728x90 AdSpace

6 أبريل 2020

نريد إيقاف الحرب بصورة نهائية، لا نريد تهدئة.!

بقلم د. عبدالعزيز أحمد البكير:
نريد إيقاف الحرب بصورة نهائية، لا نريد تهدئة تجمع فيها القوى إمكانياتها لتعود من جديد، نريد حوار وحل سلمي يحضره الشعب لا حوارات فاشلة كسابقاتها. 
الحرب سهلة على المتفرجين لكنها في واقعها آفةً تدمر الحياة وتضيق أحوال الناس وأخلاقهم ومعاشهم ومعيشتهم وتخلف الأرامل والأيتام والفقر وضيق الصدر والجوع والعوز والحاجة والبغض والكراهية وتمزق ويفقد الثقة ويذهب بالحلم والرجاحة والصواب والحكمة من أطراف الحرب الذين يعملون كخصوم لا حل عندهم لتحقيق مطلب كل طرف إلا الحرب والحسم بالقوة وقد يفرض عليك الحرب فرضاً مجبر لا يبطل في سبيل الدفاع عن حق أو أرض أو عرض أو دين أو كرامة، وذلك حق مشروع جاء به الشرع الشريف والدين الحنيف للدفاع عن النفس وحق الحياة والعيش والكرامة والحرب لها تبعاتها وتكاليفها فهي تخلق اوضاعاً إستثنائية طارئة تنتقص من حرية الإنسان وأمنه المعيشي والإقتصادي والصحي والتعليمي والغذائي والأمن الشخصي والأمن الإجتماعي.
فالحرب قتال ومواجهة وخصومة يعني عيش حالة إستنائية يفدفع ثمنها المخلص لها والمعارض والساكت عن نصرتها والمناصر لها -الكل يدفع ثمنها- تبدأ بالحماس والفضاضة والشطحات والقوة وتنتهي بالكلام العاقل وبالتروي وقوة تعقل وبالعقل والمنطق والصدق والحكمة والتفاهمات والحوارات التي تصنع السلام 
إن الفرق في العيش والحياة في الأوضاع الإستثنائية في حالة الحرب وبالعيش والحياة في الأوضاع الطبيعية كالمرض والعافيه فحالة الحرب كالمريض يطبب ويعالج ويمنع عنه بعض الاطعمة ويسمح له ببعض منها وتحدد جرعة العلاج وعوامل الرعاية الطبية يعني حالة مرضية إستثنائية تعطل فيها القوانين.
وإن قيل هنا وهناك على انه يجب تطبيق القوانين واللوائح والعمل بها فإن واقع الحرب ووقائع الأوضاع العسكرية وعومل النصر من الخسارة هي التي تفرض رسم السياسة العامة لمختلف الأوضاع والجوانب والقضايا السياسية والإقتصادية والمعيشية والأمنية والتعليمية، ومختلف مطالب الحياة اليومية التي تتعامل مع واقع الحرب ومتغيرات الحياة، وهي من تفرض وتحدد المسار العام للدولة والحكومة، ولا تسطيع الدولة والحومة اخظاعها لسياستها الطبيعية التي هي كما قلنا كالإنسان الذي يعيش في كامل الصحة والعافية لأنه مريض والمرض هو الحرب والحالة الإستثنائية التي لا تستطيع الدولة السير والإدارة وفق خططها الإستراتيجة السياسية والعسكرية، بل أن الحرب بنتائجها هي من تفرض سياساتها على الدولة والحكومة والشعب ، فالحرب كالمرض يصيب مختلف الجسد بالسهر والحمة، وكما يُقال: "مرض يوم يأخذ عافية سنة"
فحرب العدوان وحصاره وقطع المرتبات الذي يدخل عامه السادس -أخذ عافية وإستقرار خمسين سنة- ونعود إلى قضية بناء الحرب هي التي ترسم إستراتيجيتها السياسية والإقتصادية والعسكرية، ومثالًا على ذلك "حرب العدوان على بلادنا بقيادة النظامين السعودي والإمارتي" ، كان المرسوم والمتوقع لدى دول العدوان بما لديهم من قوات وعتاد ضخم ومتطور وحديث وإمكانيات مالية وبشرية ودعم سياسي وإعلامي إقليمي ودولي تجتمع فيها الدول الصناعية والعسكرية العظمى والدول المالية والنفطية الأكثرثراء وترف في المحيط الإقليمي والدولي، كانت تتوقع مع اليمن وإمكانياته العسكرية والإقتصادية وخيانة أيديه وقيادة يمينة بأن مهمة دول العدوان للحسم العسكري في اليمن أسابيع لا أشهر!!، وتنهي مهمتها بالقبض على القيادات السياسية والعسكرية ومحاكمتهم وإعدمهم على غِرار ماتم في العراق على يد قوات الغزو الأمريكي البريطاني للعراق، ويأتون بناظرة تحكم اليمن من الرياض ، لكن فشلت كل تلك الخطط السياسية والعسكرية بكل إمكانياتها بفضل الله ثم بفضل صمود شعبنا في خلق متغير ومعادلة سياسية وعسكرية لصالح شعبنا اليمني، والذي جعل بلادنا وهي تدخل العام السادس من العدوان والحصار تطرح شروط المنتصر على العدوان لإيقاف العملية العسكرية والحرب، ومنها أن تكون عملية الإتفاقية على إيقاف العمليات العسكرية بصورة نهائية والتحول إلى الحوار السياسي اليمني اليمني لحضور إقليمي ودولي تحضره مصر والجزائر وتونس والصين وروسيا ، تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة، ولا يكون الإتفاق وفق مرجعيات سياسية كالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار، لأن تلك المرجعيات قد إختِلت بعدم حيادية أصحاب المبادرة الخليجية الذي ثبت عدوانهم وعدم حياديتهم للحل السلمي من خلال قيادتهم للعدوان العسكري، وفرض حرب شامل وظهور أطماعها في إحتلال أجزاء من الأرضي والجزر اليمنية ودعم وتموين الصراعات وعوامل الإقتتال بين اليمنيين، والسعي لإفشال كل عوامل التوافق والحل اليمني اليمني،،
هذه خاطرة حول تصريح عضو المجلس السياسي الأعلى رئيس اللجنة الثورية السيد/ محمد علي الحوثي خلال الأيام الثلاثة الماضية، نُرحب بتلك المبادرة الهادفة الحريصة على السلام الحقيقي من خلال الشروط التي تقصد إيقاف الحرب بصورة نهائية والعودة إلى حوار يمني يمني بإشراف الأمم المتحدة وشهادة تلك الدول الإقليمية والدولية وحسب المراجع والثوابت الوطنية وليس إيقاف الحرب وتأجيله مؤقتًا إلى الوقت التي تجمع فيها دول العدوان شتاتها وتعيد حربها العبثية من جديد،
إننا مع الحل السلمي والسلام والتعايش بين جميع اليمنيين جميعاً من خلال الحوار والتفاهم وحل القضايا الخلافية التي لن يحلها إلا اليمنيين أنفسهم، واليمن تتسع للجميع والحوارات السابقة وآليتها -الغير صادقة- قد أعلنت فشلها وإن إعادة تكرارها وبنفس الطرق والآليات يعني إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة الشعب، فأي حل لا بد أن يكون بإشراف دولي وإقليمي تحت إشراف الأمم المتحدة كما طرحه عضو المجلس السياسي الأعلى رئيس اللجنة الثورية العليا كما أشرنا، 
فما نقوله من آراء حرة وصادقة نحن الصامدون على أرض الوطن من يعانون من آلام وتبعات العدوان والحرب والحصار من ندعو للسلام ونرغب في الحل السلمي الحقيقي لنخرج كل الشعب من جحيم العدوان والحرب والحصار، فالوقت ملائم والفرصة سانحة إلى أن يمد اليمنيون أيديهم إلى بعضهم البعض لصنع السلام الحقيقي، الشجاع، الصادق، الوفي، الأمين البعيد عن المزايدة السياسية، والإعلامية، والحرية والديمقراطية، والوطنية الزائفة التي هي كلمات للإستهلاك ملهاً الشعب من فرط تكرارها وترديدها من الوحدة إلى الحرب والعدوان، حوارات فاشلة ولقائات خائبة كل عملية حوارية تنتهي بحرب وكارثة لغياب التوجه الحقيقي للبحث عن الحلول وتبييت سوء النية السياسية، فلا نريد إعادة تجارب ما فشلنا به، بل نريد حلول عملية وصادقة، فكفى شعبنا مآسي، وقتل، وتجويع، وتشريد،
ألم يحن الوقت ونحن في عامنا السادس من الحرب والعدوان أن تجتمع أيادي سبأ وتسلم بالحل وإيقاف الحرب وإلى الأبد إن شاء الله!!.
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: نريد إيقاف الحرب بصورة نهائية، لا نريد تهدئة.! Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً