قائد شرطة دبي السابق/ ضاحي خلفان، نعذرك لجهلك في التاريخ العربي الذي مهده، وأساسه، وأصله، وقلبه، وأرضه، وسماه اليمن؛ فمن لم يكن من اليمن -واليمن هي الجزيرة العربية- ليس عربي، فاليمن أرخت لها الكتب السماوية في التورات والإنجيل والقرآن الكريم والسنة المطهرة لعظمتها، وتعذر أيضًا لعدم فهمك للقرآن الكريم الذي تحدث بوضوح عن سبأ وملكتها بقوله تعالى عن إحاطة الهدهد: (وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) أراد الهدهد بإعجاز من الله أن يقول لنبيه سليمان عليه السلام أن الهدهد أدرك ملك في سبأ لم يبلغه ملك نبي الله سليمان، وعندما قال الهدهد لنبي الله سليمان أنه جاء بنبأ يقين فسأله عن ذلك الخبر اليقين فرد الهدهد كما جاء في قوله تعالى: (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) ويعني بذلك الملكة بلقيس بنت شراحيل ملكة أهل اليمن التي أوتيت من كل شيء أي أدوات الملك من القوة والعتاد والمال ولها عرش عظيم أي الكرسي والجلوس عليه بقدرة كبيرة وإمكانيات وشعب أولو قوة وبأس شديد يرفضون سياسة الملوك وإستعباد الفرد، فالملكة بلقيس حكيمة قومها، من أرخ لحكمها الشوروي القرآن الكريم لعظمة حكمها السياسي كأول حاكم على الأرض بقيم الشورى وإحترام المواطنة المتساوية والحقوق وإختيار الأكفأ والأنسب لما يصلح الأمة والمجتمع، فالملكة إمرأة تدل على حضارة الشعب اليمني.
الملكة بلقيس ملكة وهي تعلم أنها صاحبة الأمر، دعت الشعب للتشاور معه كما قال تعالى: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ ) أي لن تتخد قرار حرب أو سلم إلا بعد مشوارة القوم، وهم أهل الحل والعقذ الذين قالوا في ردهم كما قال تعالى: (نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وأولو بأس شديد) يسألونها وهي صاخبة الأمو والقرار: ما طبيعة الملوك إذا جائوا؟ فكان ردها كما جاء به القرآن وأرخ لقولها في قوله تعالى: ( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ)، ولقد أرخ القرآن العظيم لتلك الملكة التي التقت مع نبي الله سليمان وتبين لها ولقومها أنه نبي يدعوا إلى الإسلام فقالت قولها العظيم الذي يليق بقيادتها وحكمها وعظمة شعبها وإيمانها بالله كما جاء في القرآن الكريم: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ودلخل القوم معها في دين الله مسلمين، كان ذلك قبل التاريخ الذي لم يجد مايكتب إلا مناقب ومفاخر أهل اليمن، فأهل اليمن ثبوت ووجود بدون اليمنيين ناقص ومنتقص.
فالعرب والعروبة منتقص لا يقام أصله وتكتمل أركانه إلا باليمن، والإيمان يمني بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) ولم يقل عليه الصلاة والسلام المؤمنون يمانييون، فالإيمان بدون اليمنيين ناقص ومنعدم والناس هم أهل اليمن في تكوين المجتمع الإنساني الأول في مهد الرسالات من بيت المقدس إلى مكة وحضرموت في تاريخ عاد وثمود والتاريخ طويل، وسبأ كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل له عشرة أبناء ستة في اليمن وأربعة في الشام، هم من كونوا الحضارة الإنسانية الأولى على الأرض قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم من سكنوا مكة وآزروا نبي الله إبراهين ونبي الله إسماعيل، وهم من قال الله لنبيه إسماعيل: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ )، وأهل اليمن أهل النصر والفتح عندما نزلت فيهم سورة النصر قال تعالى: (. إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) وعند نزول هذه السورة قلل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جاء أهل اليمن الإيمان يمان والحكمة يمانية)، والله جل وعلى ورسوله صلى الله عليه وسلم وضعا أهل اليمن موضعهم الذين هم فيه للدفاع عن الدين والقيدة، كل ما ارتد المرتدون عن إيمانهم كان لهم اليمانييون بالمرصاد وصدق الله إذ يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ) وهذه الآية الكريمة اليوم تطبق في اليمن بصمود اليمنيين بالإيمان كله ضد الكفر والظلالة والفساد في العالم كله في عامه السادس، لينتصر لدينه وعروبته ولكل المستضعفين في الأرض.
واليمنيون السابقون الأولون لا يمكن أن يكون تاريخ الإسلام وبعثة النبي وسيرته مكتملة إلا بذكر اليمن واليمنيين، فاليمنيون جند الله ورسوله من رفع الله بهم راية التوحيد والحق وفتح بهم مشارق الأرض ومغاربها وأبلغ رسول الله رسالته واقيمت المساجد وصدحت المأذن بأصوات الموحدين والعابدين والركع السجود، واليمنيين يذودون عن هذا الدين، وهم كانوا وما زالوا وسيضلوا حيث وضعهم الله ورسوله وكما أرادهم الله ورسوله للدين والحق، فهم ليسوا أهل دنيا بل هم أنصار حق ورسالة، أحبوا الله ورسوله وأحبهم الله ورسوله، من دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: (اللهم بارك لنا في يمننا) والقائل صلى الله عليه وسلم: (اللهم إقبل على قلوبهم) ، وأهل اليمن هم من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نذكر بعض منها:
- نعم الحي الأزد والأشعريون، لا يفرون في القتال، ولا يغلون، هم مني وأنا منهم.
- الأزد آياد الله في الأرض، يريد الناس أن يضعوهم ويأبا الله إلا أن يرفعهم.
- حمير رأس العرب ونابها ومذحج هامتها وغلصمتها، والأزد كاهلها وجمجمتها، وهمدان غاربها وذروتها.
- رحم الله حميرًا، أفواههم سلام، وأيديهم طعام، وهم أهل أمن وإيمان.
اللواء/ ضاحي خلفان اليمن لا يحذف تاريخا في تغريدة منك ولو إجتمع مؤرهوا الظلالة وأعداء العروبة والأمجد والتأريخ، كلهم وجميعهم من مشرق الأرض ومغاربها، لا يستطيعون تغيير آيات النهار وبسملة الكون، وأصل الحضارة والتأريخ الإنساني الذي منهم بدى وبعم يستمر ما استمر تعاقب الليل والنهار وصدح الموحدون بشهادة أن لا آله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله، سيستمر اليمن واليمنييون عرب مؤمنون مسلمون، أهل قيم إنسانية لا تحنيهم القوة ولو إجتمع أهل الأرض جميعًا، وقد إجتمعوا في ست سنوات ثبت اليمنيون يواجهون السنوات الخادعات والرويبضة الذي ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي يقول: (سيأتي على الناس سنوات خادعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة) قيل: وما الرويبضة؟ قال: (الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) ، فمن يتكلمون عن اليمن ويريدون القضاء عليها وتشويه تاريخا وطمس حضارتها من العرب والمسلمين هم الرويبضة الذين هم من أشراط الساعة ونص الحديث المشار إليه، اللواء/ ضاحي خلفان، أردت في رسالتي هذه أن أدعوك إلى عدم الإنجرار إلى صفوف أولائك الذين لا يعرفون حقيقة اليمن والعروبة والإسلام ممن اعدوا إعلاميًا وثقافيًا وسياسيًا لضرب الأمة العربية وإستهداف تاريخها ووجودها، فتاريخ اليمن العريق هو تاريخ دولة الإمارات الحديث ومؤسسها الشيخ/ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، فهو من آل الهيال من عاصمة التاريخ ومنبره مأرب وإلى اليمن تنتمي جذوره وهويته وكل العرب العرب.
هذه رسالة تذكير، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، فنحن كيمنيين صامدون كصمود الجبال الرواسي لا تحمينا القوة ولا الحاجة والجوع والعوز، فنحن نصر الله للحق وأهل الفتح في سورة (النصر) وبشهادة النلي صلى الله عليه وسلم، ولن يلغي وجودنا وحياتنا قرار دولي ولا تحالف ظلالي، فهاهم قد إجتمعوا ليفتنون في ديننا وفي عروبتنا ما زادنا ذلك إلا إيمان متوكلين على الله وملتزمين بعتابه وماسكين بحباه المتين، وها نحن اليوم كما حوصرنا بقرار دولي -يحاصر الله الجميع- لجائحة كورونا -ويحمينا ويعصمنا- بفضله ورحمته، ورغم ما أضروا بنا العرل والعجم فإننا نرجوا من الله ونسأله السلامة لكل عربي ومسلم ولعموم المجتمع الإنساني كله، والله يعلم سرنا وجهرنا، إما أن نعيش بفضل الله ومنته عرب مسلمون كرماء وإما أن نموت مسلمين عرب شرفاء، لا نعرف الخسة ولا نرضى الدنية في ديننا.
حفظ الله اليمن أرضًا وإنسانًا، وحفظ الله المسلمين جميعًا، وحفظ الله العرب في كل الأقطار العربية، وحفظ الله المجتمع الإنساني كله وباء كورونا ومن كل الأوبئة والفتن .. والله حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الظيم.
وأخيرًا في ردنا هذا نتأدب بأخلاق رسول الله وبقيمنا اليمنية، فلن نقدح ولن نمس في الدخلاء على عروبتنا وأعداء قيمنا إحترامًا لأنفستا كيمنيين وإحترامًا للآخرين، لأن أنفسنا كريمة وعزيزة تأبى السقوط إلى حيث يسقط الآخرين.