728x90 AdSpace

12 فبراير 2018

"الوطن بعض من الله" عن المقاتل اليمني أتحدث


محمد ناجي أحمد :

"الوطن بعض من الله"
    عن المقاتل اليمني أتحدث
وطن مقاتل على أكتافه وطن جريح
مساء السبت ،الموافق 10فبراير 2018م بثت قناة المسيرة مشاهد لمقاتل يمني قي الجيش واللجان الشعبية ظل يحمل أخاه الجريح لمدة دقيقتين وسبع عشرة ثانية ،في رقصة على إيقاع الرصاص بين الموت وإرادة الحياة ،أو بلغة الصحفي الذي نقل المشهد بلغته التعبيرية "الخطوة بطلقة قناص ".

كان ذلك المقاتل مدرعا بالإيمان بالوطن ووضوح القضية "فتية آمنوا به فزادهم هدى "تجسيدا للقول المأثور "إن الوطن بعض من الله ،وإن حب الوطن من الإيمان .

لماذا حركة أنصار الله هي من تقاتل العدوان الأمريكي /السعودي ولا نجد لجل الاشتراكيين والقوميين والإخوان المسلمين دورا في ذلك ،بل نجدهم يصطفون في في جبهة العدوان ؟
يستمد المقاتل في حركة أنصار الله إيمانه من إرث تاريخي في مواجهة الغزاة ،منطلقا من موقف إيماني بالله والوطن ،ورفض الظلم والركون إلى الظلمة .
يرد أنصار الله على المنطق الفئوي بمنطق وطني ،وعلى الخطأ بالصواب ،والثغرات بتلافيها ،ويتمسك الآخرون بالانكفاء والتذرع بالأخطاء ،الحقيقية أو المفترضة ،الكبيرة أو الصغيرة ،لسلوك طريق الانكفاء والتخلي عن واجب الدفاع عن الوطن .
كان لدى الاشتراكيين والقوميين فرصة تاريخية للنهوض ،وكسب قوى جديدة شعبية وسياسية لو أنهم أدوا واجبهم في مقاتلة العدو التاريخي لليمن .وكان بإمكانهم أن يؤدوا واجبهم الوطني في اجتراح البطولات في ساحة مواجهة العدو ،ساحة التحرير واستعادة السيادة والكرامة ،لكنهم آثروا فنادق الرياض ،ورواتب وحوافز العدوان وملياراته واقتصاد حربه،مقابل التفريط بالوطن .
كل مقاومة للعدو لابد أن تتوازى مع فعل بناء الدولة ،ولأن حركة أنصار الله قرارها بيدها لذلك فهي قادرة على فعل بناء الدولة على قدم وساق مع مقاومة العدو وضغوطاته وحصاره الاقتصادي .
يسترسل العدو في استخدام الضغط الاقتصادي والظلم ،مما يزيد عن طاقة الاحتمال لدى الشعب اليمني ،ظنا منه أنه يحمله على الاستسلام ،والرضوخ لأمد طويل ،لكن التاريخ يبين لنا أنه ليس من شعب قد استسلم كليا لمثل هذه الضغوط ،إذ تبقى إرادة الحياة المستقلة فاعلة حتى في أكثر الشعوب استكانة .
حين نقارن بين مشهد المقاتل اليمني الذي يحمل أخاه الجريح وسط زخات الرصاص ،مدرعا بإيمانه وصلابة موقفه الوطني ،بمقاتلي التحالف الأمريكي السعودي فسوف نجد القوة الإيمانية محركة للأسير والجريح والمقاتل في صف الوطنية اليمنية .
هناك قوة إيمانية لاتنضب تحرك المقاتل في صفوف الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي.والمشاهد المجسدة لذلك عديدة ،وليس آخرها مشهد المقاتل الجسور الذي يحمل أخاه الجريح على كتفيه ،مخترقا كثافة النيران الموجهة نحوهم .
ومشهد ذلك الأسير الذي مُثِّل به ،وظل يردد إيمانه بما يقاتل عنه ،ومشهد ذلك الجريح /الأسير الذي كان يطلب من آسريه أن يلحقوه شهيدا بالسيد حسين بن بدر الدين الحوثي.
ما يحرك هذا المقاتل وسط كثافة النيران الموجهة نحوه وجريحه هو إيمانه بقوله تعالى "إن جندنا لهم الغالبون "وقوله تعالى "قل لن يصيبنا إلا ما كتبه اله لنا " فالقدر والإرادة الكلية هي الحرية الكاملة والمطلقة لهذا الجندي الذي ينطلق كالسهم ثابت المسار ،بتواز بين التوكل والاعتماد على الله وبين الاقتدار في الحياة "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " صانعا للعزة والكرامة "إ
ما يحرك هذا المقاتل هو إيمانه بأن الشهادة والشهيد حياة للوطن والأمة ،ودمارا للأعداء .
العدو يريدنا أن ننتحر عجزا في بيوتنا ،وعلينا أن نحول ظروفنا والحصار والضغوط ضدنا إلى قوة قتالية استشهادية لاتنضب .
علينا أن نكون هذا المقاتل اليمني ،نحمل وطننا الجريح فوق أكتافنا ،وسط كثافة الموت لنصنع الحياة .

  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: "الوطن بعض من الله" عن المقاتل اليمني أتحدث Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً