السبئي - المحرر خاص:
أكثر من 14عاما مرت على جريمة قتل الفنانة التونسية ذكرى في القاهرة ولم تكتمل فصول التحقيق فيها.. ففي مثل هذه الأيام من العام 2003 قتلت المغنية المعروفة ذكرى."الف رحمه تنزل على روحه الطاهره ويجعل مثواه الجنه..ونشر الكثير من الروايات والقصص حينها، عن كيفية وقوع تلك الجريمة وأسبابها ودوافعها، إلا أن واحدة من تلك القصص ظلت طي الكتمان ولم تمر عليها وسائل الاعلام إلا نادرا. . “..#حكم الضمير..
وبالرغم من مرور 14عاما على رحيلها فما زالت جريمة قتل الفنانة ذكرى، موضع تساؤلات، واذا كانت عائلة الفنانة ذكرى قد عجزت عن الحصول على حكم قضائي يدين الجناة، فإنها حصلت على حكم جماهيري وبإجماع منقطع النظير يدين المجرمين ويشخصهم، ويكفي مشاهدة الصفحات التي تنتشر باسم الفنانة، لاسيما الصفحة الرسمية التي قدمت أدلة تدمغ الجناة وتظهر حقيقة اغتيال فنانة عربية كل خطأها ان العوز دفعها إلى قصور اللئام لتستغل في صراع سياسي وتقدم أغنية يعرف كاتبها واقر بذلك انها ستؤدي إلى «شهادتها» في حديث مع التلفزيون التونسي، بعد سقوط بن علي علما ان شاعر هذه الأغنية المقرب من القذافي قد لقي حتفه بعد سقوط نظام القذافي..."السبئي” أعادت قراءة تلك القصص لتخرج بهذه التفاصيل المثيرة عن قتل الفنانة ذكرى.
وبالرغم من مرور 14عاما على رحيلها فما زالت جريمة قتل الفنانة ذكرى، موضع تساؤلات، واذا كانت عائلة الفنانة ذكرى قد عجزت عن الحصول على حكم قضائي يدين الجناة، فإنها حصلت على حكم جماهيري وبإجماع منقطع النظير يدين المجرمين ويشخصهم، ويكفي مشاهدة الصفحات التي تنتشر باسم الفنانة، لاسيما الصفحة الرسمية التي قدمت أدلة تدمغ الجناة وتظهر حقيقة اغتيال فنانة عربية كل خطأها ان العوز دفعها إلى قصور اللئام لتستغل في صراع سياسي وتقدم أغنية يعرف كاتبها واقر بذلك انها ستؤدي إلى «شهادتها» في حديث مع التلفزيون التونسي، بعد سقوط بن علي علما ان شاعر هذه الأغنية المقرب من القذافي قد لقي حتفه بعد سقوط نظام القذافي..."السبئي” أعادت قراءة تلك القصص لتخرج بهذه التفاصيل المثيرة عن قتل الفنانة ذكرى.
مين يجرا يقول
من يجرا يقول هذا مش معقول
بنزور ونبكي ع الكعبة وقبر الرسول
قالولي الدمعة بتهدد أمن المسطول
ابكي في صدرك هنينا لا تقلق راحة راعينا
راعينا حاكم مش حاكم حامي أسطول
واهم مش فاهم مسطول بيحمي البترول
من يجرا يقول اخوتنا عن بيت الله منعتنا
قالولنا الدمعة بتهدد امن الأسطول
ننصحكم حجوا للبابا والفاتيكان
اسهل من مكة والكعبة وأكثر أمان
مكة حاميها حراميها خلي في صدري باقيها
من يجرا يقول للحاكم كرسيك يزول
ماك فاضي بنا مسطول دماغك مغسول
قلت لهم مكة انا جدي فاتحها بسيف
قالولي الغربي يحميها و أنت الي ضيف
ابكي في صدرك ريحنا لا تسيل دموعـك تفضحنا
خافوني نبكي ع الكعبة والحق نقول
نسيوا لو ندعي من عندي دعايَ مقبول
لا النصر يجينا من قصرك ولا نحلم به
والحج إن كان بفضلك ملحوق عليه
ف أرض الله نطوف ونسعى نكتب 799
لانك أبا ذر ولاك سيف الله المسلول
بأي صفة عن أطهر بقعة مسؤول
من يجرا يقولك ارحل يا أخ الإسلام لا تزعـل
خلينا نطهر ما دنس جيش الاسطول
لا تكتب عنا تسيسنا لا رضينا الذل
لا الركب تخلف لا تسجل كل ولا مل
امتنا تمهل لا تهمل وبقوة ع الثورة تعمل
ثقتنا ف الله كبيرة والشدة تزول
ونقود الزحف المقدس للكعبة طول
ساعتها نقول للحاكم كرسيك يزول يا ظالم
وساعتها نطهر ما دنس جيش الاسطول
الأغنية القاتلة
في مكان آخر من الصفحة مقاطع الأغنية القاتلة التي كتبها الشاعر الليبي علاء الكيلاني وغنتها ذكرى في جلسة خاصة، ثم انتشرت، وهي ما يعتقد أنها أودت بحياتها.
أحقا أن هذه هي الأغنية التي دفعت المطربة التونسية ذكرى حياتها بسببها؟ أم أن زوجها “العاشق الولهان” صاحب العلاقات المتشعبة مع أقطاب الحكم في مصر مبارك، هو الذي افرغ بجسدها 25اطلاقة بسلاحه الرشاش، في لحظة طيش وجنون وغيرة كما تقول الرواية التي أشيعت حينها؟
“ومن الحب ماقتل” بهذه العبارة تحاول ان تقنعنا مقدمة برامج قناة روتانا الاعلامية المصرية “وفاء الكيلاني”، التي صدمتها أجوبة شقيقة ذكرى برغم خوفها وتحفظها وحذرها الشديد بعد أربع سنوات من مقتل الفنانة ذكرى.
ما الحكاية؟ ولماذا توجه الاصابع للمملكة السعودية دون سواها؟
تزييف الحقائق
من محاضر التحقيقات ومن تناقضها. من بين سطور المتحدثين من فناني مصر وتونس وعائلتها. ومن شهود وأشخاص وقفوا أمام المحكمة وردوا على أسئلة الصحفيين، ومن الطريقة التي غطت بها وسائل الاعلام الخليجية والتونسية والمصرية الحادث بطريقة واحدة، ثبت بعد مدة مدى مغايرتها للواقع والوقائع، من قضاء العادلي وزير الداخلية المصري الذي لفلف أوراق الجريمة مع صاحبه جمال حسني مبارك وحفظها بعيدا عن أعين المقربين قبل البعيدين، يظل السؤال يدور في أذهان الناس ماهذه التناقضات العجيبة لقصة غريبة ولقضاء لم يحقق أكثر من بضع ساعات بجريمة هزت الأوساط الشعبية والفنية والثقافية العربية؟ من اراد ان يطمس الحقيقة ويجعلنا نصدق بسيناريو رسم بعناية مجرمين ومهارة محترفين.
“الشبكة العراقية” تعيد، في ذكرى مقتل الفنانة الراحلة ذكرى، ترتيب الأحداث التي سبقت مقتلها، وتلك التي تبعت مقتلها، وتعيد سيناريو ليلة قتلها، بناء على شهود وأحداث ووقائع لتضع الكثير من النقاط التي اريد حذفها وتجاهلها الاعلام، بهدف طمس الحقيقة.
المحطة المشؤومة
بالرغم من قدراتها الرائعة في الغناء، الا ان ذكرى عانت كثيرا في بلادها فلم تحظ بما يوازي موهبتها، مادفعها للهجرة إلى ليبيا، وغنت هناك العديد من الأغاني الليبية، وترسخت علاقتها بالأوساط الليبية، لكنها لم تحقق كل طموحها، فهاجرت إلى مصر حيث تبنى موهبتها الموسيقار هاني مهنى، وفي القاهرة سطع نجمها وقدمت أشهر أغنياتها، ثم انتقلت إلى الامارات ودول خليجية أخرى ونجحت ايما نجاح في تقديم اللون الخليجي، وتربعت على عرش الغناء وصارت المطربة الأكثر حضورا في المسارح العربية.
في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في القاهرة عام 2003 بعد سقوط نظام صدام، حدثت مساجلة قوية بين ولي عهد السعودية والرئيس الليبي آنذاك معمر القذافي، وقد زجر القذافي ولي عهد السعودية وقتها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بسبب تباكيه على العراق وهو الذي سمح للقوات الأمريكية بدخول أراضيه والعبور إلى العراق، وهو ما وضع ولي عهد السعودية في حرج اعجزه عن الرد سوى بقوله «المملكة السعودية مسلمة، ولا تتطاول على أسيادك»، وغادر القاعة يرتعد غضبا.
ذكرى في وسط الحرب
بدأت بعد القمة حرب اعلامية بين النظامين الليبي والسعودي، وتفاقمت الأزمة بينهما، عندما منعت السعودية الحجاج الليبيين من الدخول إلى أراضيها بقرار سياسي، ما ولد غضبا شعبيا في ليبيا، ويظهر أحد التسجيلات على موقع “يوتيوب” القذافي وهو يخاطب الليبيين «حجوا بعد الآن إلى الفاتيكان»، وهو جزء من كلمات الأغنية القاتلة التي كتبها شاعر مقرب من القذافي اسمه علاء الكيلاني، اراد الكيلاني الذي يعرف ذكرى ان تغني هذه الأغنية، فرفضت الا انه خدعها عندما قال لها ان الأغنية ستهدى فقط إلى الرئيس القذافي، وإنها لن تسجل تلفزيونيا، مستغلا حاجتها إلى المال بعد ان قدم لها عرضا سخيا، فضلا عن وعد بهدية من القذافي.
تحت ضغوط متواصلة وافقت ذكرى على تسجيل الأغنية، التي انتشرت كالبرق في الاذاعات الليبية والعربية قبل ان تجذب ملايين المشاهدات على موقع « اليوتيوب».
رد سعودي
بعد عودتها إلى القاهرة فوجئت ذكرى بحملات تشويه وشائعات تطالها من دون توقف تتهمها بالالحاد حينا، واصابتها بالايدز حينا آخر، فضلا عن هجوم قوي لوسائل الاعلام السعودية لاسيما قناتي روتانا والعربية، ولم تتلق ذكرى دعوات لاية حفلة في الخليج قبل ان تدعوها قطر التي كانت على علاقة متوترة مع السعودية، ومع ذلك استغل الاعلام السعودي اجابتها عن سؤال وجهه صحفي سعودي عن سبب غنائها باللهجة الخليجية ونكرانها للهجتها التونسية فردت ان الغناء لاعلاقة له باللهجات، وانها عانت في بلادها فقررت ان تهاجر كما هاجر الرسول من مكة، وكان الاعلام السعودي يتصيد الهفوات، مع ان الكلام واضح «انها تضرب مثلا» ولكن الخبر انتشر في وسائل إعلام «البترودولار» ان ذكرى تشبه نفسها بالرسول وانها ملحدة، وكان هذا سببا كافيا لتبرير قتلها بفتوى قاض في المحكمة الكبرى في الرياض اسمه الشيخ الدكتور «إبراهيم الخضيري» أحد شيوخ الوهابية إذ اعلن عن إقامة الحد الشرعي الذي يقضي بتنفيذ عقوبة القتل على المطربة التونسية «ذكرى محمد» واعد الشيخ الوهابي أن ما قالته ذكرى كفر يوجب الإرتداد وبالتالي إقامة الحد بالقتل.
لكن الفتوى التي واجهت انتقادات جرى تجاوزها، اذ على مايبدو ان قتل ذكرى على أساس هذه الفتوى سيحمل السعودية بدليل دامغ عملية قتلها.
ليلة مقتل ذكرى
شهد شارع حسن مظهر في حي الزمالك الارستقراطي بالقاهرة، حيث تسكن ذكرى، فصول مجزرة بشعة أودت بحياة أربعة أشخاص منهم الفنانة التونسية ذكرى، وزوجها رجل الأعمال المصري «أيمن السويدان، ومدير أعماله، ومديرة أعمال زوجته الفنانة، اعدت بعناية.
وسوقها الاعلام المصري والاعلام السعودي على انها جريمة شرف، لزوج دفعته غيرته إلى قتل زوجته التي يحبها.
سيناريو القصة الذي نشرته صحف القاهرة والرياض يشبه إلى حد بعيد قصة فيلم هندي، أما ماتضمنه من معلومات فقد ثبت زيفها وعدم صدقها، بينما اكتفت المصادر الأمنية بتصريح انها ستقوم بتشريح الجثث وآخر اعلنت فيه حفظ القضية لوفاة الجاني.
قصص مفبركة
سوق الاعلام المصري مقدمات عن وجود خلافات بين ذكرى وزوجها الذي يشك بتصرفاتها. ووفقا لقصة جريدة الجمهورية المصرية فأن زوج ذكرى هو من قام بقتل الثلاثة ثم انتحر بأن وضع المسدس داخل فمه ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني لم تسمه «إن زوج الفنانة ذكرى كان في حالة سكر لدى عودته إلى المنزل في ساعة مبكرة من صباح اليوم، وعندها حدثت مشادة عنيفة بينه وبين زوجته الفنانة ذكرى ومدير أعماله عمر حسن صبري الخولي، قام على اثرها الزوج بإطلاق الرصاص عليهم.
وبرغم العناية بكتابة السيناريو فان «الجمهورية» كشفت عن حقيقة، من دون أن تنتبه، وهو مادفعها إلى إعادة تصحيح روايتها لاحقا، بعد ان جرى توبيخ كاتب القصة، تقول «الجمهورية» في سردها «وتبين من المعاينات الأولية التي اجرتها الشرطة أن الفنانة ذكرى اصيبت بطلقات نارية بمنطقة الصدر والقلب والبطن، وعمر حسن الخولي بطلقات في القلب والصدر، كما اصيبت خديجة صلاح الدين حافظ بطلقات في الصدر والقلب،» ارجو التركيز على تكملة التالية وهي نقلا عن الجمهورية «أما الزوج ـ القاتل ـ رجل الأعمال أيمن السويدي فقد وجد مصابا بطلقات نارية بمنطقتي الرأس والفم، ووجدت جثث القتلى الأربعة في بهو المنزل مرتدين ملابسهم كاملة».
لاحظ تقول الرواية ان الزوج القاتل انتحر والمعاينة تكشف عن اصابته بطلقتين واحدة في الرأس وأخرى في الفم، فكيف يمكن لشخص ان ينتحر بطلقتين؟ وهي مسألة بديهية في قضايا الأمن والجريمة وكانت تكفي للبحث عن جان آخر لولا ان العملية اديرت من قبل جهات كبيرة في مصر والسعودية.
الصحف التونسية تتراجع
اثار مقتل الفنانة التونسية ذكرى ومدير أعمالها وزوجته ردود فعل غاضبة في تونس حيث تتمتع الراحلة بشعبية واسعة، كما طلبت السلطات التونسية الكشف عن ملابسات المأساة بأسرع وقت وبشكل كامل.
وانتشر نبأ مقتلها كالنار في الهشيم وبدأ الناس بالاتصال بوسائل الاعلام من جميع أرجاء تونس للاستفسار عن ظروف الحادث المأساوي الذي اصاب ذكرى «بنت الشعب».
وذكرت وكالة الأنباء التونسية ان الرئيس زين العابدين بن علي طلب من السلطات المصرية «الكشف عن ملابسات الجريمة في أسرع وقت وحفظ حقوق الضحية».
ولكن بعد أيام اعادت الصحف قصة جريدة الجمهورية واستنسختها لتقدمها للجمهور التونسي كقضية زوج غيور دفعته غيرته للانتقام من شرفه.
زيف الرواية
بعد أربع سنوات على رحيلها ضيّفت الاعلامية المصرية وفاء الكيلاني شقيقة الفنانة الراحلة ذكرى واسمها وداد التي بدت خائفة ومتحفظة في اجاباتها، وسألتها الكيلاني عن رواية السهرة التي اخترعتها الصحيفة المصرية، وقد صدمت الكيلاني حينما اخبرتها ان اختها لم تخرج في تلك الليلة من شقتها وان زوجها كان بصحبة مدير أعماله، وقد كشف حديثها ان رواية الجريدة المصرية لم تكن سوى سيناريو لقصة مفبركة عن تلك السهرة.
كان هذا البرنامج اعد لوقف جدل بدأ يتسع ويوجه التهمة إلى السعودية في قتل الفنانة ذكرى، وسألت الكيلاني عن الوصية التي كتبها زوج الفنانة ذكرى قبل اقدامه على قتلها، فنفت شقيقة ذكرى ورفيقتها في رحلتها الفنية وجود أية وصية، فقالت لها الكيلاني انها موجودة فردت اختها: هل شاهدتي أنت الوصية؟! من اطلع عليها؟ أنا لم أر أية وصية؟
بعد الربيع العربي
سقوط نظام بن علي ومن ثم سقوط نظام حسني مبارك، حرر عائلة ذكرى من الخوف الذي كانت تعيشه، واطلقت العائلة أول صفحة على الفيس بوك باسم الشهيدة ذكرى محمد، وقد وجدت تفاعلا كبيرا من الجمهور وتعاطفا قويا معها، ووجهت الصفحة بطريقة غير مباشرة الاتهامات إلى النظامين المصري والسعودي بقتلها المباشر وإلى نظام بن علي الذي استهتر بدم مواطنة وفنانة تونسية وتكتم على القضية، واسهمت مخابراته ببث الرعب في عائلة ذكرى قبل ان تقرر الهروب إلى فرنسا.
تطور دراماتيكي
في تطورات دراماتيكية مثيرة لم تخطر على بال أحد من المتابعين لمقتل الفنانة ذكرى، ذكرت مصادر أمنية مصرية بعد مرور أيام على مقتلها، أنه بعد رفع البصمات في مسرح الحادث تبين وجود بصمة لشخص آخر غير زوج ذكرى ايمن السويدي.
ومن البحث في سجلات المباحث الجنائية المصرية وجدت البصمة الغريبة مسجلة لاحد المجرمين المطلوبين في القاهرة لجرائم قتل وسلب ونهب، وقيل في ذلك الوقت، أنه تم القبض على المجرم وهو يحاول الهرب عبر مطار القاهرة الدولي وجرى التحقيق معه، وذكر اسمه المرمز بـ (م ش ع). وقيل أنه اعترف بأنه من قام بقتل الفنانة ذكرى ومدير أعمالها وزوجة مدير الأعمال، وأنه من قام بوضع المسدس والرشاش المستخدمين بالجريمة بيد أيمن السويدي ليظهر ما جرى بأنه حالة قتل وانتحار.
وذكرت التقارير في حينه أن المجرم تسلم مبلغ 300 ألف دولار أمريكي من الفنانة الاماراتية أحلام التي أمنت له جواز سفر مزور وتأشيرة سفر لأحد البلدان الأوروبية. وعلى اثر ذلك قامت النيابة العامة بمدينة القاهرة بتوجيه التهمة للفنانة أحلام وارسلت مذكرة اعتقال لاحلام عن طريق الانتربول الدولي.
سقوط الأخوان
ويقول فنان عربي كبير لـ «الشبكة» ان التحقيق كان يمكن ان يأخذ مجراه، ويمكن الوصول إلى حكم قضائي يحدد المتورطين بهذه الجريمة، لكن سقوط الأخوان، وتسلم الرئيس السيسي قيادة البلد انهى الأمل بمحاكمة عادلة، لاسيما بعد ان برأت المحكمة الرئيس السابق وابناءه والمقربين منه من قضايا أكبر وأهم، فاصبح الحديث عن اعادة التحقيق بملف مقتل الفنانة ذكرى أمرا مستبعدا تماما، خاصة انه سيدين السعودية ايضا. وأكد الفنان الذي اشترط عدم ذكر اسمه على «ان الوسط الفني واجزم بالاجماع مقتنع بضلوع المخابرات المصرية والسعودية بمقتل الفنانة ذكرى بسبب أغنيتها «من يجرأ يكول» وهي موجهة بوضوح إلى ملك السعودية آنذاك فهد بن عبد العزيز».
حكم الضمير
وبالرغم من مرور 14عاما على رحيلها فما زالت جريمة قتل الفنانة ذكرى، موضع تساؤلات، واذا كانت عائلة الفنانة ذكرى قد عجزت عن الحصول على حكم قضائي يدين الجناة، فإنها حصلت على حكم جماهيري وبإجماع منقطع النظير يدين المجرمين ويشخصهم، ويكفي مشاهدة الصفحات التي تنتشر باسم الفنانة، لاسيما الصفحة الرسمية التي قدمت أدلة تدمغ الجناة وتظهر حقيقة اغتيال فنانة عربية كل خطأها ان العوز دفعها إلى قصور اللئام لتستغل في صراع سياسي وتقدم أغنية يعرف كاتبها واقر بذلك انها ستؤدي إلى «شهادتها» في حديث مع التلفزيون التونسي، بعد سقوط بن علي علما ان شاعر هذه الأغنية المقرب من القذافي قد لقي حتفه بعد سقوط نظام القذافي.
اياد عطية الخالدي