بقلم/ عبدالله الدهمشي
يكرر كثير من أنصار التآمر العدواني على سوريا, الحديث على تواطؤ الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي عموماً والولايات المتحدة في عهد أوباما تحديداً مع القيادة السورية, والحيلولة دون سقوطها على غرار العدوان العسكري على الجماهيرية الليبية في العام 2011م, وفي هذا الحديث خداع وتضليل يكتم الحق المعلوم عن العدوانية الأطلسية ويزيف ما يعرفه من حقائق العدوان وحقيقة الفشل الغربي في تكرار النموذج الليبي بسوريا.
حرم حق النقض المزدوج لروسيا والصين دول حلف الأطلسي من استخدام مجلس الأمن لشرعنة عدوانها العسكري على سوريا, وتكرار ما نجح فيه مع الحالة الليبية, ومع ذلك انتهجت دول الحلف ومعها أتباعها من عرب وعجم, استراتيجية بديلة, استعادت بها التجربة الأفغانية في التصدي للتمدد السوفييتي قريباً من بحيرات النفط العربي, فحشدت مرتزقة الجهاد من أكثر من 80 دولة, وجمعتهم في معسكرات للتدريب والتأهيل, ومولت حركتهم وأمدتهم بالعتاد والتقنيات, وأدخلتهم إلى سوريا تحت دعم عملياتي ومعلوماتي من أجهزتها التجسسية وبإشراف مباشر لوحدات نوعية وسرية من القوات الخاصة للدول الأطلسية, وخاصة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
لو كانت عصابات الإجرام المتواجدة على الأرض السورية كجيوش جرارة من مرتزقة الجهاد الذين جلبوا من خارج سوريا, تنتمي إلى سوريا وتمثل شعبها, لما احتاجت دول العدوان الأطلسي إلى تشكيل تحالف عسكري دولي لمحاربة عصابات الإجرام والإرهاب في سوريا. والقضاء على خطرها الذي يتهدد العالم كله, لأن هذه الجيوش والمؤهلة بالعلم والتدريب والخبرات الميدانية, ستعود إلى أوطانها مشكلة جيشاَ قادراً على التواصل والانتشار في كل دول العالم, وعلى التخطيط والإعداد والقيام بعمليات إرهابية نوعية وكبيرة.
لقد كان الإعلام الغربي وتوابعه العربية يكتم الحق الذي يعلمه عن جيوش مرتزقة الجهاد التي حشدها إلى سوريا, ويضللنا بحديثه عن فصائل الكفاح المسلح والجيش الحر, حتى تكشفت الحقائق وظهر منها أن دول حلف شمال الأطلسي لم تدخر جهداً في تدمير سوريا وقتل شعبها وتشريد الملايين من سكانها, فكيف تكون فظائع هذه العدوانية ووحشية إجرامها في سوريا تواطؤ مع قيادتها وحماية لها من السقوط؟ وإذا لم تكن دول الأطلسي هي الراعية والداعمة لحرب العصابات الإرهابية ضد الدولة السورية وشعبها, فمن قام بذلك؟
يقولون إن الحكومة السورية هي من خلقت العصابات الإرهابية لتبرر بها البطش بالثورة الشعبية, ولكنهم لا يفسرون كيف تمكنت الحكومة السورية من حشد عشرات الآلاف من مرتزقة الجهاد من كل دول العالم إلى أرضها ولماذا ساعدتها الدول الأطلسية وأتباعها في ذلك, ومع ذلك يستمرون في الخداع والتضليل.
