بقلم /طه العامري :
يثيرني حد الإسمئزاز والقرف أولئك الذين يتحدثون عن سورية وأحداثها بلغة ما يسمى ( الجيش الحر) الذي ﻻيعرف الحرية ﻻن كل من فيه مجرد ( عبيد) لنزواتهم ..!!
يثيرني حد القرف أولئك الذين سلب الله منهم عقولهم وبعد كل هذا الخراب والدمار يتحدثون عن أنفسهم بلغة ( الثوار ) مع أني لو أطلقت عليهم لقب ( أثوار ) لظلمت الأثوار...!!
يستفزني أولئك الذين يهرفوا بما ﻻيعرفوا ويقارنوا مثﻻ بين أقطارهم وما هم فيه وبين القطر العربي السوري وما كان فيه وما هو عليه اليوم رغم حقارة وقذارة المؤامرة وحقارة وانحطاط أطرافها..!!
يثبرني أولئك الذين يزعمون أنهم مثقفين وهم دخﻻء على الثقافة مثل بعض الأنظمة المرتهنة التي تدعي الأنتماء للعروبة والإسﻻم وهي من أشد والد أعداء العروبة والإسﻻم ..!!
أولئك المثقفين زورا يتحدثون عن ( السنة والشيعة ) وعن المذهبية والطائفية والمناطقية بلغة دنئية ورخيصة وهو ما لم يتحدث به أكثر مثقفي الإباحية الفكرية..؟!
بيد أن من يتحدث بلغة الدين والمذهبية والطائفية والمناطقية ﻻعﻻقة له بالثقافة وقيمها واخﻻقياتها بل وﻻ عﻻقة له بالوطنية والقومية وﻻينتمي لخير أمة أخرجت للناس التي منحها الله شرف لم يمنحه ﻻمة غيرها وهو شرف تبليغ رسالته السماوية و( لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)..!!
أن الدين الإسﻻمي دين إخﻻق ومحبة وتسامح وليس دين المذهبية والتطرف والحقد والعبودية والاستبداد، وهو ليس دين العنصرية وﻻ دعى للتمزق والمذهبية والطائفية..!!
أن المثقف الحقيقي والملتزم هو الذي يعبر عن رائه وقناعته السياسية والفكرية بلغة السياسة بعيدا عن التوظيف الرخيص للدين..!!
ﻻن من يستغل الدين والمذهب للتدليل على قناعته السياسية ولتكريس حجته هو ﻻ ينتمي للثقافة وليس له عﻻقة حتى بالدين والمذهب الذي يتدثر رايته زورا..؟
ليس منا من دعى لعصبية .. هكذا علمنا رسول البشرية والثائر الأول والمثقف الأول الذي حملة رسالة النور وجاء بدين التنوير الذي يحاول البعض من الجهﻻء والبلداء والأغبياء وأصحاب المصالح أن يظهروه وكأنه دين الجهل والتخلف والقتل والموت والخراب..!!
يحزنني فعﻻ أن أرى وأسمع وأتابع بشر أو كنت أحسبهم كذلك وقد كشروا عن أنيابهم وظهروا كوحوش فكرية وثقافية .. نعم هناك اليوم وحوش فكرية مفترسة هي أخطر على البشر من الوحوش الحيوانية المتعارف عليها ..؟!
هوﻻء الذين احسبهم مجرد أرتال من الأغبياء لم يحملوا يوما في عقولهم رؤى فكرية أو ثقافية بل حملوا أطنان من الحقد والخبث واللؤم والانتهازية ،هوﻻء يتحملون وزر ما حدث ويحدث للامة من محيطها إلى خليجها ..؟ هوﻻء هم فعﻻ حصان طروادة بل هم أكثر من ذلك وأكثر من أبن العلقمي وأشد خطرا من كل الخونة والعمﻻء الذين عرفتهم الأمة عبر تاريخها منذ ( سقيفة بني ساعدة) حتى اللحظة..!!
ويقززني أولئك الذين يهرفوا بما ﻻيعرفوا ويصطنعوا الحكايات والاحداث دون علم بها بل كما يتلقوها من الأخر ولو كان هذا الأخر هو الشيطان نفسه..!!
بالمقابل ﻻ أنكر المظالم وﻻ أنكر الحاجة للثورة واسقاط كل رموز العهر السياسي ومشرعي العبودية والاستبداد وصناع القهر والطغيان ، لكن ﻻيعني أن هدفي يتركز بسقوطهم وحسب بل أن سقوط الفاسدين ﻻيعني نهاية الفساد ، وفي قانون التحوﻻت هناك شروط ذاتية وموضوعية ﻻي تحول حضاري وطني أو قومي يجب تلبيته لتحقيق هدف سامي ومطلب اجتماعي ، ولكن ليس عن طريق معالجة الخطاء بالخطيئة ..كحال ( آثوار ) ما يسمى بالربيع العبري وليس العربي فربيع العرب والعروبة ﻻ يأتي عن طريق الفوضى وثقافة الحقد والكراهية والتعصب والتوظيف الرخيص للدين..!!
