بقلم الدكتور حسام الدين خلاصي
ليس عبثاً أن يتطابق التوقيت بالمطالبة بالاستقلال عن الدولة الأم ، وظهور النزعة الانفصالية لدى الطرفين .
كردستان ستكون قاعدة اسرائيلية جوية متقدمة تكرس العلاقات مع الكيان الصهيوني ، واسرائيل تتفاخر بتشابه نشأتها مع نشأة كردستان ، فالطرفان تعرضا لمجازر وهمية واضطهادات عرقية ظهرت اعلامياً وتم توضيح التشابه والدعم منذ اليوم الأول ، والأكراد الانفصاليون يتباهون بأنهم يحبون من يدعمهم ويلهثون خلفه ومستعدون للعب دور الصهيونية الكردية طمعاً في الحصول على دولة
كاتالونيا ستكون قاعدة امريكية أولى مطلة على المحيط وستكرس النفوذ الأمريكي على المتوسط ، وأمريكا ستتفاخر بدعمها لكيان سينشأ ، كما دعمت انفصال البوسنة والهرسك وجنوب السودان ، لقد نمت النزعة الانفصالية في جزء يمتلك مقومات الانفصال وتشكيل دولة بحجم الإصبع فيها سبعة ملايين نسمة وتكون شوكة في الخاصرة الأوربية .
ولقد اختيرت كاتالونيا كإقليم نموذج يسهل انفصاله في ظل الترهل الأوربي وفي تمهيد قامت به الحكومة البريطانية في الانسحاب من الاتحاد الأوربي ، ولنلاحظ ألا يشبه التصويت الذي جرى في بريطانيا على الانفصال عن الاتحاد موضوع حق تقرير المصير ، الاتحاد الأوربي كان يقترب ليكون دولة واحدة فاعلة وإذا بأقوى دولة فيه تعلن انشقاقها وتطالب بحق تقرير المصير فاتحة الباب أمام كل الأقاليم بالمطالبة بالمثل ومن هنا طالبت كاتالونيا بالاستقلال وكردستان كذلك ( مع اختلاف الجغرافيا السياسية )
اليوم أوربا كلها مهددة بالتشظي والانقسام ، فهي والوطن العربي تشتركان بان حدود الدول فيها متداخلة بطريقة مدروسة وهي ناتج الحربين العالمية الأولى والثانية .
كما تونس نمذجت الربيع العربي ، اليوم ثنائية ( ك ) تنمذج خطى الانقسام في العالم
فهل ستنجح اسرائيل في تنفيذ خطة تقسيم القارة العجوز ودول الوطن العربي ، ولن ننسى هنا أن الروس ابتلعوا طعم حق تقرير المصير عندما صوت الناس في شبه جزيرة القرم على حق تقرير المصير في الانضمام لروسيا ، الأمر الذي اعتبرته روسيا تكبير للجغرافيا واعتبرته اوكرانيا تصغير للجغرافيا .
التقسيمات الجديدة يتم العمل عليها والتحضير لها ، ولقد بدأ قطار التقسيم الأوربي في التحرك ، وقد تبدو جملتي الختامية غريبة عن سياق المقال :
فوحده الأمين العام لحزب الله ومحور المقاومة أنبأ المملكة السعودية بأنها إذا استمرت في مؤامرة تقسيم العراق فالمملكة ذاهبة لتقسيم أيضا بالدرجة الأولى ( وهنا المملكة تعني صهاينة الأصل والنسب أي لب مشروع التقسيم )
أما كاتالونيا فلن نؤيد انفصالها فما ترضاه لغيرك يجب أن ترضاه لنفسك ولن نشارك الصهيونية أحلامها .
