الأربعاء 26, مارس 2025

728x90 AdSpace

6 يونيو 2016

وكالة السبئي للانباء-سـام منتدى إعلامي في موسكو بعنوان “عهد الصحافة الجديد.. وداعا للصحافة النمطية”.. ضوا: وضع ضوابط على مستوى الدول تنظم عمل “الإعلام الجديد”

السبئي - موسكو
بدأت أعمال المنتدى الإعلامي الدولي بعنوان “عهد الصحافة الجديد.. وداعا للصحافة النمطية” اليوم في موسكو بمشاركة الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” وصحفيين يمثلون وسائل الاعلام من ثلاثين بلدا في العالم.
وتنظم المنتدى الذي يستمر يومين المؤسسة الحكومية الفيدرالية الموحدة وكالة الأنباء الدولية “روسيا اليوم” بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيسها حيث كانت تعرف سابقا باسم وكالة أنباء نوفوستي.

وقال المدير العام للمؤسسة ديميتري كيسليوف مفتتحا أعمال المنتدى.. إن الولايات المتحدة حاولت بعد أحداث أيلول عام 2001 أن تحتكر لنفسها الحق في أن تكون مسيرة العالم وفق ما ترسمه له وجرى نتيجة لذلك تدمير بعض الدول مثل العراق والقضاء على دول اخرى مثل ليبيا وأرادت تكرار هذا السيناريو في سورية ولكنها لم تفلح.

وأكد كيسليوف أن الناس لا يريدون عالما أحادي القطب بل يسعون نحو التعددية القطبية ومن هنا تنبع مسألة الصحافة البديلة لتغطية ما يجري من أحداث في العالم.

بدوره قال المدير العام للوكالة العربية السورية للانباء سانا أحمد ضوا في الجلسة الافتتاحية للمنتدى: إن الاعلام الجديد أسهم في إحداث تغير كبير داخل عناصر العملية الاعلامية وخلق منافسين للصحفيين.

وأكد ضوا أن تأثير الاعلام الجديد في الوقت الحالي ينمو بشكل متسارع ومتزايد في مجال تعبئة الرأي العام ودفع الشعوب للمشاركة في الحياة العامة السياسية حيث تجاوز الدور الاخباري للوسائل التقليدية واخترق المحرمات والضوابط التي كانت تحكم الاعلام التقليدي ما أثر بشكل كبير في مهنة الصحافة المتعارف عليها واصبحت في ظل التطور الهائل لوسائل الاتصالات مفتوحة للجميع.

وأشار المدير العام لوكالة سانا إلى أنه خلال الحرب الارهابية على سورية ودخول الاعلام الجديد بقوة في بث الاخبار والصور والانتشار الافقي والعمودي في أوساط المجتمع السوري واجه الصحفيون السوريون تحديات كبيرة سواء العاملون منهم في المؤسسات الرسمية أو حتى الخاصة التي لها هوية ولها توجه وعجزوا في البداية عن اللحاق بالكم الهائل من الاخبار والصور والفيديوهات التي تلقفتها محطات كبيرة وواسعة الانتشار مثل الجزيرة والعربية واستطاع الصحفيون السوريون تخطي هذا التحدي بولوج الاعلام الجديد والدخول في معركة تقديم المعلومة الحقيقية من مصادرها.

ولفت ضوا إلى الكم الهائل من المعلومات غير المثبتة والمؤكدة من جميع المناطق السورية ووجدنا أن أغلبيتها كاذبة ومفبركة وهي عملية منظمة كانت تسير جنبا إلى جنب مع الحرب الإرهابية على الشعب السوري بعد الأشهر الخمسة الأولى.

وأعرب ضوا عن اعتقاده بأنه في ضوء تضارب المعلومات وفبركة الفيديوهات والأخبار كان لا بد من العودة إلى تحديد الهوية لمعرفة من هي الوسيلة الاعلامية ومن هو الاعلامي أو الصحفي.

ولفت ضوا إلى استهداف الإعلاميين السوريين الذين يعملون في المؤسسات الرسمية لمنعهم من تقديم المعلومة الموضوعية اضافة لظهور عدد كبير من المواقع الالكترونية المغفلة الهوية والمكان تبث معلومات بشكل كبير لا يمكن تسميتها إلا معلومات مفبركة ولا مصداقية لها ومعظمها كان يصور في دول الجوار ويقدم على أنه في سورية بهدف إحداث خلل في المجتمع السوري وتبين لاحقا أن هذه العملية الاعلامية كانت منظمة كما كان إدخال الإرهابيين إلى سورية من قبل تركيا والأردن منظما وتم شن الحرب الاعلامية على الاعلام السوري بطريقة تدريجية وبشكل مدروس وموجه.

وأكد المدير العام لوكالة سانا أن ما تعرضت له سورية من حرب إعلامية شرسة كان بالامكان أن يهزم أي دولة بغض النظر عن العدوان الإارهابي نظرا للكم الهائل من المعلومات المشوهة والمفبركة ولكن تم تجاوز هذا الخطر ببث المعلومة من قبل الاعلام السوري بشكل مجرد وعلم الشعب السوري أن ما يحصل ليس موضوع حرية أو ديمقراطية وإنما هو موضوع حرب لتغيير اتجاه الدولة وسياستها ومواقفها لذا أصبح من الضروري وسط هستيريا الاعلام الجديد أن تقوم المؤسسات الدولية بوضع ضوابط على مستوى الدول تنظم عمل ما يسمى الإعلام الجديد الذي أصبح مجالا واسعا للاستخدام الخطير في مشاريع هدامة ومن قبل التنظيمات الارهابية وشبكات الاجرام الدولي.

بدوره أكد الاعلامي غسان بن جدو رئيس مجلس ادارة قناة الميادين أنه ليس هناك إعلام محايد إذ لا حياد في الاعلام على الرغم من وجود مهنية وموضوعية وتوازن ولكن لا يمكن الحديث عن اعلام محايد لأنه سيكون إعلاما دون دور مشيرا إلى عدم إمكانية استمرار الاعلام الذي يعزل نفسه عن الواقع إذ إننا نعيش في منطقتنا صراعات اقليمية ودولية مستمرة والكل يتكلم عن السلم والاستقرار والرفاهية وينبغي أن نقول إن الدول القوية في عالم اليوم لها وسائل إعلام قوية تهيمن على الفضاء الإعلامي وتحتكر المعلومة لصنع رأي عام مقبول لها.

وأوضح بن جدو أن امبراطوريات الإعلام العالمي كانت تصف روسيا بالدولة الديمقراطية الكبيرة عندما كانت سياستها توافق الغرب واليوم تشن هذه الامبراطوريات حربا إعلامية على روسيا ليس بسبب مواقفها من سورية ومن الشرق الاوسط فقط وانما بسبب اوكرانيا ايضا وراحت تعمل على شيطنة روسيا والرئيس بوتين داعيا الى كسر الاحتكار الاعلامي لبعض الشركات التابعة لأصحاب القرار في العالم لانه ليس ممكنا مواجهته بصورة منفردة.

وفي حوار صريح وبناء لواقع الصحافة في ظروف الواقع الجديد للعالم الاعلامي تناول المنتدى بالنقاش مسائل عدة مثل من هو الصحفي في عصر ما بعد الاتجاهات السائدة… وكيف يكتب الصحفي… وما هو الهدف الذي يتوخاه… وما هي نوعية جمهور المتلقين… وكيف يمكن للعمل الصحفي أن يؤثر في عالم متعدد الاتجاهات في الإعلام والسياسة والاقتصاد.

وأشار بعض الخبراء الاعلاميين المشاركين في أعمال المنتدى إلى أن العصر الجديد للصحافة هو في التخلص من الاتجاه السائد مؤكدين أن الغرض من هذا المنتدى هو التوصل الى هدف بسيط ولكنه معقد في الوقت ذاته ويتجسد في تحطيم القوالب النمطية في مناقشات وسائل الاعلام الجماهيرية من قبل الصحفيين المحترفين الذين ينظرون كما جرت العادة الى عالم الاعلام من خلال منظور التكنولوجيا والبينزنس أو من خلال شعار حرية الكلمة ومن الصحفي ذاته.

وكانت مسألة وضع الصحفي ودوره في المنظومة الاعلامية في مركز النقاشات في الجلسة الاولى اذ ان التوجه نحو عالم متعدد الألوان والأقطاب يؤدي اليوم الى إضعاف دور وسائل الاعلام الجماهيرية ذات الاتجاه السائد وأن جمهور المتلقين أخذ يتعرف بنشاط متزايد على الآراء البديلة ووجهات النظر المغايرة ويفضل الحصول على الانباء عن الاحداث الجارية في العالم من مصادر إعلامية بديلة.

وقال المشاركون: إن وسائل الاعلام التقليدية ذات الاتجاه السائد تدافع عن حقها في الظهور ثانية ولكن طابع الاستهلاك الاعلامي الذي يشكله جمهور المتلقين غالبا بواسطة المنظومة البيئية للشبكات الاجتماعية ومحركات البحث تعرقل امكانيات التوجه نحو النخب الاعلامية القديمة بل اكثر من ذلك أن وسائل الاعلام التقليدية باتت في ظروف احتدام المنافسة تخرج عن قواعد ومواصفات الصحافة النوعية مخلفة بذلك استمرار تخفيض حجم جمهور المتلقين لنخبها.

وأشار المشاركون إلى أن الصحفي اليوم يقف على احداثيات تقاطع طروحات وسائل الاعلام الجماهيرية مع طلب جمهور المتلقين وهو بصورة خاصة يعتبر الوسيط الذي ينقل اكثر فاكثر للقارىء او المشاهد حقيقة هذا الحدث أو ذاك بل يصبح الصحفي في منظومة الاعلام الجديد سفير النخبة الاعلامية أو في الغالب النخبة ذاتها منصهرا بذلك في نقطة انطلاق الثقة أو عدم الثقة تجاه النبأ المنقول.

ودعا الصحفيون والخبراء الاعلاميون الى مناقشة هذه المسائل بصورة منفتحة وصريحة وسوف تجري في الجلسة الثانية لهذا المنتدى مناقشة قضايا المهنة الصحفية او انتقالها الى عصر ما بعد الاتجاهات السائدة ونشوء وسائل الاعلام البديلة وفقدان وسائل الاعلام للقوالب النمطية ولطلبات الاحتكارات على صياغة جدول اعمال المجال الاعلامي العالمي وكذلك مسألة وجود وسائل اعلام جديدة كضمان لحرية الاعلام وكسر الاحتكار فيه.
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: منتدى إعلامي في موسكو بعنوان “عهد الصحافة الجديد.. وداعا للصحافة النمطية”.. ضوا: وضع ضوابط على مستوى الدول تنظم عمل “الإعلام الجديد” Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام