728x90 AdSpace

27 يونيو 2020

محاولة اغتيال السلام الذي ينطلق من سوريا بتوقيت قيصر

رنا العفيف:
أنها معادلة سياسية أوجدها الرئيس الراحل حافظ الأسد، ليُعطي للعالم والنظام العالمي الجديد البرهان، على أن السلام ينطلق من سوريا، وبدون سوريا لا سلام.

يأتي هذا ضمن إطار الحرب الجديدة المؤطرة بسياج العنصرية، لضرب العلاقات الدولية مع سوريا، تحديداً بهذا التوقيت التي يبث منها سلسلة اعتداءات سافرة تطال الأراضي السورية، دون أن نسمع إدانات من المجتمع الدولي الذي ابتلع لسانه فجأة في ظل الظروف الإقليمية العصيبة التي تمر بها المنطقة، من جائحة صحية وحروب وعقوبات، ناهيك عن الموقف العربي المنحدر بقراراته الجامحة ضد سوريا وحلفائها، دون خجل أو ملل، وكأن مستنقع العهر السياسي العنصري ضرب اصقاع عذريتهم  فطأطأت رؤوس العرب بالعار والذل والخنوع.

أين احترام وتعزيز الروابط التاريخية والمواثيق العربية؟، أين هو العمل على بناء نظام عربي جديد من أجل تعزيز العمل العربي المشترك التي يتم الاتفاق عليها بين الأطراف المشاركة، والتي تتمثل بالمساواة وعدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية بتسوية المنازعات بالطرق السلمية.

أين مفهوم مبادئ التنسيق والتعاون لإرساء أعضاء الأسرة العربية الواحدة على قواعد صلبة متينة؟، فهل من أحد يخرج ويتكلم عن نتائج الاجتماعات الدولية الطارئة والعقود والمواثيق التي وثقها التاريخ بسجل العرب؛ طبعاً لا، لأنها مزقت مسارات العروبة الطاهرة.

من أجل الصراع العربي الإسرائيلي الذي راح يأخذ منحىً جديداً، في الشكل والمضمون يختلف كلياً عما كانت عليه حرب تشرين التحريرية، فما اشبه اليوم بالأمس، فقد بغت إسرائيل وأصابها الغرور، جراء مواقف بعض الدول العربية المخزية، حتى ملأت الغطرسة في الجريمة واستمرار العدوان قلوبهم حقداً اسوداً على شعبنا وعلى البشرية، وتستند إلى تعطش سفك الدماء جراء استخفاف البعض بمبادئ الوحدة العربية ولُحمة التضامن، بل واستخفافاً بالقوانين الدولية، ومثلها العليا من سبقهم من دعاة الحرب لا يقفون عند حد ولا يُردعون، اذا لم تردعهم الشعوب المؤمنة بحقها المدافعة في سبيل حريتها ووجودها، فأين الموقف العربي الجدير له  بأن يتثنى بواجبه تجاه العنصرية الصهيونية.

تذكروا أن الأحداث تشير إلى أن المؤامرة الإسرائيلية تختلف اختلافاً جذرياً عن السابق، فعندما أدركت دول الخليج أن سورية قادت وتقود الامة للسلام، سارعت إلى دمشق بهيئة دول مجلس التعاون الخليجي واشتراك مصر، وعقدت اجتماعات، وجاء بيان دمشق الذي أكد آنذاك في كل من الأطراف المشاركة على عزمها السعي لإعطاء روح عمل جديد العمل العربي المشترك، فأصبح اليوم هباءً منثوراً بأيدي الصهاينة، ليغتالوا صمام الأمان العالمي الذي مفتاحه بيد سوريا، بالعدوان المتكرر على المواقع العسكرية في سوريا في عدة مناطق في كباجب بريف دير الزور وصلخد والصبورة في ريف حماه.

قراءة هذا العدوان السافر يترجم الى:

اولاً: يريدون إنعاش العصابات الإرهابية ودعمهم معنوياً لان إسرائيل شريكة بالحرب وهي لا تريد أن يفقد الإرهابيين معنوياتهم

ثانياً: من أجل معرفة أن كان هناك تطورات في القدرة الصاروخية لدى سوريا لمعرفة إذ كانت سورية تمتلك صواريخ جديدة فهذه الغارات الإسرائيلية بمثابة اختبار عسكري لمنظومة الدفاع الجوي في سوريا لتدميرها.

ثالثاً: تناغم الاعتداءات على سورية هي رسالة واضحة للتنسيق الثلاثي بين التركي والأمريكي والإسرائيلي لعمليات مشتركة بتوقيت قيصر ولربما يكون هذا العدوان مستمر على سوريا.

رابعاً: لتفكيك العلاقات الدولية وربطها بالنزاعات الإقليمية لزعزعة أمن واستقرار المنطقة قبل أن تتم أي مبادرة من قبل بعض الدول العربية لتمنع  أجراس اليقظة التي تتنبه  لأهمية القضية الفلسطينية، ليتوقف الأمر عند وضع مبدأ التوازن الاستراتيجي على طاولة المفاوضات  عسكريا

 كاتبة سورية

  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: محاولة اغتيال السلام الذي ينطلق من سوريا بتوقيت قيصر Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً