728x90 AdSpace

30 يناير 2018

الولايات المتحدة الامريكية ما لم تحصل عليه بالحرب في سورية لن تأخذه بالسياسة.

د.نجيبة مطهر:
بعد نجاح الدولة السورية في كسر الإرهاب، وبسط سلطة الدولة على معظم الأراضي السورية، نجد أمريكا تصعّد في القضية السورية، في محاولة لاستعادة دورها، 
وعلى مدى خمس سنوات عطلت واشنطن مسار جنيف، وعندما طرحت روسيا مسار أستانا سعت واشنطن (متأخرة) لتقوية «جنيف» بمواجهة «أستانا» لكنها لم تنجح، وبعد عام من نجاح مسار أستانا بجولاته الثماني وجدت واشنطن نفسها مضطرة لتغيير كامل المسار (والسياسات) ليكون «فيينا» بدلاً من «جنيف» علماً أن لا فرق بينهما. الخلاف في التسمية والمكان فقط أما الأجندات الأمريكية العدوانية ضد سورية فهي ذاتها، عبر تدخل سياسي غربي- خليجي- أردني، تمثل بما سمي مبادرة الخمسة (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، السعودية والأردن) المتمثلة بـ(اللاورقة) التي طرحت على طاولة الحل السياسي.
بعد قيام وزير الخارجية تيلرسون بإعداد (ورقة سياسية أمريكية) تضمنت آلية للحل السياسي في سورية، وحمل تيلرسون ورقته إلى باريس،كما طرحها على أربع دول هي: بريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن، وحصل منهم على الموافقة عليها، كغطاء غربي- خليجي- أردني لاقتراحه وتصعيده السياسي، جعله يطلب من ديمستورا طرحها بعنوان (الاستراتيجية الأمريكية تجاه سورية ) أمام محادثات فيينا وأراد فرضه كأمر واقع ثم تسويقه وكأنه مبادرة أممية (كون فيينا تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة) لإكسابها «شرعية دولية» تحارب بها حوار سوتشي  لمعرفة مدى إمكانية إدارة أمريكا للحل السياسي في سورية، وعدم ترك الأمر لروسيا وحدها.لان روسيا تعلم ان هذه الاستراتيجية مبنيّة على أساس استهداف الحكم في سورية، بشكل يجعل الحكم السوري تابعاً أو (دمية) بيد الغرب (أمريكا)،
الا ان الوقائع الميدانية والسياسية في سورية تجاوزت فكرة (التنحي)،الا ان تيلرسون  لجأ إلى حيلة أخرى،وهي تركيزه على (اختلاس الصلاحيات) من الرئيس، ومنحها لرئيس الوزراء بهدف إضعاف سورية، من خلال تقسيم سورية، عبر حكومات (أو السلطات المركزية)، الأمر الذي يحوّل سورية إلى حكومات متنازعة، مع مراوغة لكلمة (وحدة الأراضي السورية)، وهذا لا يعني وحدة الشعب ووحدة المؤسسات، ووحدة الهوية الوطنية، كماتطاول على مكانة الجيش العربي السوري، وطرح عبارة (عمل الجيش وفق الدستور)، وكأن الجيش العربي السوري لا يعمل وفق الدستور، وتعتقد الولايات المتحدة أن هذه حجة كافية لإسقاط سوتشي ولكنها واهمة إذ تعتقد ذلك، فأي حل في سورية شرعيته الوحيدة السوريون والقرار الوطني السوري، وهذا ما انطلقت منه روسيا لتنظيم مؤتمر سوتشي وسيسقطون ورقة تيلرسون حيث اشاروفد الجمهورية العربية السورية إلى فيينا برئاسة الدكتور بشار الجعفري بأن هذه «الورقة» مرفوضة جملة وتفصيلاً وهي لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به. وقال الجعفري في تصريح صحفي عقب ختام اجتماعات فيينا أمس الأول: واضعو هذه «الورقة» تصرفوا بطريقة غير مسؤولة عندما صوروا – من خلال اللغة التي صاغوا بها «الورقة» – العملية السياسية في جنيف بأنها ماتت.. هم يحاولون من دون طائل الإيحاء بأنهم «يحيون العملية السياسية» لكنهم يقتلونها ويمشون في جنازتها كما يقول المثل. وأضاف الجعفري: هذه محاولة فاشلة هدفها تقويض «جنيف» و «أستانا» معاً وأي ملامح للحل في سورية لأن ذلك لا ينسجم مع سياساتهم التخريبية في المنطقة. وأكد الجعفري أنه «ليس من المصادفة أن يتزامن انعقاد محادثات فيينا مع تسريب مقصود لما يسمى «ورقة غير رسمية» بشأن إحياء العملية السياسية في جنيف حول سورية». وأضاف: واضعو هذه الورقة جميعهم مشاركون في سفك الدم السوري منذ بداية الأزمة،
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: الولايات المتحدة الامريكية ما لم تحصل عليه بالحرب في سورية لن تأخذه بالسياسة. Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً