عندما تتعافى الأوطان من وطأة الحروب تلجأ لعقد اجتماعي وسياسي جديدين وتقيم أول استعداد لهذا العقد عبر التسامي عن ويلات الحرب وتلم الشمل بين أبناء الوطن الواحد وتجترح قوانين عصرية جديدة تتلاءم والمرحلة الجديدة التي تلي انتهاء الحرب .
سورية كوطن للجميع استخرجت من تاريخها المعاصر والماضي تجارب مهمة انتهت بالمصالحات ودعمت بتوحيد الصف من أجل طي صفحة الحرب وإعلان انتصار الدولة والمنطق والسلام على دعاة الفتنة والتقسيم والإرهاب .
أتى مؤتمر عودة اللاجئين السوريين الذي انعقد في دمشق شهر تشرين الثاني عام 2020 لكي يرسم أبعاد التسوية وقوة الدولة السورية وسماحة الوطن الأم وتسامحه لمن يريد في ظل رعاية كاملة شاملة من الحلفاء والأصدقاء الحقيقيين لسورية وغياب مفتعل لمن رصد أمواله وإرهابه لتفتيت سورية وإقصائها عن معادلة المقاومة ضد المشاريع الأمريكية والصهيونية.
نجح هذا المؤتمر في نقاط عديدة مع انطلاقته تجسدت في التالي :
1. توضيح حسن النية وموقف القيادة السورية وحالة الرضى الشعبي لمن هم في داخل سورية واتفقت مع مزاجهم ووعيهم الوطني بضررورة لم الشمل وطي صفحة الحرب لغير رجعة.
2. تعرية من سبقت تعريته من أعداء سورية أمام المجتمع الدولي والشعوب العربية .
3. خلق حالة مراجعة ذاتية لبعض الأنظمة العربية والأوربية فأسقطت من يدهم ورقة المهجرين كسلاح لتخويف المهجرين في ظل إخافتهم الدائمة من قبل الدول الراهية للإرهاب .
3. تقديم جملة من التسهيلات والقوانين من قبل القيادة السورية والتي رغم أنها بدت قاسية على مشاعر من بقي من السوريين داخل الوطن ولكنهم تحملوها من أجل الخلاص ، ولكنها ساهمت في إبداء رغبة وطنية حقيقية بضمانات الحلفاء من أجل عودة المهجرين واللاجئين للوطن .
4. بعد تقديم خطوة المصالحات ونجاحها نسبيا أتت خطوة تسهيل عودة المهجرين عبر المؤتمر الدولي ونتوقع خطوة ثالثة تتجسد بمؤتمر وطني للحوار السوري - السوري في دمشق يضم كل القوى الوطنية من داخل وخارج سورية .
5. هذا المؤتمر سيحقق دورة انتعاش اقتصادي مهمة لكل السوريين داخل وخارج سورية وفيه خطوة مهمة في تحدي الحصار وسيزر برمته.
6. هذا المؤتمر أضاف خطوة انتصار جديدة في لحظة يمكن تسميتها بين الشوطين وأمريكا وأوربا تتحضران لدورة انتخابية جديدة تفرز قيادات سياسية جديدة ستجد أمامها مخرجات هذا المؤتمر.
7. هذا المؤتمر الذي أقر انتصار القيادة السورية وشعبها ومهد للبنية التحتية لتكامل السوريين والوطنيين .
8. هذا المؤتمر سيبنى على مخرجاته ويوازي في أهميته مؤتمر الحوار السوري في سوتشي وبيانه وكلا المؤتمرين يعزلان تدريجيا كل القوى الإرهابية والإنفصالية وداعميهم عن ساحات الحل السياسي إذ أثبت المؤتمرين أن اللذين لم يشاركوا لايريدون الخير لسورية لاسياسيا ولا إنسانيا .
ولا يعول محور محاربة الإرهاب على مشاركة الإدارة الأمريكية في عودة السلام لسورية ولكنه يراكم الإنجازات في ساحات إقليمية عديدة ضد أمريكا وشركائها حتى تقتنع الواقعية الأمريكية بالهزيمة وتحولها لإقرار بالمنفعة وترمي بعملائها الفاشلين وتبحث عن غيرهم لدورة عنف جديدة .
●يحق للشعب السوري وقيادته أن يفتخرا بالمنجز الوطني في هذا المؤتمر فقد عادت دمشق لتكون أرض اللقاء ومحل الاهتمام من الدول الصديقة وحتى التي كانت خجولة في بداية الحرب على سورية .
●يحق لسورية وشعبها وقيادتها أن يفتخروا بأن سورية لم تنهزم ورؤيتها كانت الأصدق والأقوى رغم المعاناة والألم .
