728x90 AdSpace

25 أغسطس 2016

من حنايا آلامي أوجاعي..

بقلم/ شفيعه عبد الكريم سلمان:
وطني يا من توازي سعة صدرك مساحة الإنسانية جمعاء، إلى متى سيبقى حضنك مفتوحاّ للأفاعي وشاذ الآفاق الذين يحاربونك بكلّ أنواع الأساليب والأسلحة ، ومنهم من يقفون على المنابر، ويخطبون باسمك ، متظاهرين بالتّحفيز لشحذ الهمم والدفاع عنك ، بينما أرسلوا أبناءهم إلى خارج حدود الوطن هرباً من خدمة العلم، وبالتّالي يتابعون تحصيلهم الدّراسي،  ومن تبقّى منهم داخل الوطن يحصل على الإعفاء من خدمة العلم بأساليب شتّى ، ويرتاد أفضل المقاهي والمطاعم وغير ذلك ..ويتركون الحمل على غيرهم ، ممن هم في عمرهم ، من الذين ترك العديد منهم جامعاتهم، وانضموا إلى صفوف الدّفاع عن الوطن ، فضلاً عن انضمام العدد الأكبر ممن لهم إخوة أو آباء شهداء أو مخطوفين، وهؤلاء ممن يجمّدهم البرد، أو يحرق أجسادهم الحرّ القيظ، ويعيشون على الكفاف أوشبهه، متناسين أسرهم التي قد لا تجد ما يسدّ رمقها، وليس بوسعها في معظم الحالات أن تجدَ مسكناً يليق ولو بأبسط مخلوقات خلقه إلا بأجورٍ باهظة ، يفرضها دواعش تأجير البيوت أو شبه البيوت، وهؤلاء يعدّون ركيزة أساسيّة لبعض أولئك الذين وصلوا إلى بعض المفاصل الحسّاسة في الوطن،  ولا نظلم أحداً ، فالشواهد ماثلة أمم أعيننا ، وعلى شاشات التلفزة ، ممن لا تتجاوز قراءتهم وتحليلهم رسم الكلمات ، أمّا ما وراء السّطور فلا يجهدون أنفسهم بالكشف عنه ، وتصبر وتصبر يا وطني ، فبالله عليك إذا كنّا جميعاً نقول لننتظر حتّى نطفئ النّار في بيتنا الدّاخلي، ومن ثمّ نذهب لمحاسبة من أشعلها، وهؤلاء يشاركوننا بترديد هذا الشّعار ، بل ويضخمّون الصّوت في إطلاق مثل تلك العبارات، متجاهلين أنّ لنا عقولٌ تضجٌ بكلّ أنواع الذّكاء، ولكن أخرسها الفقر والظلم والقهر، سواء من الخارج أو ممن نعدهم من أبناء جلدتنا، وليجعلنا الله يوم القيامة منهم براء، لأنّ ظلم القريب أشد وأعتى وأحرق من ظلم الغريب.

فهل هؤلاء الذين تَعِدُهم بالمحاسبة ، بعد أن ننتهي من إطفاء نار البيت الدّاخلي ، سيسهمون في إطفائها، أم أنّهم سيحتكرون كلّ أنواع المحروقات الطبيعية والمستخرجة ، ويوظّفونها لصالح استمرار الحريق، وتنويع أدوات وأساليب الحرق؟ ونعلم أنّك تعلم وأنّك الأكرم والأحلم، ولكن ما نعلمه نحن أننّا أوشكنا على استنفاذ طاقاتنا حيث لم يبقِ الحريقُ إلا سرابَ أحلامنا، نناشدُك بعمق يقيننا بك يا وطني وبدماء شهدائنا ومعاناة ، وأنّات جرحانا، وصرخات وتوسّلات مخطوفينا ، وصبرنا وتصبّرنا، أن لا تؤجّل محاسبة /حيّة ثليج / التي لا بأس من التّذكير بقصّتها ، حيث وجدها يوماً ما أحد الحكماء وهي متجمّدة من شدّة البرد فأشفق عليها ووضعها على صدره وتحت عباءته ، بغية أن يدفئها وما أن تدفأت حتى قامت بلسعه فمات ، والمفارقة أنّ لحيّة تليج اليوم رأسان رأس يمثّل المسلحين الذين يقاتلون الوطن علناً، ورأس آخر يرمز إلى البعض ممن يلتصقون بمفاصل الوطن كما تلتصق العلقة في أمعاء بعض الكائنات الحيّة بغية امتصاص كل مايردُ إلى جسم الكائن من غذاء ودم .
حيث تلجأ للاحتماء بصدرك عندما يجمّدُها الصّقيع ، وبعد حصولها عل الدفء ، تبثّ سمومها في قلبك وتذهب لتكمل طريقها في كلّ ما يؤذيك.
 فيا وطني نحن على يقيين أنّك المنتصر ، ولكنّ يحزّ في أنفسنا ويحطمّها أن تكون حقوق من تركك جريحاً ولم يسهم في تضميد جراحك ، موازية لحقوق من دفع دماءه من أجل كرامتك والإيفاء بحقّك ، بل وفي معظم الأحيان تكون الأفضلية لهم في كلّ شيء ، لطالما حصلوا على درجات علميّة لم يحصل عليها ممن هم في عمرهم ، من الذين فضّلوا الوقوف مع الوطن على كلّ شيء.
فنحن ليس لنا منّة على أحد، لأنّنا ولدنا وعشنا في هذا الوطن ، ولم يبخل علينا بشيء، ولكن لنا رجاء أن نسير بالتّوازي في إطفاء نار الدّاخل ، والنّار القادمة من الخارج ، والتي لملمت كميّة لابأس من الأعشاب التي نمَتْ على أرضك ، لتستعين بها على تسريع الاشتعال من داخل الوطن.
وأن تكون طرائق الإطفاء بحجم أساليب الإشعال ، وكفانا رحمه وشفقة بهم . 

شفيعه عبد الكريم سلمان/ أم لشهيدين عسكريين/ نقيب وملازم شرف/
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: من حنايا آلامي أوجاعي.. Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً