728x90 AdSpace

10 يناير 2018

الله يقصف أعماركم يا الناصريين !!

.
.
.
.
.
.
.
.





حين هممت برفع قدمي اليسرى للدخول إلى ردهة إدارة جامعة صنعاء القديمة , سمعت صوته لأول وآخر مرة: كيفك يابن الشيخ ؟ , تولاني الوجل , كان يجلس على المصطبة , وأنا كنت لا أزال أتلمس خطاي , كان هو عيسى محمد سيف , لم أره بعدها إلا في الشاشة يردد بشجاعة: أنا مسئول عن كل شيء , نادر من يقولها , لكنه قالها وذهب , هو عيسى إذاً وثلة من شباب رائع ذهبوا وذهب معهم زميلي في الصحيفة (الثورة) علي السنباني , كنت قد عدت لتوي من القاهرة وأعرته كتيباً صغيراً أتذكر عنوانه (أساطير هندية) ذهب هو الآخر وكتابي , مسحت شكله سريعاً لم أكن قد التقيته وجهاً لوجه , بذلة سوداء , وقميص أبيض , وكرافته لا أذكر لونها , أوحى لي سؤاله بالتواضع, وبأنه إنسان عادي من ذلك النوع الذي تألفه سريعاً , قلت أحدث نفسي: هل هذا عيسى الذي كان صوته يهدر في شارع 26 سبتمبر يوم أن كان الشارع فضاء اليمن كله , وكانت تعز يومها ملء سمع وبصر البلاد بمكونها الفسيفسائي من اليمن كله ؟, كان هناك عبدالحليم محمد عبدالله , والمساح , ومنصور الهلالي , والطشان , وياسين عبدالعليم , وشائف الحسيني , والطويل عبدالله أحمد نعمان , وكاسترو , وآخرون كانوا يشقون السماء بهتاف الثورة والجمهورية والمستقبل , كنت ومفيد عبده سيف , وعبدالله حزام أحمد نعمان , وسلطان محمد شمسان , وغازي أبوبكر وصالح, وياسين مهيوب قاسم , لانزال في الإبتدائية , وهؤلاء يقودون المظاهرات , والمسيرات , يختلفون , يتباينون , يتضاربون إذا سد أفق الحوار , لكنهم برجولة يعودون إلى بعضهم !! وكان على البعد القريب عبدالقادر سعيد , وكانت تعز تهيء للمستقبل الذي سرق فيما بعد !!! كان القاحلي – وهذا لقبه – شقيق عيسى زميل الصف , اختفى بعد ذهاب عيسى , وكان سلطان العتواني يسكن وادي المدام وراء مدرسة ناصر , كنا جيراناً , ونحن وعيسى بلديات كما يحلو لحسن العديني أن يداعبني, ولو تعلمون كم يكن هذا الزميل حسن من التقدير والإكبار لعيسى , انتحيت به في ركن قصي ذات مساء خميسي في ديوان الرجل الذي نحترم راشد محمد ثابت , ولا أدري كيف وصلنا إلى عيسى , فلخصه لي وبأسلوب حديث ممتع: وفي, إنسان , ذو عقل استراتيجي , مبادر , حنون , عطوف, كبير بمعنى كبر نفسه , أفكاره تسيل كالنهر , شفاف, وواضح, قوي الحجة , شجاع , قلت : وأين هو يا حسن؟ قال ؟ كيف أين هو ؟ قلت أين سيرته الذاتية؟ على الأقل أجيال الناصريين الحاضرة لا تعرفه إلا صورة .
 وعدت أسأل : كيف يفكر؟ قال : بعمق , وكيف يتخذ القرار؟ - بروية وهدوء , ولديه الاستعداد لتحمل المسئوليه, قلت : هل كانت هناك محاضر للمؤتمرات التي يترأ سها؟ وأدبيات؟ قال نعم ؟ قلت على طريقة أروى عبده عثمان : الله يقصف أعماركم يا الناصريين !! , وعدت أقول : يا أخي اخرجوا الرجل من بين الأوراق , قدموه للأجيال اليمنية الشابة , قولوا لهم : من هذا النوع من الرجال مروا في حياة اليمنيين, (طنن) , وأتمنى ألا يطنن العتواني والمخلافي وعبدالغني, والمنصوب , وعبدالمجيد , ومحمد سعيد ظافر, ونجيب عبدالقادر زميل المدرسة: امسحوا الغبار عن وجه عيسى وأخرجوه إلى الأجيال , وإلا ستتحملون المسئولية !! , أيها الناصريون: أين عيسى محمد سيف؟؟ 

شهقة الفجر :

بقلم/ 
عبدالرحمن بجاش





الثلاثاء 10 يناير-كانون الثاني (صحيفة الجمهورية )

  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: الله يقصف أعماركم يا الناصريين !! Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً