بقلم /خالد العبود :
-في الساعات الأولى لما سمّي بثورات "الربيع العربيّ" قلنا كلمتنا، وكان لنا موقفٌ ورأي واضحين جدّاً، قدّمنا دونهما ثمناً باهضاً، على المستوى الشخصيّ، وعلى المستوى العام، القوميّ والوطنيّ!!!..
-كنّا نؤمن، بعيداً عن موقعنا السياسيّ، وإنّما من منطلق وطنيّ وقوميّ صرف، باعتبار أنّه كان لدينا قراءة مختلفة عن كثيرين، نؤكّد على كثيرين، بأنّ ما يحصل تحت مسمّى "الربيع العربيّ" إنّما هو عدوانٌ كبير على أجزاء واسعة من جسد الأمّة ودولها!!..
-لم نهادن أبداً، رغم أنّنا كنّا نسبح ضدّ التيار، لكنّ التيار لم يكن صحيحاً أو على حقّ أبداً، غير أنّ مصالح الكثيرين، ممّن يهزّون بإلياتهم اليوم على شاشات الفضائيات، وممّن يتشدّقون ويتفلسفون على صفحاتهم الصفراء، حول مؤامرة "الربيع العربيّ"، كانوا يهزؤون بمقولتنا "المؤامرة"!!..
-خرج علينا الكثيرون كي يقولوا بأنّنا نحلم، وأنّنا نخشى على ما نحن فيه، وأنّنا غير قادرين على تصوّر ثورات الشعوب، وبالتالي نحاول أن نتلطى وراء مقولة "المؤامرة"!!..
-تحدّينا هؤلاء وواجهناهم، قبل أن نواجه مادة فوضى الميدان، وحامل هذه الفوضى، التي كانت مجموعات من عامة الناس، أُخِذتْ بما روّجته لها تلك النخبُ العربيّة التي أضحت معروفة ومفضوحة في آن معاً!!..
-كثيرون من هؤلاء الجهلة الذين راهنوا على "الربيع العربيّ" انقلبوا عليه، ثمّ زحفوا على كراماتهم كي يعترفوا بأنّه كان مؤامرة، لكن بعد ماذا؟..
بعد إسقاط أكثر من دولة، وإلحاق أكثر من مجتمع عربيّ بعجلة التفتيت والاقتتال والتقسيم والمذابح!!..
-هؤلاء الجهلة المراوغون المنافقون، هم أنفسهم اليوم الذين ينظّرون في مؤامرة "الربيع العربيّ"، ويتشدّقون فيه، ويتحدّثون عن المذبحة التي تعرّضت لها الأمّة ومجتمعاتها وحكوماتها!!..
-واليوم..
نرى بعض هؤلاء، ومن يشبههم، يخرجون علينا مع جائحة "كورنا"، كي يبرؤوها من فعل المؤامرة، وكي يهاجموا كلّ من يقول بذلك، وينعتوه بأنّه مسكونٌ بعقليّة بالية ماضاوية!!..
-تذكروا هؤلاء جيّداً، واحفظوهم، كون أنّ موقفهم هذا لن يطول كثيراً، وسرعان ما سينقلبون على أنفسهم، ليخرجوا علينا كي ينظّروا في "مؤامرة كورونا"، ويلحسوا كلّ ما تقيؤوه سابقاً، لكن بعد ماذا؟!!!..
#خالد_العبود..
