728x90 AdSpace

4 يونيو 2016

تعز..بين جراحات الماضي وتداعيات الراهن..؟!!

بقلم أ.طه العامري:
تعز..بين جراحات الماضي وتداعيات الراهن..؟!!
يوما بعد يوم ومآسينا تزداد إيغاﻻ في تعميق الجراحات،والنفوس تزداد مقتا لبعضها ، والعقول تزداد إيغاﻻ بتوهانها، ﻻشيء يشير ﻻمكانية توقف هذا الجنون الذي يعصف باليمن الأرض والإنسان ..ﻻ أدري أن كانت قيامة هذه الأرض وهذا الشعب قد أزفت وحانت وبالتالي نحن نعيش لحظات الاحتظار الذاتي والانتحار الجمعي لدرجة أن أصحاب العقول هجرونا أو إننا لم نعد نطيق حملة العقول وبالتالي سلمنا مصيرنا لحملة البنادق ..؟!!
ماذا يجري بحق ( الشيطان) في بلد كان يطلق عليه (بلد الحكمة والإيمان )..؟!!
للحروب حدود ، وللحروب محطات ، وللحروب وأن كانت أهليه،غير أن لها مدى وسقف ونهاية حتمية ﻻبد أن تصل إليها كل حرب ، وشهدنا الكثير من الحروب الأهلية التي انتهت بتبويس اللحى والمصافحات والتعايش بين أطرافها ..؟!!
عرفنا هذا في بﻻدنا في حرب الملكية على الثورة وعرفنا هذا في حرب الجبهة القومية مع جبهة التحرير..وعرفنا هذا في حروب المناطق الوسطى ، وعرفنا هذا في حرب 13 ينائر ج86م .. وعرفنا هذا في حرب صيف 94م .. وكل هذه الحروب انتهت وبقت ذكرياتها رغم مرارتها الأ انها انتهت وعاد الناس او بالاصح عاد اطرافها للتعايش والتوافق ..؟!!
اليوم نحن أمام حرب مجنونة ومسعورة ، حرب طعت فيها الاحقاد والثأرات أكثر من عواملها السياسية ، حرب تورط فيها الجميع واصبح كل طرف يرى في تراجعه وكأنه هزيمة شخصية له وﻻتباعه ،وبالتالي فأن هذه الحرب المجنونة مرهون توقفها بعامل خارجي ضاغط يحظى بقبول كل أطرافها ، وهذا العامل يصعب توفره حاليا وخاصة أن تعلق الأمر بمحافظة ( تعز ) ..؟!
إذ أن محافظة لها وضع استثنائي في هذه الحرب وهي مطلوب راسها من الجميع ويؤسفني أن أقول هذا لكنها الحقيقة ..تعز مطالبة بدفع ثمن مواقفها السياسية والثقافية والوطنية والحضارية ..وتعز مطالبة بأن تدفع ثمن دورها النضالي في شمال الوطن وجنوبه منذ قيام الثورة اليمنية ( سبتمبر واكتوبر ) مرورا بمجمل التحوﻻت الوطنية ، وحتى اللحظة .،فتعز مطالبة بدفع ثمن ثوريتها ودورها في ثورة سبتمبر ومناهضة الملكية وفك حصار صنعاء ومطالبة عن دورها في ثورة اكتوبر ومقاومة الاستعمار ، ومطالبة بدفع ثمن دورها النضالي والوحدوي ..فهي متهمة ملكيا ومتهمة شماﻻ وجنوبا ، ومتهمة في احداث ينائر 86م ، كما هي متهمة بحرب صيف 94م وهي كذلك متهمة بثورة 2011م ....؟!!
ثمة استحقاقات تاريخية واحتقانات وجهت جميعها نحو ( تعز ) ولهذا حذرنا منذ بداية الاحداث ونبهنا لخطورة ما يعد ويجهز ل ( تعز ) لكن أحدا لم يسمع لصوت العقل ، بل كان الرد على كل ما نطرحه وبكل بساطة هوﻻء ( عفاشيين وحوثة ومرتزقة وأبواق مأجورة)..؟!!
ولم نكن كذلك يوما وأن ارتبطنا بعﻻقات مع الجميع دون استثناء ولنا زمﻻء واصدقاء ينتمون لمختلف التيارات المتصارعة وهي عﻻقة إنسانية راقية ، فالخﻻف في الرأي ﻻ يفسد للود قضية ، بل أن هذا التباينات كانت كفيلة لوا وجدت عقول مستوعبة للاحداث وتاريخها لتوظفت بمسارها الايجابي الصحيح وانقذت ( تعز ) مما فيها اليوم ...؟!!
أن ما يجري في تعز وﻻبناء تعز هو إهانة بحق ابناء تعز الذين دفعوا بالاحداث الى مربع العنف دون ان يستوعبوا حقيقة ( الفخ ) الذي نصب لهم وجعلهم يستنزفون بعظهم ويدمروا محافظتهم ، لدوافع سياسية بلغت حالة من حقد مدمر وهو ما ﻻيمكن أن يكون مسيطر على نشطاء سياسيين ورموز حزبية وفكرية أن لم تكن الانتهازية السياسية هي المسيطرة والمتحكمة في قرارات ومواقف رموز وفعاليات العمل السياسي والحزبي ..؟!!
الأمر الذي يضعنا أمام تساؤل ربما يكون هو الوحيد وهو موجه لفرقاء الصراع اليمني عامة وفرقاء الصراع في تعز خاصة ونقول ، ماذا بعد ..؟! وألى أين ..؟!!
إذ وبعد كل هذا العنف الجنوني ، أتساءل اخواننا في ( المقاومة ) ماذا تريدون ..؟!! 
وماهي وجهتكم ..؟ وإلى أين تأخذون المحافظة وسكانها ..؟؟!!
هل دافعتم عن تعز وأمنتم سكانها ..؟!!
ماهي مكاسبكم خﻻل عام من الغوضى والعنف ..؟!!
ماذا اضفتم لتعز من مكاسب يمكن اضافتها الى سجلها الوطني..؟!!
هل حميتم تعز وسكانها ..؟!!
هل حميتم عدن وأنتم خرجتم في البداية دفاعا عن عدن ..؟ وﻻجلك يا عدن ..؟!!
 لست ضد أي نطاق جغرافي بل ﻻزلت وازددت إيمانا ويقينا بحتمية الوحدة العربية وبالمشروع القومي العربي ، وﻻزلت ارى اليمن مجرد قرية في وطن عربي كبير يمتد من المحيط الى الخليج وهو امل ان كثر الكافرين به والساخرين منه اليوم فأن في الغد سيأتي من يؤمن به ويحققه ..لكني فقط اتساءل ماذا كسب دعاة العنف والفوضى في تعز ومن كل الأطراف دون استثناء..؟!!
 قطعا ﻻشيء اضفتم لتعز الى انكم رفعتم ارقام الضحايا والمعاقين وزدتم من عدد الارامل والايتام والامهات الثكالى ..ﻻشيء انجزتموه لتعز إﻻ أنكم دمرتم سكينة هذه المحافظة الحاملة لمشعل التنوير منذ العصر الرسولي ليأتي العصر الجنوني ويدمر كل ما بنته تعز في تاريخها ..نعم صنعتم اصنام جديدة تعبد من دون الله والوطن وتعز .، أسستم لثقافة كانت تعز تنبذها وترفضها وكان في هذا مفخرة لتعز وﻻبنائها .،؟!
اعطيتم الفرصة لكل الراغبين في تصفية حسابهم مع تعز ان ينتصروا لخياراتهم القذرة بحق تعز وابنائها بدءا من متربصي الخارج وصوﻻ الى متربصيء الداخل ..؟!!
ﻻ اشعر بالشماته ﻻني عبرت مبكرا عن ما يحصل في تعز وحذرت منه من خلال موقعي الاجتماعي المتواضع فانا مجرد مواطن انتمي لهذا الوطن ولمحافظة تعز واتالم لكل قطرة دم تراق من دماء ابناء وطني وﻻ اخفيكم القول اني كثيرا ما ( بكيت ) وانا ارى اطغال ونساء وشيوخ وابرياء تحصدهم الة الموت في حرب ماكان لها أن تكون لو حكمنا العقول أو حكم اطراف الصراع عقولهم وانتصروا على انفسهم الامارة بالسؤ..؟!!
لكني اشعر بالحزن اللاحدود له على حال الوطن وتعز وأخص تعز بكثير من الحزن ﻻنه كان بالإمكان انقاذ تعز من كل هذا الشر المستطير الذي تعيشه لو حكم عقﻻءها عقولهم ونبذوا الاحقاد والعصبية ..؟!!
كان يمكن ان ﻻ يحدث ما حدث ويحدث في تعز لو كاشف رموزها انفسهم وابناء المحافظة بصدق وصراحة وقدموا لهم كل الحقائق بدﻻ من تحميل المسئولية لهذا الطرف او ذاك ..؟!!
لكن الكل تعاملوا مع تعز من زاوية مصالحهم الضيقة شخصية كانت او حزبية او سياسية ولم ينظروا لتعز كحاضنة وطنية استقرارها مرهون باستقرار كل الوطن ..؟!!
لقد انتصر خصوم تعز لمشروعهم ونقلوا معاركهم الى تعز وبمساعدة ابناء تعز الذين سهلوا الامور لكل من يريد تصفية حسابه مع تعز وابنائها .،؟!!
قد ﻻيسمع احدا مثل هذا الكﻻم وﻻ يعتبره وقد يسخر البعض منه ويتمسخر وهذا اكيد لكن اقول ما اقول ليس ﻻرضاء اي طرف بل ﻻرضاء نفسي وضميري ..وسياتي يوم يدرك كل الغافلين فيه حقيقة موقفي هذا وصحته وقد يصدق هذا الطرح من شخص اخر ( غيري) ﻻن الثقافة الخاطئة تولد او تنتج تعبئة سياسية خاطئة ، وهذا ما نعيشه وخاصة في تعز حيث مجرد التباين مع الاخر يصنفك باقذع التصنيفات والتوصيفات ويكيل لك من التهم ما تنؤ الجبال عن حملها فقط لمجرد انك ﻻ توافقه على طرحه ..؟!!
طه العامري
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: تعز..بين جراحات الماضي وتداعيات الراهن..؟!! Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً