728x90 AdSpace

15 أغسطس 2019

نـــوارس حلقـــت في سمــــاء الســـــلام الدكتور غازي ابو كشك أنموذجا..بقلم ضياء المياحي

بقلم ضياء المياحي:
المقدمة:
ما أن مسكت القلم حتى تراقصت أوراقي ، قلت لها أهدئي 
قالت أنى لي ذلك.
أكتب فأني أشم ريح القدس ينبعث من ذاك الذي وسمت به مقالك , قلت ومن هو. قالت هو لغة السلام وسط حوار الحرب السائد 
هو نغم المحبة وسط أزيز الرصاص ليعزف لنا لوحة فنية مليئة بالمعاني الانسانية والجمالية 
هو زيت القناديل التي أضاءت ليالي الجور الحالكة فكانت قناديل الشهادة
هو رحلة الألم والأهات الممتدة عبر سجون نابلس والفارعة ورام الله ونتانيا...هو عنفوان يافا

.....................
السلام هو الأمل الذي تنشده الأنسانية والأمنية التي ما أنفكت تراود أحلام المظلومين في أرجاء المعمورة فقيام السلام هو أساس لاستقرار المجتمع، والسلام هو وسيلة وركيزة أساسية للتواصل بين الشعوب وبعضها البعض من هنا تجذرت وأمتدت عروق السلام في قلب الدكتور غازي ابو كشك . ولم تستطيل أغصان السلام وتؤتي أكلها مالم تكن هنالك مؤهلات لتلك الشخصية الفذة تمثلت بالأتي:
١ـــ تمسكه بأرض الأباء والأجداد، الارض التي ولد فيها وعاش في كنفها فهي هويته وعنوانه التي أن تركها ركن الى الهلاك كما يقول أبن الرومي
ولـــي وطنٌ آليتُ إلا أَبيعهُ 
وألاّ أرى غيري لهُ الدهر مالِكا
قد ألِفَـته النفـسُ حتى كأنهُ 
لها جَسَدٌ إن بانَ غُودِرَ هالـكا
٢ــ أنتسابه لعائلتة عريقة مجاهدة أمتازت بمواقفها الجريئة والشجاعة أذ أنجبت المناظلين والأبطال الرافضين للظلم والحيف ولا يخفى على اللبيب الدور الذي لعبته العشيرة في الثورة الفلسطينية عام 1921 بزعامة الشيخ شاكر أبوكشك الذي كان له الدور المؤثر والفعال في الهجوم على مستوطنة (( بيتح تكفا )) ملبس وحرقها ومساندته لثورة 1936. وهذا لايعني أبتعادهم عن السلام فالمسلمين ليسوا دعاة حرب، ولكن الواقع دفعهم إليها دفعا، فهم مكرهون عل خوض غمارها.
ولسنا من دعاة الحرب لكن
رأينا القدس منا في اشتعالِ 
تشب على الأرامل واليتامى
وتقتحم البيوت على العيالِ
كذلك تأثره بأخيه المفكر داعس أبو كشك الذي كان يعيش هموم الأمة . فمن تلك الأسرة أكتسب الدكتور غازي ابو كشك أرادته الصلبة وروحه الوثابة ومواقفه الحقة والتي كان ثمنها الاعتقال
٣ــ أيمانه المطلق برسول السلام نبينا محمد (صلى الله عليه وأله وسلم ) والأقتداء برسالته السمحاء والتبصر بنوره الوضاء فهو المنقذ من الضياع والصراع ورحم الله الشاعر ( نجيب الكيلاني ) حين قال:
فأنت دليل الهدى والتقى
لعالمنا التائه الاسودِ
وانت الإمام، وأنت السلام
لكوكبنا الضائع المرعدِ
٤ــ تقديسه واحترامه للمرأة ونظرته لها على أنها شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة بأعتبارها السكن المعنوي والروحي والحسي لزوجها يأوي إليها، يغسل في ظلال أنوثتها ورحاب نفسها وغزارة عواطفها المتميزة بالرحمة والمودة أدران ومتاعب وهموم كدحه وكفاحة في ميادين ما كلف به .
كان يدافع عنها كما يدافع عن الوطن متبنيا قضاياها. فالدفاع عنها لهو السلام بعينه.أذ أن المرأة ريحانة وليس قهرمانة. يفوح منها شذى الأمان والطمأنينة .
٥ــ حبه الكبير للطفولة بما تعني تلك المفردة من نقاء السريرة وطهر القلب وبراءة الروح جعلت أحاسيسه مفعمة بالمشاعر الرقيقة ممزوجة بثغر باسم دعته الى أن يكون عالم مخملي مُزدانٌ كربيع يزهر لأرواح باذِخة الطُهر. وهل السلام الا تلك المعاني.
٦ــ الأيثار وحب الخير للأخرين من خلال دعمه للناشئين من كتاب وأدباء وشعراء وتقديمهم للمجتمع وأبرازهم،وتلك هي الرسالة التي يحملها فرسان السلام.
٧ـــ الأخلاص والمهنية وجود هاتان الصفتان في أي ميدان سبب للتقدم والنجاح أذ تجعل الفرد يتخلى عن اطماعه وأنانيتة ورؤيته الضيقة ونرجسيته الحساسة، ويتحرك بنقاء بالمشاركة مع الآخرين ويعني ذلك قيامه بأداء مهام وظيفته بالدقة والأمانة والنزاهة للسير بنجاح نحو الهدف وصنع التغيير وهاتان الصفتان ملازمتان لشخصية الدكتور غازي ابو كشك ولعل ماقاله البرفيسور والمحلل السياسي عبد الستار قاسم " عرفت أبو كشك على مدار 24 عاما وبكل بساطة أقول عنه : "كان إعلاميا مميزا، وكانت المهنية بأبهى صورة تخرج من شاشات التفزة"
وأشار الدكتور نهاد الأخرس رئيس لجان الرعاية الصحية الفلسطينية الى هذا المعنى بقوله " أن أبو كشك كان يعمل في ظروف بالغة التعقيد ويضيف:" كان يتمتع بحنكة الصحفي القدير وبأسلوب جذاب مصقول بخبرة فنية".
٨ـــ التضحية هي ركيزة أساسية من ركائز الأيمان لدى الدكتور غازي ابو كشك وكما يقول نجيب محفوظ ( وراء التضحية دائمًا إيمان وليس مجرد اقتناع عقلي) وقد روى زملائه أن
(ذات مرة وبينما كان أبو كشك في بث حي ومباشرة حول الاجتياح الذي تتعرض له مدينة نابلس تلقى أبو كشك اتصالا من إحدى المشاهدات أخبرته في أن جنود الاحتلال يقومون بهدم منزله. هذا النبأ الذي تلقاه أبو كشك على الهواء مباشرة لم يكن ليمنعه عن مواصلة تقديم البرنامج التلفزيوني) أن دل ذلك على شيء انما يدل على عمق أيمانه بعدالة قضيته 
كذلك مواساته وتأسيه بالأخرين هو نوع من انواع التضحية كأضرابه عن الطعام حتى تدهورت صحته ومنعه الأطباء تضامنا مع الاسرى لمعرفته كيف يعيش الأسرى في السجون وتلك من علامات النبل وذكرني ذلك بقول جبران خليل جبران "ما أنبل القلب الحزين الذي لايمنعه حزنه على ان ينشد أغنية مع القلوب الفرحة"
٩ــ ثقافته الواسعة مكنته من ان يكون من أبرز ألأعلاميين العرب محليا وعربيا وعالميا حتى قيل "عندما يحتاج الصحفي إلى معلومة فان ما عليه سوى الاتصال بالصحفي غازي أبو كشك"وهذا يختصر 
كان مثالا حقيقا يحتذى به لكل إعلامي فلسطيني هو رجل السلام بقوة الحق ولنختم مقالنا بما قاله القيادي في حركة فتح ومدير عام وزارة الأوقاف الفلسطينية الشهيد "علي فرض " في مذكرة كتبها عن أبو كشك :" قائلا "الانتفاضة الفلسطينية كشفت عن المعجزات وكان الإعلامي غازي أبو كشك أحد هذه المعجزات"
. أما "أمين أبو وردة" مراسل وكالة أنباء قدس برس فلخص معرفته بأبي كشك بقوله: " عندما يحتاج الصحفي إلى معلومة فان ما عليه سوى الاتصال بالصحفي غازي أبو كشك
أمام القيادي في "حركة فتح " ومدير عام وزارة الأوقاف الفلسطينية الشهيد "علي فرض" فقال : في مذكرة كتبها عن أبو كشك :" الانتفاضة الفلسطينية كشفت عن المعجزات وكان الإعلامي غازي أبو كشك أحد هذه المعجزات
مدير عام وزارة الداخلية الفلسطينية في محافظة نابلس يوسف حرب كتب هو الآخر عن أبو كشك قائلا:" كان مثالا حقيقا يحتذى به لكل إعلامي فلسطيني
هو رجل السلام بقوة الحق
انه من أبرز ألأعلاميين العرب محليا وعربيا وعالميا. مبدع مثابر معطاء اثبت نفسه بأثراءه وصدقه ومصداقيته على المستوى الأعلامي والثقافي والأدبي..

وللحديث تتمة

  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: نـــوارس حلقـــت في سمــــاء الســـــلام الدكتور غازي ابو كشك أنموذجا..بقلم ضياء المياحي Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً