728x90 AdSpace

8 سبتمبر 2018

أسرار التباكي والنواح على أدلب ..؟!

طه العامري ..
بعد أشهر من التباكي الغربي _ العربي _ التركي وحتى الصهيوني على مدينة أدلب العربية السوريه والتحذير من اقتحامها والتلويح بالويل والثبور ضد دمشق أن هي اتجهت نحو أدلب لتحريرها وتطهيرها من العناصر الإرهابية المدججه بالأسلحة النوعية التي بعضها لا تملكه دول _ ذات سيادة ترتبط بعلاقات تاريخيه مع دول الترويكا الغربيه وفي المقدمه الولايات المتحده الامريكيه _ وتمتلكه العصابات الإرهابية التي تم تكليفها من قبل أجهزة الاستخبارات الغربيه والأمريكية وبتمويل من أنظمة _ العهر العربية _ على تدمير سوريا وتحقيق أهداف جيوسياسيه للدول الراعية للإرهاب في سوريا وفق نظريه الاحتوى المزدوج أو الفوضى الخلاقة وهذا ما راهنت عليه واشنطن منذ غزوها للعراق عام 2003م ..

التباكي الغربي والتركي على أدلب اتضح جليا اليوم بأنه تباكي مصطنع وزائف ومخادع فلا الرحمة هبطت لقلوب المسئولين الغربيين وخاصة بريطانيا وأمريكا ولا النخوة تفجرت فجأة لدى بعض العرب أو صحت ضمائرهم الميتة فجأة ..
بيد أن دافع التباكي والنواح على أدلب افتضح بطريقة درامية خلال أعمال جلسة مجلس الأمن الدولي يوم أمس والتي دعت إليها واشنطن وبكت أوتباكت خلالها لندن على أدلب ومواطني أدلب ومثلها فعلت باريس ..جلسة مجلس الأمن تزامنت مع قمة ثلاثية في طهران أطرافها كل من روسيا الاتحادية وإيران وتركيا باعتبار هذه الدول هي الدول الضامنة وفق اتفاق ( استانا) وتسعى تركيا للحيلولة دون قيام الجيش العربي السوري بتحرير أدلب وتطهيرها من الجماعات الإرهابية المسلحه خاصة وأدلب تعد أخر معاقل الجماعات الإرهابية في سوريه وهناء تكمن مشكلة الدول الراعية للإرهاب في سوريا والممولة لها والحاضنه لها والذين يتمثلون في أمريكا والغرب وتركيا وأنظمة العهر العربي في الخليج ..
واشنطن التي دعت لعقد جلسة لمجلس الأمن متزامنه مع قمة طهران سعت من خلال هذه الجلسة إرسال رسائل سياسية مبطنه لا تخلوا من التهديد والوعيد لدمشق وجيشها وصلت حد قيام مندوبة بريطانيا في مجلس بالتخلي عن اللغة الدبلوماسية المتعارف عليها في هذه المحافل وتحدثت بلغة ( سوقية) حين أشارت لقادة الفرق العسكرية في الجيش العربي السوري الذين تقع عليهم مهمة تحرير محافظة أدلب وأطلقت تهديدات مباشرة بحقهم متوعده بملاحقتهم أن هم قاموا بواجبهم الوطني في الدفاع عن وطنهم وشعبهم ..في المقابل كان اردوجان في طهران يستجدي ويتوسل قرار بوقف إطلاق النار في أدلب وهو الأكثر من يدرك أن الجماعات المسلحه لن تلتزم به ولن تحترم هكذا قرار ولوا صدر عن مجلس الأمن نفسه ..دافع تركيا قد لا يختلف عن دوافع الأنظمة الأخرى التي جعلت من جلسة مجلس الأمن جلسة نواح وتباكي على أدلب وأهلها والأمر لم يكن كذلك مطلقا فليس هناك من هو حريص على سكان أدلب وأهلها أكثر من الدولة العربية السوريه والجيش العربي السوري وبدافع من هذا الحرص تحرك الجيش العربي السوري نحو أدلب لتحريرها من العصابات الإرهابية التي تجمعت إليها من كل أنحاء سوريه وبالتالي غدت أدلب أخر معاقل هذه العصابات الإرهابية والتي تضع رعاتها وداعميها ومموليها أمام تحدي حقيقي هم أعجز حاليا في مواجهته او تحمل تبعاته وتداعياته ..ففي أدلب وفق إحصائية أوليه قرابة ( 50 ألف إرهابي ) ينتمون لعدة مسميات أبرزهم ( النصرة او جيش الشام ) وما يسمى بالجيش الحر ) وفي حالة هجوم الجيش العربي السوري فأن هؤلاء يبحثون عن ملاذات أمنه لهم ويضغطون على رعاتهم باتجاه إيقاف تقدم الجيش العربي السوري او البحث عن مخارج لهم ..إذا أي دولة من الدول الراعية سواء عربية او غربية او حتى تركيا مستعدة لاستقبال جلهم أو بعضهم على أراضيها او تقبل حتى مجرد مرورهم عبر أراضيها وهذا ما اضطرت مندوبة فرنسا داخل مجلس الأمن الدولي التلميح إليه خلال كلمتها في الجلسة ..؟!!
لقد برزت مشكلة الجماعات المسلحه في سوريه منذ عدة أشهر وكأنها كابوسا يقضي مضاجع الدول الراعية والحاضنة والممولة والتي تقع عليها مسئولية الوفاء لهده الجماعة وحمايتها بأي طريقة خاصة وهناك صعوبة في إعادة تمركزها داخل سوريه او في العراق وهناك صعوبة أكثر في استقبالها في دول الخليج او في تركيا والدول الغربيه لما يعني هذا من قلق دائم ستعاني منه أي دولة تغامر وتقبل باستضافتهم ولهذا يراد أن تبقى إدلب مسرحا لهم وجعلهم بمثابة ورقة ضغط رايحه بيد العواصم الغربيه لابتزاز دمشق من خلالها وهذا ما لا يمكن حدوثه فحدث التباكي الذي تابعناه في جلسة مجلس الأمن وقبله تابعنا سلسله من التصريحات والتهديدات تجاه دمشق صدرت عن واشنطن ولندن وباريس وفيها قصص الكيماوي الذريعه التي لم تعد مقبوله او مصدقه من قبل الرأي العام لكنها الوقاحة التي لا تضاهيها سواء وقاحة القادة الغربيون وهم يتحدثون عن إدلب والوضع في سوريه طيلة الأشهر القليلة الماضيه والتي كانت تظهر هولا القادة بحالة هيجان عاطفي ومشاعر إنسانية غير مسبوقة تجاه مواطني أدلب ..؟!!
تركيا همها في هذا الجانب مركب ومعقد فهي أولا الداعم اللوجستي الأول والراعي المباشر لهذه الجماعات التي ارتبطت ارتباط وثيق بكل مفاصل الدولة التركية وأجهزتها على مدى سنوات وبالتالي يقع على تركيا مهمة حماية هذه الجماعات ولكن تىكيا عاجزة فهي في مرحلة تحول سياسي وعلى مختلف المستويات الداخليه والخارجية فعلاقتها بالرعاة والممولين لم تعد تلك العلاقه الراسخة خاصة مع واشنطن ولندن وباريس وفيما هي عاجزه عن الإجهار بتخليها عن هذه الجماعة عاجزة بذات الوقت عن حمايتها وفي كل الحالتين ترى تركيا إنها مقبلة على دفع ثمن هي غير قادره عليه بل هي غير قادره على التعاطي الإنساني مع حالة أدلب نظرا لوضعها الاقتصادي الصعب ولذا تسعي جاهدة لإبقاء الحال في أدلب كما هو عليه ..الغرب بدوره يرى أن إدلب هي آخر أوراق لعبته وأن سقطت سقط مشروعة كاملا ليس في سوريه بل في كل المنطقه لذا نرى واشنطن تصرح بأن قواتها ستبقى في شمال سوريه حتى وإن تم القضاء على داعش..
كل هذه الحسابات تضع خيوط المبادرة بيد الجيش العربي السوري الذي وحدة معني بتحرير كل شبر من أراضي وطنه من فلول العصابات الإجرامية التي إما تقابل مصيرها المحتوم او يفتح لها رعاتها ابواب النجاة كما عملوا مع أصحاب ( الخوذات البيض) ..؟!

للموضوع صلة

  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: أسرار التباكي والنواح على أدلب ..؟! Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً