728x90 AdSpace

4 سبتمبر 2017

الإباء اليمني مقابل الشر الجذري والاستهتار الارهابي ووقاحة العرب

 بقلم / صلاح الداودي :
الصمود الأخلاقي لشعب اليمن نموذج فريد. فرغم فظاعة “الحرب المنسية” قصفا عنقوديا وذبحا وهدما وحصارا وتشريدا ومجاعة وكوليرا… لم نر ولم نسمع عن كذبة انسانوية أو إشاعة اخلاقوية أو فبركة إعلامية لصورة أو فيديو فيه ادعاء على العدو أو تضليل أو تزييف أو تزوير لحقيقة العدوان لا بعنوان حرب نفسية ولا حرب إعلامية ولا بتكتيك حرب مواقع ولا بحرب مناورة. الافت أن هذه الظاهرة الأصيلة ليس حكرا على إعلام حربي أوحزبي أو وطني أو رسمي وليست حكرا على مسؤول سياسي أو مقاتل ميداني، بل أخلاقيات عامة وسلوك شعبي لا غبار عليه. وهو من الصلابة المسلكية والرسوخ المبدئي ومن الصرامة السياسية والصدقية الأخلاقية، ما يؤثر على إعلام وشعوب المنطقة والعالم، بما في ذلك في وسائل الإتصال الاجتماعي. وأكثر من ذلك، لطالما حاول حلف العدوان الإرهابي على اليمن التشويه والتهويل والتجريم والتكفير وخاب خيبة سوداء وسقط سقوطا مدويا من الشاهق إلى السحيق، وبخاصة في كذبة مكة الكبرى الأولى والثانية، ولم تهتز حقيقة الصمود مقابل العدوان لحظة ولم تهتز سمعة ومناقبية الإنسان والمقاتل اليمني لحظة عند من يعلم الكثير ومن لا يعلم إلا القليل. لذلك نقول ان الأخلاقية يمانية والتحرير يماني. حيث العدوان اصلا، بمعنى من المعانى، نكث للعهود وانقلاب على العقود من طرف الطرف المرتبط بالعدوان وبقوى العدوان.
من هنا عمق الألم الأخلاقي أو جذرية الحق مقابل جذرية الظلم أو “الشر الجذري” على حد عبارة الفيلسوفة حنا ارندت.
فعندما نسأل أنفسنا أمام اللوحة المجردة لكل الام الحرب الإرهابية الشاملة على المنطقة، ماهو الألم؟ نشعر على الفور ان اليمن هو الألم. ونعبر عن ذلك بكلمات قليلة نشك في انها قد توجع أحدا، لهول الصمت الأسود الذي يحاصر أكبر قضايا الحق في هذا العصر. كلما تكلمنا عن اليمن، يكون ذلك بكلمات مقتصدة لا جدال حولها ولا يتخيل أحد أنها قد تطول على أحد. لاحظنا ذلك حتى في التقارير العالمية وفي الأفلام الوثائقية وفي الإحصائيات الحقوقية وحتى في مجرد إيراد الخبر.
حقيقة، لم نكن لنتخيل يوما أن ما سنراه في اليمن سينسينا ما عرفناه عما نسميه الآن فلسطين الأولى أي اليمن الحالي. نعنى فلسطين الأربعينيات تهجيرا وتدميرا وحرقا وحصارا وتقسيما واستباحة وتذبيحا وطوفا في الدماء. وبمعنى التخلي وما بعد التخلي. حتى أننا نتخيل في بعض الأحيان أنه يمكن للفلسطينيين، بالنظر إلى اليمن، لا تذكر أنفسهم فحسب أو تمثل أنفسهم في اليمن. وأحيانا نقول: عليهم أن يخرجوا للعالم ليقولوا: اليمن هو الألم، ليقولوا اليمن أولا، اليمن اليوم وغدا فلسطين. وبمعنى التحقق اليقيني ان لليمن، على ما يتحمله صامدا في وجه الأعداء، وصب التحالف الإرهابي جوف جهنم في قلبه، ان لليمن عمقا استراتيجيا رمزيا مهولا من ناحية الصمود الفلسطيني في المستقبل أيضا.
عندما نقول أن اليمن هو أكبر احتياطي قتالي استراتيجي ووجودي سينهي تحالف الظلام والظالمين في العالمين، نحن نقول أيضا، وليفهما كل كما يريد، أن اليمن هو ظهر كل المقاومة في كل المنطقة وان اليمن هو أهم مخالب المقاومة في المنطقة مثله مثل لبنان وان اليمن من أهم صدور المقاومة في المنطقة مثله مثل سوريا. ولكن، ليس كمثل لبنان كمثل اليمن وليس كمثل سوريا كمثل اليمن، حاليا بالعدوان مقابل التخلي وغدا بالانتصار، نفس الانتصار. وهكذا يكون اليمن هو الأمل… وكل ماهو منتظر.
بلا يمن، كل الانتصارات منقوصة ومرة مهما كانت كبيرة وناجزة. فمهما ظلمنا، ما ظلمنا مثلما ظلمنا في اليمن. ومهما انتصرنا، نحتاج نصر اليمن. ومهما انتصرنا، دونه لم ننتصر.
هذا ولن يكتمل أي نصر إلا بنصر اليمن.
منسق شبكة باب المغاربة للدراسات



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: الإباء اليمني مقابل الشر الجذري والاستهتار الارهابي ووقاحة العرب Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً