728x90 AdSpace

9 ديسمبر 2018

قرأة في مسار الأزمة اليمنية : من حوار (موفنبيك) الىحوار (السويد)..؟!

طه العامري ..
(1)سواء ثمان مرت على تفجر الازمة اليمنية ..ثمان سنوات فشل فيه أطراف الصراع في التفاهم والاتفاق وتمسك كل طرف بموقفه ثم ذهب كل طرف يشيطن الآخر وفي الساحات حيث كانت البداية التقت كل المتنافضات من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين وتحالف اليساري التقدمي مع الرجعي الإمبريالي والقومي مع القطري والإسلامي مع العلماني والموحد مع الملحد وحتى الوجاهات الاجتماعية والقبلية المتناحرة فيما بينها وتعاني فيما بينها من الصراعات والثارات القبلية اتفقت فيما بينها كما أتفق كل المتناقضون والمختلفون ايدلوجيا وثقافيا وفكريا كل هو لا اجتمعوا على هدف واحد وهو ( إسقاط النظام ) وراح كل هو لا مدى استخدموا فيه ووظفوا كل ثقافة الكره والحقد والبغضاء ولغة الكيد والتحريض والكذب واتخذوا من كل السلبيات التي لم ينكرها أحد واستغلوها في استهداف النظام وتبرير تمردهم ولم يترددوا في إصدار الفتاوي ضد النظام الذي عملوا على ( شيطنته ) وقدموا أنفسهم بصورة الملائكة المنقذين ..؟!

اتسعت الأزمة وزادت ثقافة الحقد والكراهية تجذرا في النفوس رحل النظام الذي تم اختزاله في الرئيس السابق وأسرته مع انه علميا يعرف النظام انه يتكون من الأحزاب الحاكمة والمعارضة وكان المفترض هو أن يرحل نظام صالح بمعارضيه وأن تجرى انتخابات حرة يختار فيه الشعب من يرغب أن يحكموه أو تشكل قيادة ثورية من القوات المسلحة أو من قوى وطنية نظيفة لم تكن جزءا من السلطة أو المعارضة ولا علاقة لها بالنظام السياسي الذي كان سائدا ..لكن للاسف لم يحدث هذا لأن الذين رفعوا شعار ( إسقاط النظام ) كانوا ضحايا قوى نافذة في اوساطهم استطاعت استغلال حماسهم الوطني ورغبتهم بالتغير في تمرير مخطط جهنمي تدميري قذر هدفه كان يتجاوز المطالب الوطنية والشعبية ..؟!
ومع تطور الأحداث اتسعت رقعة الفراغ السياسي الوطني واخفقت القوى النافذة في الساحات من التحكم والسيطرة واملاء الفراغ السياسي بعد رحيل ( صالح ) عن السلطة واختيار عبد ربه منصور المرشح الوحيد في انتخابات لم تكن في حقيقتها سواء استفتاء والمؤسف أن الرجل لم يكن أهلا لثقة الشعب من ناحية وعاجز عن لجم قوى النفوذ وغطرستها ..!!
عبد ربه الذي ما أن وصل لقصر الرئاسة حتى وجد أمامه علي محسن وحميد الأحمر يحدثوه عن مكارمهم له بايصاله لسدة الرئاسة وعليه رد المكارم بأحسن منها ثم التفت يمينا فوجد زعامة المشترك يسردون له حجم التضحيات التي ضحوا بها في سبيل إيصاله للرئاسة ..؟!
ثم التفت يسارا فوجد الشباب يعددون معاركهم وجسامة تضحياتهم في سبيل إسقاط النظام السابق ووصول الرئيسى التوافقي ..؟!!
لم يقف الأمر هناء بل التفت للخلف فشاهد الرئيس السابق صالح وحزب المؤتمر الذي كان له الفضل الحقيقي في وصوله للسلطة والحكم وهو امين عام المؤتمر ونائب رئيس المؤتمر وكانت هذه المعادلة كارثية بالنسبة لعبد ربه الذي هو رئيس الجمهورية ولكنه أيضا امين عام المؤتمر ونائب رئيس المؤتمر ..!!
وهذا يجعل الرئس صالح في مرتبة رئيس الرئيس ..؟!
فبدت على أثر هذا حكاية (قناة اليمن)ري كبداية لتفكيك تحالفات الساحات الانتهازية ..
يتبع غدا( 2)مع بداية عهد عبد ربه منصور دخلت اليمن مرحله جديدة عنوانها _ البحث عن الاستحقاقات _ أو بالأصح مرحلة تكريس الحقوق لترويكا _ التغير _ التي رفعت شعار إسقاط النظام ولكنها لم تسقط النظام للأسف بل أسقطت من النظام أجمل مما كان فيه وابقت اسواء مما كان في النظام وما كان سببا في الثورة ضد النظام ..
وسط معركة استحقاق إثبات الذات وجدا عبد ربه نفسه محاصر بمطالب أصحاب المكارم الذين قدموا أنفسهم للرجل كاصحاب فضل عليه وبما أن الرجل لم يكن يحمل رؤية مسبقة للحكم ولم يكن يملك القدرة القيادية والكارزمية التي تمكنه من احتوى أصحاب المكارم والسيطرة عليهم وعاجز عن اتخاذ موقف يدفعه للانحياز للإرادة الشعبية بل وجد الرجل نفسه ينساق للراعي الخارجي بشقيه الإقليمي والدولي هروبا من تبعات ومطالب ترويكا أصحاب المكارم من رموز مراكز القوى معلنا بهذا السلوك عن فشله في إدارة البلاد والسيطرة على مراكز القوى التي رأت في خروج الرئيس صالح فرصة للاستحواذ على قدر من المكاسب التي لم تتمكن من تحقيقها في عهد صالح ناهيكم أن هذه القوى هي الأخرى لم تكن تملك رؤية ولا مشروع تقدمه كبديل قادر على تحقيق الحد الأدنى من تطلعات الشعب وحاجته وبما أنها كذلك هرولت هذه الترويكا بدورها خلف طروحات ورؤى المبعوث الدولي الراعي للأزمة وهو جمال بن عمر الذي راهنت عليه الفعاليات السياسية والحزبية والنخب الاجتماعية والتزمت بكل طروحاته وتعليماته مقابل منحها مقعد في قطار المرحلة الجديدة ..
كانت الأحداث التي عشتها البلاد خلال الفترة 2011_ 2012م قد شهدت تحولا رهيبا في رؤى ومفاهيم وثقافة المجتمع والنخب السياسية المتناحرة تحولا برزت على أثره ثقافة الحقد والكراهية والتوحش والرغبة في إلغاء الآخر وسعي كل طرف على تقديم نفسه كصاحب سجل وطني حافل بالتضحيات وبالتالي هو أولى من الآخر في احتلال المكانة المتقدمة في قطار المرحلة الجديدة كرد اعتبار له وتعويضا عن تضحياته ..؟!
خلال فترة الحوار الذي شهده فندق موفنيك صنعاء برعاية اقليميه ودولية واداره السيد بن عمر ومراقبة الزياني إضافة ل 18 سفيرا يمثلون الدول الراعية والمانحة وأمام كل هذا الحشد الدولي نشر المتحاورين غسيلهم القديم والحديث ولم يكن لدى أي طرف رؤية وطنية جامعة وشاملة ومتكاملة تراعي مصلحة الوطن ووحدته واستقراره وسلامة جغرافيته ونسيجه الاجتماعي بل كان الجميع ينطلقون في حوارهم من نقطتين أساسيتين لديهم وهما ضمانة مكانتهم في قطار المرحلة والكبد للرئيس السابق صالح وأسرته وشيطنتهم وتحميلهم وزر ومؤبقات الفترة الماضية بكل مآسيها وتبرئة أسوأ من كان في نظام صالح وكان سبب أساسي في المآسي التي حدثت بعد أن هربوا إلى الساحات ثم أصبحوا جزءا من المرحلة الجديدة بل وأبرز رموزها بعد أن صادروا حتى إرادة الشباب وثورتهم وأحلامهم ..؟!
وسط هذا الخضم الجدلي والفنتازيا السياسية التي التفت حول طاولة موفنبيك صنعاء هرب عبد ربه باتجاه الرئيس السابق صالح وكانت له أكثر من دافع في هذا الاتجاه أول هذه الدوافع كسب ثقة الترويكا السياسية الملتفه حوله والتي تشكل أبرز مراكز القوى والنفوذ الذين كانوا أبرز قوى الإطاحة بصالح وأسرته بعد أن تم اختزال شعار إسقاط النظام باسقاط صالح وأسرته وحسب فيما النظام استمر باسوى ما كان فيه وكانت ثورة الشباب قد قامت ضدهم لكن هو لا سرعان ما جددوا إقامتهم في مفاصل النظام الجديد وواصلوا مسيرتهم ولا يزالوا ..استطاع عبد ربه كسب ثقة الترويكا من خلال اصطدامه بالرئيس السابق متهما إياه بعرقله حكمه وتدخله بشئون الرئاسة كما شكى هادي من عدم قدرته في السيطرة على الجيش ولم يكن هناك جيش سوى الحرس الجمهوري فسعى هادي لهيكلة الجيش واستبدال كبار قادته بقادة آخرين كما استبدل قادة الاجهزة الأمنية وجهازي الأمن القومي والسياسي واحدثت هذه الإجراءات غير المدروسة المزيد من التصدعات في الجدار الأمني والعسكري ..
يتبع(3):بوصول ( هادي) إلى السلطة وجد أمامه ترويكا الفساد والتسلط وقوى الإقطاع السياسي والقبلي ممثلة باللواء علي محسن وجماعته وحميد الأحمر وخبرته إضافة لحزب الإصلاح وكوادره ومع كل هو لا كانت قوى الانتهازية السياسية ممثلة ببقية ترويكا المشترك وكان كل هولاء إلى جانب قوى سياسية أخرى ورموز ووجاهات اجتماعية مصابون بما يمكن وصفه ( فوبيا صالح ) ..إزاء هذا الوضع لم يكن أمام ( هادي) سوأ استغلال هذه ( الفوبيا) التي يعاني منها الملتفين حوله فبدأ في استهداف صالح الذي بدوره كان يمثل أكبر الأحزاب السياسية وهو حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه ( هادي) وهو من اختاره ليكون رئيسا في ذات الوقت الذي كان يشغل منصبا حزبيا في المؤتمر بصفته نائبا لرئيس الحزب وامينا عاما له وبالتالي لم يكن ( هادي ) قادرا على مواجهة الترويكا السياسية والقبلية ورموز مراكز القوى الملتفة حوله فاتخذ من سلفه هدفا على أمل إيجاد ذريعة تمنحه إمكانية تخفيف الضغط عليه ممن التفوا حوله ممن يكنون عدا مطلق لسلفه الرئيس السابق الذي بدوره مارسه حقه الطبيعي في العملية السياسية كرئيس حزب لم يشاء أن يتخلي عن حزبه ومكاسبه خاصة وهو يرى أن الكل يستهدفه وأن الرئيس الانتقالي بدأ عاجزا عن التعامل مع تناقضات المشهد وتداخلاته فيما هناك قوى محليه واقليمية ودولية تستهدفه وتسعى للتضحية به في سبيل ارضاء قوى بذاتها وفيما أخذ الرئيس السابق صالح يدير ويسيطر على توجهات حزبه وخطابه وعلاقاته توجه( هادي) بكل ثقله نحو سلفه موظفا ( فوبيا صالح ) التي تعاني منها الترويكا الملتفة حوله وكان هادي يهدف من وراء هذا السلوك _ أولا _ ارضاء من حوله وكسب ولائهم و _ ثانيا _ كسب ولاء وثقة أطراف إقليمية ودولية فاعلة ومؤثرة بالقرار السياسي اليمني وتبعاته وتوجهاته ..هذا من ناحية ومن الأخرى سعى. ( هادي ) وبناء على نصائح إقليمية ودولية إلى استمالة جماعة ( أنصار الله ) ليكونوا عامل توازن بيده لمواجهة نفوذ حزب الإصلاح ونفوذ كل من علي محسن وحميد الأحمر داخل مفاصل السلطة والمجتمع خاصة بعد أن سعى حزب الإصلاح وكل من علي محسن وحميد الأحمر إلى تكريس نفوذهم داخل مفاصل السلطة باعتبارهم الأوصياء على الوطن والسلطة والرئيس هادي وجميعنا عشنا فترة تولي هادي وما حدث مباشرة بعد توليه السلطة من اختلالات أمنيه وانفلات تمثل بظاهرة الاغتيالات التي طالت العديد من ضباط الدخليه وجهازي الأمن السياسي والأمن القومي وشخصيات سياسية مؤثرة وايضا ما حدث داخل المؤسسة العسكرية وأبرزها ظاهرة سقوط الطائرات العسكرية في سماء العاصمة ولم يكن أمام ( هادي) سوأ تبرير عجزه في أحكام السيطرة سوأ توجيه الاتهام لسلفه واعتباره سبب عجزه في أحكام السيطرة على المؤسستين الأمنية والعسكرية في وقت لم يكن هناك من مؤسسات عسكرية سوأ بقايا ألوية من الحرس الجمهوري فيما الأجهزة الأمنية كانت خاضعة لسلطة علي محسن وسطوة حزب الإصلاح ..؟!! 
سعى هادي إلى هيكلة بقايا جيش كان وبقايا أجهزة أمنيه واستبدل قادة ألوية وقادة الأجهزة الأمنية وعزل معظم كوادر المؤتمر من وظائفهم واستبدلهم باخرين ..حدث هذا فيما كانت فعاليات مؤتمر الحوار الوطني تتواصل ومن أبرز مخرجاتها التي أضعفت هادي والسلطة هما أقدام الرئيس هادي على تقديم الاعتذار رسميا عن ( حروب صعده وحرب صيف 94م في الجنوب ) لست ضد الاعتذار لكني ضد التوقيت _ أولا _ ثم ضد التوظيف السياسي الذي حدث لاحقا على ضوء اعتذارات هادي الذي أضعف سلطته وأسقط هيبة سلطة هشة فاتحا الباب أمام صراعات خفية متعددة الدوافع والأهداف والغايات وهو الصراع الذي أدى إلى مغادرة هادي العاصمة صنعاء هاربا بعد تطور الصراع واتخاذه مسارات البحث عن الذات لدى جميع المكونات السياسية ..وقد سعى هادي بعد اصطدامه بسلفه الرئيس السابق الذي اتخذ من استهدافه ذريعة لكسب ود الإصلاح ومراكز القوى الملتفة حوله ثم حاول استغلال جماعة أنصار الله للتخفيف من ضغط الإصلاح ولكنه للأسف وجد نفسه أشبه بذلك المشعوذ الذي أحضر الجن ثم فشل في صرفهم ..؟!
يتبع غدا 
تنويه :

( على كل متابع لي ولديه ملاحظات الانتظار حتى أكمل الحلقات ثم توجيه كل ملاحظاته التي اتقبلها كيفما كانت ومهما كانت ..الكاتب )
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: قرأة في مسار الأزمة اليمنية : من حوار (موفنبيك) الىحوار (السويد)..؟! Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً