728x90 AdSpace

10 أغسطس 2017

تعز والمؤتمر ..!

طه العامري ..
بين تعز المحافظة والشعب ، وبين المؤتمر الحزب والهوية علاقة إستراتيجية وثيقة ، حتى يمكن القول أن المؤتمر تعزي وتعز وجدت مؤتمرية ،وستبقى كذلك ..وعلى تضاريسها المتنوعة سيبقى ( صهيل الخيل ) يدوي في الآفاق ويتردد صدآه على كل سهل وجبل ووادي من أودية تعز ، لا ينافسه إلا ترانيم ( أيوب ) ومفردات ( الفضول ) وتراتيل ( الشائف ) وشجن ( الصريمي ) وإيقاعات الحنين التعزي المتجدد لوطن تسوده الحرية والكرامة والسيادة والمواطنة المتساوية ..

35 عاما نمت خلالها علاقة حميمية خاصة بين تعز والمؤتمر الفكر والطريق وقبلها أي منذ بدت الفكرة من أجل الميلاد كانت تعز حاضرة تتطلع بحماس نحو محطات الزمن ولحظة تحول المسار إلى عمل والعمل لحركة والحركة لفكر والفكر إلى مشروع وطني واضح الأهداف والمعالم والغايات ..وكانت تعز في هذا المسار المؤتمري  حاضرة بالتفاصيل من خلال ( لجنة الحوار الوطني ) التي بلورة توافقها لفكر حمله ( الميثاق الوطني ) الذي مثل أول دليل فكري ونظري لمكون سياسي وطني ولد ولأول مرة في تاريخ اليمن السياسي معجونا بآهات شعب ، حاملا تطلعات وطن ، معبرا عن آمال وأحلام وتطلعات الجماهير اليمنية ، ليمثل المؤتمر بميلاده وبأفكاره وأهدافه وغايته فعلا إستثنائيا في مسار اليمن الأرض والإنسان والتحولات الحضارية ، باعتبار المؤتمر الحزب الفريد في ميلاده القادم من رحم الأرض والمنبثق تلبية لحاجة الإنسان والمعبر عن رغبات شعب وأماني وتطبعات وطن ..
أنه المولود اليمني الوحيد الذي يحق له الأنتماء لليمن الأرض والإنسان ،لم تنتجه عوامل التأثير ولا المتغيرات ، ولم يكون حصيلة ( تلاقح ) العواصف السياسية والافكار القادمة عبر الفضاءات الجغرافية، بل انبثق من رحم اليمن ومن صلبها ومنها وإليها وتلبية لحاجتها ، وإنتصارا للأهداف الوطنية برزا المؤتمر الشعبي العام _ حزب الشعب اليمني _ الحاضن لآماله ، الباحث عن الدروب الآمنة لمسار الشعب ،وغايات الوطن ، وسط محيط من التناقضات الفكرية الوافدة التي سممت العلاقات الاجتماعية ومزقت أواصر المواطنة الواحدة ..
أن تعز بدءا من لجنة الحوار الوطني ثم قائمة المؤسسين وصولا إلى إنجاز الدليل الفكري والنظري ( الميثاق الوطني ) الذي نجد تعز حاضرة في كل حروفه وصفحاته وأبوابه وفصوله وفي الثابت والمتغير فيه ، حتى يمكنني _ القول _ ان تعز هي رئية المؤتمر الذي بها يتنفس وهي القلب الذي ينبض ويضخ الدم إلى بقية الأجزاء ، وهي العقل الذي لايزل متقد رغم لحظة الأركسة العابرة التي ضربت اطنابها بعض من تعز ..
وحتى لا ننسى فان ما يجري اليوم في تعز يعد جزءا من العقاب الذي تعاقب به على خلفية هويتها المؤتمرية، لأن الذين كانوا عقلاء في عمران وحكماء في صنعاء تعمدوا بنقل معركتهم إلى تعز نكاية بها وبأبنائها على خلفية الكثير من الحسابات لكن ابرزها واهمها كان علاقة تعز بالمؤتمر أو بالأصح هوية تعز المؤتمرية ، وللعلم ان البعض حين تحدثه عن حال تعز اليوم يقول وبكل بساطة انها تعاقب من قبل ( عفاش ) إنتقاما منها على خلفية دورها في احداث ( 2011) م واخرون يبررون الحالة بانها نتاج رغبة تاريخية ويبتعد أصحاب هذه التحليلات البيزنطية عن جوهر الحكاية وهي رغبة ( الإخوان ) وأذنابهم ومن هرول بعدهم حاملا روزنامة أحقاده نحو تعز ليجعلوا منها مسرحا لتصفية خصوماتهم مع ( عفاش ) ولمعاقبة تعز على هويتها ( المؤتمرية ) وهو عقاب قد نصفه بانه عقاب مزدوج حافل بالدوافع الإنتهازية .!!
أن تعز لا يعاقبها ( عفاش ) بل يعاقبها خصوم ( عفاش ) الذين اخفقوا في منازلته بعد ان استنفذوا كل الطرق والوسائل والأساليب فكانت تعز هي المسرح الذي توافد إليه حملة الحراب والخناجر وسكاكين الغدر والخيانة ..
أن الفصل بين تعز والمؤتمر هو كمن يحاول فصل رئية المرء عن جسمه ، أو نزع قلب إنسان من مكانه ، أو مصادرة عقل عن حامله ، أشياء مستحيلة الحدوث ولكن الأكثر مستحيلا هو  فصل تعز عن المؤتمر والعكس ..إنهما يكملان بعضهما ووجدا لبعضهما ولبعضهما يتكاملان ويتمازجان حد التماهي ..فهما يواجهان التحديات ويتصديان للمؤامرات والتقلبات ويعزفان معا تراتيل المجد ومعا يرددان النشيد الوطني المنحوت في تضاريس الوطن من ( صعده للمهرة ، ومن كمران لسقطرى ) ويستوطن وجدان وذاكرة شعب وجد في المؤتمر ذاته وتحت رايته وجدا كرامته ، ومعه انطلقت خيول المجد تعيد أمجاد سباء وتذود بحوافرها عن سيادة الوطن وبحوافرها تهش ( فيئران الأنابيب الفكرية ) ..إنها تعز وهو المؤتمر وتعز هي من هتفت وقالت ولاتزل تهتف : الشمس قالت للقمر ..الشعب كله مؤتمر ..كلمات معبرة جاشت بها قريحة ( رمز تعزي ) لم يقل إلا ما أمنت به تعز ومنذ لحظة الميلاد وهي قبل ذلك ظلت ترقب لحظة الميلاد بكل شغف وشوق ..

تعز كانت ولاتزل وسوف تستمر إيقونة مؤتمرية مهما قال أو حاول تجار الافكار ومستوردي القوالب الفكرية الجاهزة أن يغلفوا مزاعمهم القاصرة والمفضوحة بأغلفة الحداثة المجردة من عبق التضاريس اليمنية ومن روائح شجرة دم الأخوين ، وبن صعفان ، وبرتقال ورمان صعده ، وبطيخ مارب ، ومانجو تهامة والبركاني ، وعنب صنعاء ، وبلح الساحل ، وبخور عدن ، وفل لحج ، وصوت أمواج شواطئ أبين والحديده وميدي ، وبلس صبر ، وعسل دوعن ، وأريج المكلاء ، ومدرجات المحويت ، وشماريخ ريمه ،ونفحات شبوة ، ورمال المهرة ، وروحانية تريم ، وحكايات البيضاء ، وقصص ذمار ، ومن كل هولاء وبكل هولائي كتبت حروف ( الميثاق الوطني ) الدليل الفكري والنظري لليمن الأرض والإنسان ،وهو الدليل الذي لم يغفل هويته العربية ولا الإسلامية ولأ الإنسانية ، إنه مؤتمر الاعتدال ومؤتمر البناء والتعمير والتنمية ،مؤتمر قائم على تراث الماضي والمتطلع نحو المستقبل ، الباحث وبصدق وجدية عن فرص السلامة من الحاضر ..إنه المؤتمر به كانت وستكون اليمن وبه كانت وستكون تعز ، وبه كانت الوحدة والتنمية والتحولات ، وبه ستكون ومعه ستعود اليمن إلى واجهة المجد رغم انف الحاقدين ودناءة الحاسدين ..
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: تعز والمؤتمر ..! Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً