقد أن انتزاع عصا القيادة من يد أمريكا واللوبي الصهيوني ليس بالأمر السهل خاصة مع احكام السيطرة المالية والتقنية وتكنولوجيا الفضاء في العالم ومع هذا الإحكام نلاحظ ذوبان الإنسانية من داخل البشرية وتحول البشر إلى منفذي أوامر ليجاروا الذكاء الإصطناعي المتفشي والذي ينتشر بصورة أسرع من كورونا بكثير .
نعم إن القضاء على الإنسانية هدف رئيسي لأعداء الإنسان فلقد تم تشويه كل المفاهيم والقيم التي أنجزتها الحضارات والأديان عبر قرون من الزمن .
هرابو العام الجديد 2021 سيحاصرون الدول أكثر ويعزلونها ضمن حدودها بدعوى المرض أو الإرهاب أو تبعيتها لصندوق النقد الدولي أو الحروب الجانبية وستظهر سلالات جديدة من البشر خالية تماما من الإنسانية والأخلاق تبيح لنفسها كل شيء .
ويبقى مناضلوا الإنسانية هم المعنيون بالدفاع عن أوطانهم ولربما الأساليب البدائية ستقهر ذكائهم الإصطناعي .
فإنسان واحد قادر على نسف الكيان فهو ليس ببعيد عنا وهو في مرمى الحجر .
إنه عصر القوة لكلا الطرفين البشر والإنسان.
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: 2021 لايبشر إلا بخراب مفهوم الإنسانية ، لكنه عصر القوة Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً