728x90 AdSpace

26 نوفمبر 2020

متى تقوم الساعة ؟


بقلم الدكتور حسام الدين خلاصي
القرن الماضي كان بدون أدنى شك قرن الحرب والسلم ؛ ففترة الحرب قسمت العالم لنصفين و فترة السلم قسمته لأقسام متنازعة فانشغلت دول قوية ببناء وتعزيز قدراتها وأخرى ضعيفة غاصت بالخلافات والتهيؤات وحسبت أن العالم وصل لمستقرة فأضحت كل دولة منها تعتقد أنها فرد مستقل وأن ميزان القوى العالمية بات عادلا .

لقد أعيد تقسيم العالم من قبل الدول القادرة بناءا على ماتختزن الدول من مصادر للطاقة من نفط وغاز وخامات ومياه ووضعت خرائط جديدة للعالم على ضوء قوة كل دولة تتطلع لغزو أو احتلال أو احتكار .

ولأن أقطار العرب هي التي تمتلك الحصة الأكبر من الموارد وفي ظل ضعف تنظيمي واقتصادي وعسكري داخلها باتت هي المرشح الأول للغزو أو للاحتلال .

وهذا ماحصل مع بداية القرن الجديد ( قرن نهاية العالم القديم وتبدله ) طبعا هذا العنوان ينطبق على المهاجم والمدافع فلكل تطلعاته .

الولايات المتحدة الأمريكية كيان متماسك دائما خلف مصالحها ولاتعتريها أية فوضى عندما يتعلق الأمر بتطلعاتها في مجالي العدوان والسرقة .

إذا وبدون استذكار لتفاصيل ومخططات داعش وملحقاتها والربيع العربي وتداعياته والحصار الاقتصادي الماكر والمتخصص بكل دولة على حدة وحرب المصطلحات و استخدام أسلحة التواصل الاجتماعي والإعلام فالكل بات يعرفها من طرفي المعادلة مهاجما كان أم مدافعا ، أصبحت منطقة الشرق الأوسط في قلب المعركة بثرواتها وشعوبها تخضع لصراع واضح المعالم هدفه الأول اقتصادي والثاني تثبيت أركان الدولة اليهودية ( المستفيد الأكبر )

وبات التهديد بقيام الساعة يطال المنطقة بأسرها سواء كانت الدول قوية أم ضعيفة .

لقد تراخت أمريكا مع بداية عهد إدارة ترامب ظاهريا فتنامت قدرات اقتصادية مشتركة وارتبطت مصالح الدول المستهدفة مع بعضها رباطا وثيقا ظاهرا لايدعو للشك إزاء التدخل الأمريكي السافر عبر الأدوات والبدلاء واستعمال الطرق السابقة الذكر ؛

 وهنا تقدم محورا محاربة الإرهاب و المقاومة جنبا لجنب وحققا بعض النقاط والفوز وأبطلا مفاعيل داعش والربيع العربي خاصة في سورية والعراق ولبنان وإيران .واستغرقت هذه المرحلة قرابة 10 سنوات انتهت مع حلول عام 2020 والتي مع بدايتها أوضحت أمريكا بأنها تذهب نحو التصعيد العسكري مستفيدة من الانقسامات الأفقية في كل مجتمع من الدول التي ذكرتها سابقا وبدأت بالرد قاصدة على دول محور المقاومة بطريقة إجرامية واستفزازية باستهداف مراكز الحشد الشعبي وقيادات للمقاومة من العيار الثقيل في رسالة تحذيرية واختبارية لإيران بالدرجة الأولى ولحلفائها القادرين والشركاء في المصير أيضا ، ولا أعتقد أنها لم تحسب تصرفها كما يذهب البعض لوصف تصرف ترامب بالجنون تارة او بالحرص على مصالحه الانتخابية تارة أخرى ؛ فكما تعودنا فإن مصالح أمريكا ترسمها المؤسسات وليس الأفراد ويدخل فيها دوما ميزان الربح والخسارة .

من هنا وبعد أن رمى الأمريكي الكرة في ملعب المحورين محور المقاومة ومحور محاربة الإرهاب جلس ليتفرج وينتظر ردة الفعل من الطرفين .

بكل واقعية فإن الثورة النوعية الإيرانية حققا تقدما صناعيا وعسكريا وزراعيا بنت فيه قدرات إيران من الداخل بتماسك شديد رغم كل ما عانته إيران خلال 40 عاما ، ولكن انتشارها الإقليمي لم يكن سهلا على الإطلاق وجوبه بأخطر سلاح وهو ( أعرابي - مذهبي ) ووقف في وجهها التطرف الديني السني والاستعراب الخليجي متحالفين مع إسرائيل وأمريكا ليحدوا من تصدير أفكار الثورة الإسلامية الإيرانية .

من هنا جاءت ضربة أمريكا بناءا على هذا المعطى من تشرزم المجتمعات العربية حول الريادة الإيرانية للمشروع التحريري لفلسطين والنهضة الإسلامية .

واليوم بعد التعدي الأمريكي حلفاء إيران هم في سورية ولبنان والعراق وكل بلد لها واقعها وحساباتها فهل تعلن إيران الحرب على أمريكا في ظل هذه المعطيات وفي ظل المواقف الروسية والصينية والفرنسية المطالبة بالتهدئة ؟

أمريكا تعتقد أن خساراتها في المنطقة ليست بكبيرة فهي ستأتي على نفقة الأعراب وسيقودها ذلك إلى احتلال رسمي للخليج برمته ولن تخرج منه ، وقد سبق وأن ضحت بثلاثة الاف جندي في العراق واحتله ومازالت تسرق ثاني أضخم احتياطي نفطي .

وإن ردت إيران باستهداف مصالح اقتصادية فسيكون ذلك في الخليج فستقوم أمريكا باستهداف بنك من الأهداف الإيرانية الاقتصادية سيؤدي لمزيد من التضييق على ايران وأمريكا هناك في جزيرتها قابعة طالما هي في حالة سلم مع الدول النووية الكبرى .

هذه الكرة النارية التي رماها الامريكي في المنطقة يجب أن يحسن محور المقاومة رميها للمكان المناسب .

وحسب رأي إن كان لابد من قيام الساعة فلنجعلها قيامة نحن من يقرع أجراسها باستهداف الكيان الصهيوني مباشرة بلا تردد بدلا من أي هدف أمريكي ينتفخ به ترامب أكثر .

لتقم الساعة فوق رأس الكيان الصهيوني وليقطع رأس الأفعى بدلا من استبدال معركة بأخرى .

الكاتب : الدكتور حسام الدين خلاصي .
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: متى تقوم الساعة ؟ Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً