السبئي -صنعاء خاص:
ربط حسن زيد وزير الدولة أمين عام حزب الحق في اليمن الموالي لجماعة أنصار الله بين نجاح أو فشل المشاورات الجارية بين الأطراف اليمنية في الكويت وبين التفاهمات التي يجريها المتحدث باسم جماعة أنصار الله محمد عبدالسلام مع المسؤولين السعوديين في ظهران الجنوب.
وقال في تصريح خاص لـ”السياسة”: “إذا نجحت التفاهمات الجارية بين محمد عبدالسلام وبين المسؤولين السعوديين في ظهران الجنوب بشأن مختلف القضايا الشائكة بين اليمن والسعودية وتمكن عبدالسلام من انجاز اتفاق مع السعودية قابل للتنفيذ وليس احتواء فستنجح مشاورات الكويت وإن فشلت الأولى فستفشل الثانية, معتبرا “أن الصراع الحقيقي هو بين اليمن والسعودية” وقال: “عندما تحل المشكلة بين أنصار الله والسعودية ستحل المشكلة اليمنية وما لم تحل فسنشهد تهدئة لفترة ثم يعقبها جولة جديدة من الحرب والصراع”.
وشدد على ضرورة أن يكون الحل السياسي في اليمن بشراكة وطنية وإصلاح مؤسسة الرئاسة واختيار شخصية توافقية ووجوها جديدة لقيادة البلاد خلال الفترة المقبلة وليس وجوها منقرضة, مشددا على “أن من خرج من السلطة فليغادرها أيا كان ولا بد من وجوه جديدة لم تتسلم السلطة بعد وما أكثرهم في اليمن”.
وأضاف “بعد دخول أنصار الله صنعاء لم يكن هناك طرف سياسي في مواجهتهم فكل القوى السياسية سقطت بعد فشل تجربة الوفاق الوطني وتحول ذلك الوفاق إلى محاصصة سياسية ومحاولة إعادة إنتاج نظام العام 1994م مع استيعاب بعض قيادات الحزب الاشتراكي وتمثيل للناصريين, فكان لابد أن تأتي قوة جديدة وهم أنصار الله لكن التدخل السعودي مع قوات التحالف في اليمن أحيا آمال القوى التي سقطت بالعودة إلى المشهد السياسي وهذا ما حدث”.
واوضح أن المؤتمر الشعبي عاد من خلال تبنيه رفض تدخل التحالف وعادت بعض القوى التاريخية الجنوبية والحراك كما ان الإصلاح المشايخي استعاد بعض تواجده في بعض المحافظات الشرقية, مستقوية بالعون الخارجي, والذي إذا ما توقف فبالإمكان حل المشكلة اليمنية”.
ورجح زيد عدم تمكن جنوب اليمن من استعادة دولته قائلا “أفضل وقت لاستقلال الجنوب عن الشمال هو الآن, لكن استعادة الجنوب دولته سيكون صعبا جدا بل ومستحيل لأن ذلك بحاجة إلى اعتراف دولي والى قوة وطنية موحدة تبسط نفوذها حتى على إقليم من الأقاليم الجنوبية, وهذا لم يعد متوفرا, كما أن للقوى الإقليمية والدولية مشاريع متناقضة ومتضادة إضافة إلى أن كل محافظة من محافظات الجنوب لها مشروعها الخاص وحضرموت بالذات لها مشروعها لتكون دولة مستقلة”.
واستبعد حدوث موجة انتقام مقبلة بين أنصار الله وبين أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح على خلفية الحروب الست التي سبق وأن شهدتها محافظة صعده قائلا”لا أتوقع حدوث هذا لأن صالح ذكي وعبدالملك الحوثي ذكي أيضا ويلتزم بتعهداته وما بينهما حاليا هو تحالف ضرورة مبني على قواسم مشتركة والقاعدة الجماهيرية في الهضبة الوسطى من يريم إلى صعده واحدة للجانبين”.
وفيما يتعلق بالأحزاب السياسية في البلاد قال” إن العمل العسكري الذي شهده اليمن خلال الفترة الماضية جرف كل الأحزاب السياسية, ومع ذلك فأتوقع أن يكون هناك خارطة سياسية جديدة فالمؤتمر الشعبي الذي يتزعمه صالح سيعود بقوة وأنصار الله باتوا قوة كبيرة في الساحة وهم الآن حزب الدولة, وحزب الإصلاح سيكون له مستقبل لو تمكن من فك ارتباطه بالجماعات الإرهابية”.
وفيما يتصل بالأسلحة التي بحوزة الحوثيين قال زيد” لم يعد لديهم أسلحة ثقيلة فمعظمها قد دمر بغارات التحالف ولم يعد لديهم سوى أسلحتهم الشخصية والسلاح هو في يد الجيش”.