728x90 AdSpace

24 نوفمبر 2020

هدف داعش ..... مكة والمدينة والبحر الأحمر المتوسط !!


بقلم الدكتور حسام الدين خلاصي:
تقترب المعارك من عامها التاسع وتكاد تنهيه ، المعارك وليس الحرب لأنها كرة النار الملتهبة التي دحرجتها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني في المنطقة أو ما اصطلح على تسميته ذرة الثلج التي ستكبر والتي وضحت انطلاقاً من بداية الربيع العربي .
لقد كان من المفترض أن تنهار سورية كدولة ومن ثم حزب الله ومحور المقاومة ولكن ذلك لم يحصل كما يعلم الجميع وانحرف مسار كرة النار فعمدت الصهيونية العالمية للتحكم من جديد بهذه الكرة الملتهبة ومسارها فتارة الدانمارك وتارة الولايات المتحدة وتارة تركيا وتارة فرنسا ومؤخرا ًمصر وليبيا كي تبدو الصورة عالمية أكثر فأكثر ولكي ينقسم العالم من بعدها بصورة أوضح ما بين محارب لداعش ومحارب لداعش نعم لا غرابة أن تنقسم الدول فيما بينها على طريقة محاربة داعش فهناك فريق أمريكي خليجي صهيوني يحارب داعش علناً بطريقة ( الدعم والتقليم وصولاً للهدف الصهيوني من استعمال داعش ) وفريق يحارب داعش وحلفائها مع كامل الوعي لخطورته وخطورة داعميه وأهدافهم العالمية وهو فريق ( محور المقاومة العالمية للصهيونية والامبريالية الصهيونية ) .
إن الخطاب العالمي لداعش والعداء المتدحرج لدول شرق أسيا وأوربا يخبرنا عن هدف داعش ولا يخبرنا عن حجم القوة الحقيقية لداعش والتي بات القاصي والداني يعرف أنها تراكمية.
هنا سأشير لنقطة في غاية الأهمية عندما دخلت داعش إلى الموصل فإنها تسلمت واستلمت كل العتاد العسكري الموجود وبالتالي تكون الرسالة الواضحة ان سلاح داعش تراكمي مستولى عليه ومبرر لوجود القوة العسكرية المتنامية لداعش وعندما استولت داعش على الرقة استعرضت قدرتها الصاروخية بصاروخ مسروق من العراق في رسالة واضحة ضحك العالم عندها بأن هؤلاء الرعاع لن يعرفوا أن يفرقوا بين زر الإطلاق وزر الكهرباء في الحمام ، وأما التمويل فهو أيضا مبرر وذاتي ويعتمد على سرقة النفط والآثار والخطف وسواه طبعاً هذا متروك لعناصر داعش كي يتم الاستمرار بما هم عازمون عليه من خلال تغطيه دولية وتطنيش عالمي لا يتعدى قرار دولي من مجلس الأمن لا يلزم أحدا ً .
من هنا نستطيع فهم أهمية التكديس الهائل للمملكة العربية السعودية وقطر للأسلحة على أرضهما منذ فترة طويلة من الزمن والتي ستنقض عليها داعش في لحظة ما نظرية لتشكل قوة ضاربة تحارب بها إيران ومحور المقاومة ولأن داعش عالمية وهذا ماروجوا له بأن ظهرت داعشيون بريطانيون وألمان و فرنسيون سنجد منهم الطيارون والرماة للصواريخ عبر مجموعات مدربة بعناية متسللة إلى صفوف داعش ، و خاصة بعد تعيين أمراء لمكة ولبعض دول الخليج من قبل البغدادي ، وبعد تحذير السيد حسن  لحكام الخليج ( وحقيقة الأمر أن الخطاب كان موجهاً للشعوب الخليجية ) بأن الهدف النهائي لداعش هو مكة والمدينة ، أي بعبارة أوضح قيام دولة اسرائيل الكبرى التي لم تعد خافية على أحد في حلمها التلمودي المعلن اعتماداً على داعش والحلول مكانها بعد أن يستفحل شررها وتستبيح دول المنطقة وخاصة في العربية السعودية بعد أن حصلت على امتداد جغرافي مابين النهرين وظهرت في سيناء .
من يعتقد بأن حكومة المملكة العربية السعودية وقطر تحديداً ، سترتعد مفاصلها من تحذير السيد حسن يخطئ , لإن تاريخ حكام المملكة وقطر في الأصل والنسب الصهيونيين يدل على ذلك فعلهما فهم من رعى في الماضي قيام دولة اسرائيل ودافعوا عن وجودها بلجم الفعل المقاوم وتشجيع السلام مع الكيان الصهيوني واليوم قطر تدخل الحظيرة برعاية كاملة وتدعيم كامل لمشروع الأخوان والبيئة الحاضنة للإرهاب منذ عشر وسنوات وأكثر في كل من مصر وسورية وتونس معتمدين على الخزان البشري من الارهاب المتواجد على الأرض التركية والحدود المفتوحة والرعاية الأردوغانية .
وبعد انجاح وإذكاء نار الحرب السنية الشيعية وفصل العالم الإسلامي لسني وشيعي يتلهى بحرب مديدة وبعد أن تخلو الساحة من المدافعين عن الإسلام والعروبة وذلك بفعل الإنشغال ، ستقوم مملكة آل سعود وقطر ( رغم الصراع الوهمي بينهما )
بتسهيل مهمة داعش في الوصول لمكة والمدينة ولتصبح من هناك الخلافة الاسلامية أوضح وأشمل وليبرز نظرياً من هناك الحلم الإسلامي الداعشي بدولة الخلافة وبهدم الكعبة وانطلاق حملة تحرير العالم وضمه تحت لواء الاسلام ( نظرياً ) وإعلان العداء للعالم الغربي المسيحي ، والذي اطلقت داعش نداءه الأول من الشواطئ الليبية عندما ذبح 21 مواطنناً مصرياً ( قبطياً ) في رسالة واضحة للفاتيكان ، وبذلك لونت البحر الأبيض المتوسط ليصير البحر الأحمر المتوسط من خلال الشواطئ الشمالية له بعد أن استعصت على داعش الشواطئ الشرقية للمتوسط ( سورية ولبنان ) وليتعالى الخطاب إلى هرقل عظيم الروم القابع في روما وفق الرواية الداعشية فتنغمس أوربا لاحقاً وبقوة في الحرب على داعش ولكن بخطة اسرائيلية لأنها الأعلم والأقوى في المنطقة .
تسير أمريكا بمخططها على نار هادئة والكيان الصهيوني برعاية بريطانية من الحديقة الخلفية يسير إلى نشوء دولة اسرائيل الكبرى والتي ستقوم على أنقاض دول المنطقة وتعب الحلفاء لمحور المقاومة وفي المقابل فإن خطاب الخارجية السورية وكلمة السيد الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصر الله أعادت بوصلة الصراع نحو العدو الصهيوني في حين يغفل العرب وشعب العرب وتدل على خطورة الوضع وذهابه لحرب مفتوحة مع الكيان الصهيوني الذي حدد نتنياهو مؤخراً بأن السنوات الأربع القادمة هي سنوات عجاف وستحدد مصير المنطقة إذا نتنياهو بدأ يراهن على الزمن ، ومن جهته أكد السيد حسن نصر الله أن مصير العالم يصنع في المنطقة ، أو ليس ذلك أقرب إلى قرع طبول الحرب فانتبهوا ايها العرب ولو أن الصوت هذا لن يصل إلى عقولكم ولكن أطلت الأفعى الاسرائيلية برأسها ونصف جسدها ألا يكفي ذلك لنقول إن مكة والمدينة باتت قاب قوسين وأدنى كي تسلم مفاتيحها لبني صهيون الراعي الرسمي للربيع الصهيوني بتسهيلات ملكية سعودية .
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: هدف داعش ..... مكة والمدينة والبحر الأحمر المتوسط !! Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً