طه العامري
في 2010 غادر جوليان أسانج واشنطن حاملا معه كنزا ثمينا من المعلومات المتعلقة بالولايات المتحده الأمريكية واسرارها بما في ذلك المراسلات اليومية بين واشنطن وبعثاتها للدبلوماسية في جميع انحاء العالم جوليان أسانج هو صاحب موقع ويكيليكس وقد حط رحاله في مطار موسكو ولموسكو سلم كل ما لديه من المعلومات لروسيا الاتحادية ومن خطورة المعلومات ودقتها واسرارها اضطرت موسكو لترحيل أسانج لأن بقائه في موسكو كان يعني مواجهة مباشرة بين موسكو وواشنطن
..تفهم جوليان الوضع وغادر موسكو الى لندن ..وضفت موسكو الكنز المعلوماتي أو بالأصح الأسرار العسكرية والأمنية والدبلوماسية والثقافية وخطط واشنطن الاستراتيجية لخدمة مصالحها وبدقة متناهية ..فاقدمت واشنطن عام 2011 على صناعة ما اطلق عليه ب ( الربيع العربي ) في محاولة منها للتغطية على فضيحتها وحرف انظار الرأي العام عن المعلومات المسربة وهي كارثية لكن روسيا كانت حريصة على سمعة ومكانة واشنطن ولم تسرب ما حصلت عليه إلا بمقدار يمكنها من تطويع جموح واشنطن ..؟!!
وهكذا استطاعت موسكو فرملة جموح واشنطن في العالم ولم تسرب ما لديها من معلومات إلا بمقدار 5℅ محتفظتا بالكم الهائل من المعلومات لوقت الحاجة ..؟!!
بمعنى أن جوليان أسانج أدخل الأدارة الأمريكية بكل جبروتها وتقنيتها وعظمتها إلى غرفة الأعدام والبسها الطاقية السودان بعد أن لف حول رقبتها حبل المشنقة ثم سلم عصاء الشنق للسيد فلاديمير بوتين وترك قرار تنفيذ حكم الاعدام للسيد بوتين الذي وبعد أن حصل على مراده لم يطغي ولم يجاهر بالخصومة بل وظف الأمر لمصلحة بلاده وأصدقاء بلاده ولمصلحة أمريكا ذاتها حين لم يغامر ولم يغتر بما تحصل عليه من معلومات وقاعدة بيانات كفيلة بأنهيار دولة عظمى بل وظف كل ما تحصل عليه لتطويع واشنطن وإجبارها على احترام القانون الدولي ولايزل يعمل على ترويضها إنطلاقا من رؤية روسية اكثر تحظرا وأكثر عدلا وتعمل على الحد من غطرسة وجنون واشنطن وحماقتها وهذا ما يبدو واضحا في تصرفات واشنطن التي رغم سعارها ضد موسكو إلا أن هذا السعار اخذ طريق العقوبات الفردية والجماعية للشركات و المؤسسات الروسية وحلفائها في إيران والصين وفنزويلا وسورية وحتى منظمة التحرير الفلسطينية ..؟!
بيد أن أبرز الخطوات الروسية التي جسدت ما وقع تحت يديها من معلومات هو ضم جزيرة القرم التعاطي الشفاف والمسؤل مع الحالة في كل من اوكرانيا وجورجيا القيام بمزيد من الاستقطاب لدول اسياء الوسطى التي كانت تحت السيادة السوفيتيه سابقا ..استقطاب تركيا والتعامل بمرونة شياسية ودبلوماسية مع دول الخليج ..كشف المخطط الذي كان يستهدف سورية والعراق ومصر والتعامل الجدي والحازم مع أحداث هذه الدول عبر التعاون المشترك والمباشر أولا ومن خلال مجلس الأمن ثانيا ولم تتردد موسكو في تسريب بعض خطط واشنطن عند الضرورة فيما يتصل بدورها الخفي في المنطقة وأهدافها ..
يتبع غدا باذن الله