السبئي - دمشق-سانا:
آلاف القتلى الأبرياء والعائلات المشردة.. الأوبئة والمجاعة هي كل ما حققه العدوان السعودي المتواصل على الشعب اليمني بمباركة ودعم أمريكي مخز يتجاهل كل الإدانات والمطالب بوقف المجازر التي يرتكبها نظام بني سعود وحلفاؤءه ورفع الحصار الجائر المفروض على اليمن الذي يشهد كارثة انسانية غير مسبوقة.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء(سانا) العدوان السعودي السافر طال كل مفاصل حياة اليمنيين وحولها إلى مأساة وجحيم لا يطاقان بما خلفه من عشرات آلاف الضحايا الأبرياء وتدمير للمنازل والبنى التحتية وانتشار المجاعة والأوبئة وخاصة الكوليرا.. الامم المتحدة دقت ناقوس الخطر مجددا بإعلانها ان اكثر من 22 مليون يمني بحاجة الى مساعدات.
مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة أكد في تقرير حول الأوضاع الانسانية المتردية في اليمن أن 2ر22 مليون يمنى اى 76 بالمئة من السكان بحاجة إلى المساعدة فى هذا البلد الفقير بزيادة 5ر1 مليون شخص خلال الاشهر الستة الماضية.
التقرير أوضح أن خطر حصول مجاعة فى اليمن اخذ بالتزايد اذ يعانى 4ر8 ملايين شخص من الجوع مقابل 8ر6 ملايين فى 2017 وهذه الارقام تشمل أكثر من نصف محافظات البلاد من بينها 72 منطقة من اصل 95 هى الاكثر تعرضا لخطر المجاعة .
تحذير الامم المتحدة هذا ليس الاول من نوعه فقد اعلنت المنظمة الدولية نهاية العام الماضي ان اليمن يشهد أسوأ أزمة انسانية فى العالم بظل استمرار الحرب والحصار الجائر الذى يفرضه النظام السعودى عليه .
كثيرة هي المجازر التي يرتكبها النظام السعودي بحق الشعب اليمني وحصيلة عدوانه تتزايد يوميا لتتجاوز 33 الفا و700 قتيل وجريح وفقا لاحصاءات وزارة الصحة اليمنية مطلع الشهر الجاري.
منظمة الصحة العالمية اكدت الاسبوع الماضي ان 514 شخصا على الأقل في اليمن يعتقد أنهم أصيبوا بالدفتيريا أودت بحياة 48 منهم منذ ظهور المرض في منتصف آب الماضي.
والدفتيريا مرض بكتيري تنتشر عدواه عن طريق التنفس ومخالطة المرضى وكان آخر انتشار له في اليمن عام 1992 وتزامن تفشيه مع انتشار المجاعة في البلاد ومع أسوأ حالات تفشي الكوليرا المسجلة.
تقارير وردت من نحو مئة منطقة في اليمن حول وجود حالات اصابة بالدفتيريا وكانت /إب/ و/الحديدة /أكثر المحافظات اليمنية اصابة بالمرض مع تركز شديد في محافظة /إب/ التي أبلغت عن نحو 50 بالمئة من مجموع الإصابات في جميع أنحاء البلاد.
وبحسب ممثل منظمة الصحة العالمية نيفيو زاجاريا فإن “انتشار الدفتيريا أكثر خطورة بكثير من الكوليرا المتفشية بالفعل بسبب ارتفاع معدل الوفيات المرتبطة به”.
وباء الكوليرا يمثل احدى التداعيات الناتجة عن عدوان النظام السعودي والحصار الخانق الذي فرضه على اليمن حيث ارتفع عدد حالات الاصابة بهذا المرض الى مليون حالة وفقا لما اعلنته اللجنة الدولية للصليب الأحمر اواخر العام الماضي مشيرة إلى أن أكثر من 80 بالمئة من الشعب اليمني يفتقدون للغذاء والوقود والمياه النظيفة والرعاية الصحية.
استمرار الحصار الذي يفرضه النظام السعودي على اليمن دفع منظمة الصحة العالمية إلى القول ان حملة مكافحة وباء الكوليرا هناك معرضة لنكسات خطرة في ظل هذا الحصار وهذا ما اكدته المتحدثة باسم المنظمة فاضلة شعيب في تشرين الثاني الماضي بقولها إن “السيطرة على وباء الكوليرا تحد صعب جدا وإغلاق الحدود وكل سبل الوصول إلى اليمن لن يساعد.. لذلك ندعو السعوديين وكل الأطراف المعنية إلى التفكير في الكوليرا التي لا تزال تنتشر بكثافة”.
النظام السعودي أغلق كل المنافذ الجوية والبرية والبحرية إلى اليمن ما أدى إلى صعوبات جمة في استيراد الأغذية والدواء إلى البلاد في وقت تغطي فيه شحنات المساعدات نسبة ضئيلة فقط من احتياجات اليمن.
والدعوات الدولية لفتح قنوات المساعدات التي تمثل شريان الحياة بالنسبة للملايين في اليمن بما فيها دعوة مجلس الامن الدولي والمنظمات الاغاثية التابعة للأمم المتحدة لاقت صمما في اذان بني سعود فيما تواصل الولايات المتحدة وبريطانيا دعمهما للعدوان السعودي الجائر من خلال صفقات الاسلحة والدعم العسكرى واللوجيستي.
والشعب اليمني سيبقى صامدا وسيتجاوز كل رهانات دول العدوان هذا ما قاله وزير الخارجية اليمني هشام شرف الاسبوع الماضي ردا على التصعيد والانتهاكات التي يرتكبها النظام السعودي وحلفاؤه.
وفي انتظار قرار دولي حاسم يردع عدوان تحالف النظام السعودي على اليمن تتوالى مجازر هذا التحالف بحق الشعب اليمني آخرها مجزرة اسفرت اليوم عن مقتل ستة يمنيين وإصابة 3 آخرين في غارات على محافظة الحديدة.