بقلم / أ.خالدالسبئي:
يحتفل جماهير شعبنا العربي المقاوم في السادس من أيار/ مايو بعيد الشهداء من كل عام الذين ضحّوا بدمائهم من أجل نيل حرية أوطانهم واستقلالها عبر مراحل التاريخ النضالي لشعبنا العربي الحافل بالملاحم البطولية الخالدة،
ففي مثل هذا اليوم قبل قرن من الزمان أعدم الإرهابي العثماني جمال باشا السفاح أول قافلة من شهداء الاستقلال العربي في السادس من أيار/مايو عام 1916 علق السفاح الإرهابي العثماني جمال باشا نخبة من المثقفين والمناضلين العرب في دمشق وبيروت على أعواد المشانق في محاولة يائسة من الحكم العثماني لإسكات الأصوات التي تعالت مطالبة بالحرية والاستقلال..ورغم بشاعة هذه الجريمة التي طالت عددا كبيرا من النخب السياسية والفكرية العربية إلا أنها شكلت صرخة مدوية في وجه سياسة التتريك والطغيان التي جثمت على صدر الأمة العربية ردحا طويلا من الزمن استمر لأربعة قرون مارس العثمانيون خلالها أبشع أنواع الاستغلال والاضطهاد..فأصبح هذا اليوم عيداً للشهادة والشهداء، وتوالت بعد ذلك قوافل الشهداء حيث استمرت مقاومة الاحتلال الفرنسي حتى نيل الاستقلال، وتبعتها مواجهة المحتلين الصهاينة في مواقع النضال المشرّف وفي حرب تشرين التحريرية التي شكّلت نقلة نوعية في مسار نضالنا الهادف إلى تحرير الأرض العربية المحتلة واستعادة حقوق أمتنا المغتصبة، وصولاً إلى قوافل الشهداء التي يقدّمها شعبنا وجيشنا الباسل العربي السوريالعقائدي في معركته القومية ضدّ الإرهاب والمشروع التكفيري المدعوم من العثماني الجديد أردوغان ومن أنظمة عربية رجعية تهدف إلى النيل من مواقف سورية القومية خدمة للمشروع الصهيو ــــ أمريكي في المنطقة..وبهذه المناسبة العظيمة من هنا اقتباس:من أقوال القائد الخالد حافظ الاسد في الشهداء:الذي اكد في مناسبات عيد الشهداء في مسيرته النضالية بقيادة حزبنا والدوله السورية قائلا:الشهداء أكرم من في الدنيا و أنبل بني البشر -وكما قال وكم هي الذكرى رائعة ، عيد الشهداء عيد المجد والخلود ، الشهداء هم الشرفاء والقديسون ، لقد اختصروا قيم الحياة الفاضلة وأفعالها المجيدة بكلمة واحدة وفعل واحد هو الشهادة ..ألا نمجد الشجاعة ونمدح الشجاع …؟..ومن أشجع من الشهيد وقد اندفع في مجابهة العدو حتى استشهد غير آبه ، ولا حافل إلا بالنصر .ألا نمدح الكرم ونثني على الكريم …!؟ ومن أكرم من الشهيد الذي قدم دمه كاملا ألا نعظم الوطنية ونكبرها في الإنسان ؟ ومن أكثر من الشهيد وهو الذي استشهد من أجل وطنه .ألا نكبر الأمانة في الناس ؟ ومن أكثر أمانة من الشهيد وقد أدى الواجب بكل أمانة عندما افتدى وطنه .ألا نعشق الغيرية ونطلب أن تكون من صفات الجميع ؟ ومن أكثر غيرية من الشهيد وقد استشهد من أجل شعبه ..أكتفي بهذا وقد ذكرت ما ذكرت مثالا وليس حصرا ، والشهيد الذي لخص في ذاته مجموع القيم الفاضلة وجسدها هو الإنسان الكبير الذي يجب أن ننحني أمام ذكراه تعظيما وإجلالا ..ولأن الشهيد كذلك فهو يمتلك ناصية الخلود ، عندما نتحدث عنه نشعر أننا نتحدث عن أمر كبير محاط بالاحترام ، ولا تنفصل في أذهاننا أبدا ذكرى الشهيد عن التقدير والاحترام فالشهداء أحياء في ذاكرتنا ، سجلاتنا أحياء في بلادنا تاريخنا ، وهم أحياء في ضمير القيم الخلقية الحضارية والإنسانية ..فمن يضارع الشهيد في عظمته ومن يضارع الشهيد في خلوده ..وكما قال أيها الأبناء : لقد آمنت بعظمة الشهادة وأهمية الفداء في وقت مبكر من حياتي ، وكان شعوري وقناعتي أن العبء الثقيل الذي يربص على كاهل شعبنا وأمتنا بأشكاله وحجومه ، الذي كان والذي يتوقع أن يكون ، لا يمكن إزالته والتخلص جذريا من آثاره إلا بالتضحية والفداء ، وكنت أردد رأيي هذا بين زملائي من الطلاب في ذلك الوقت ، وكان هذا دافعي للتطوع بين من تطوعوا للقتال في فلسطين عام 1947 ، وكان عمري آنذاك سبعة عشر عاما ، وكانت خيبة أمل لي وللكثيرين ممن تطوعوا آنذاك أننا لم نؤخذ إلى فلسطين ، ولم نحسن الظن يومها بمن لم يستجيبوا لحماستنا ..وعندما جئت إلى الجيش وكنت ضابطا طيارا ، وكنت أعتز بمهمتي كطيار ومهمة كل طيار ومنذ بدء حياتي العسكرية ، كنت أناقش رفاقي في ضرورة أن تشكل الدولة فرقا فدائية من الطيارين ، وكنا نستخدم كلمة الانتحاريين أو الكاميكاز ، وهي الكلمة اليابانية المعروفة ، وكنا نقول ، صحيح أن كل طيار هو فدائي بحكم مهنته ذاتها ، ومع ذلك يجب التفريق بين المهمة العادية على أهميتها وخطورتها وبين المهمة الفدائية التي تقتضي أن يذهب الطيار وينقض على الهدف المعادي فيضرب بطائرته ذاتها سفن العدو ومطارات العدو وأهداف العدو الأخرى فيتحول هو وطائرته وقنابله إلى كتلة متفجرة واحدة ، ومن شأن مثل هذه الهجمات أن تنزل خسائر كبيرة بالعدو وهي مضمونة النتيجة من حيث إصابة الهدف . كما أنها تنشر الذعر في صفوف العدو من جهة وتنبه الشعب وترفع معنوياته وتنمي وعي المواطنين إلى أهمية روح الفداء ، فتتلاحق أمواج الفداء الشعبية ولا يستطيع العدو أن يصمد أمام هذه الأمواج المتتابعة فنكسب قضيتنا ونربح حريتنا ، ويعيش الشعب سيدا في أرضه ــ ويعيش الشهداء خالدين..رحمة الله تعالى على روح معلمنا وقائدنا الخالد فى قلبونا القائد حافظ الاسد..انتهى الاقتباس.
ففي مثل هذا اليوم قبل قرن من الزمان أعدم الإرهابي العثماني جمال باشا السفاح أول قافلة من شهداء الاستقلال العربي في السادس من أيار/مايو عام 1916 علق السفاح الإرهابي العثماني جمال باشا نخبة من المثقفين والمناضلين العرب في دمشق وبيروت على أعواد المشانق في محاولة يائسة من الحكم العثماني لإسكات الأصوات التي تعالت مطالبة بالحرية والاستقلال..ورغم بشاعة هذه الجريمة التي طالت عددا كبيرا من النخب السياسية والفكرية العربية إلا أنها شكلت صرخة مدوية في وجه سياسة التتريك والطغيان التي جثمت على صدر الأمة العربية ردحا طويلا من الزمن استمر لأربعة قرون مارس العثمانيون خلالها أبشع أنواع الاستغلال والاضطهاد..فأصبح هذا اليوم عيداً للشهادة والشهداء، وتوالت بعد ذلك قوافل الشهداء حيث استمرت مقاومة الاحتلال الفرنسي حتى نيل الاستقلال، وتبعتها مواجهة المحتلين الصهاينة في مواقع النضال المشرّف وفي حرب تشرين التحريرية التي شكّلت نقلة نوعية في مسار نضالنا الهادف إلى تحرير الأرض العربية المحتلة واستعادة حقوق أمتنا المغتصبة، وصولاً إلى قوافل الشهداء التي يقدّمها شعبنا وجيشنا الباسل العربي السوريالعقائدي في معركته القومية ضدّ الإرهاب والمشروع التكفيري المدعوم من العثماني الجديد أردوغان ومن أنظمة عربية رجعية تهدف إلى النيل من مواقف سورية القومية خدمة للمشروع الصهيو ــــ أمريكي في المنطقة..وبهذه المناسبة العظيمة من هنا اقتباس:من أقوال القائد الخالد حافظ الاسد في الشهداء:الذي اكد في مناسبات عيد الشهداء في مسيرته النضالية بقيادة حزبنا والدوله السورية قائلا:الشهداء أكرم من في الدنيا و أنبل بني البشر -وكما قال وكم هي الذكرى رائعة ، عيد الشهداء عيد المجد والخلود ، الشهداء هم الشرفاء والقديسون ، لقد اختصروا قيم الحياة الفاضلة وأفعالها المجيدة بكلمة واحدة وفعل واحد هو الشهادة ..ألا نمجد الشجاعة ونمدح الشجاع …؟..ومن أشجع من الشهيد وقد اندفع في مجابهة العدو حتى استشهد غير آبه ، ولا حافل إلا بالنصر .ألا نمدح الكرم ونثني على الكريم …!؟ ومن أكرم من الشهيد الذي قدم دمه كاملا ألا نعظم الوطنية ونكبرها في الإنسان ؟ ومن أكثر من الشهيد وهو الذي استشهد من أجل وطنه .ألا نكبر الأمانة في الناس ؟ ومن أكثر أمانة من الشهيد وقد أدى الواجب بكل أمانة عندما افتدى وطنه .ألا نعشق الغيرية ونطلب أن تكون من صفات الجميع ؟ ومن أكثر غيرية من الشهيد وقد استشهد من أجل شعبه ..أكتفي بهذا وقد ذكرت ما ذكرت مثالا وليس حصرا ، والشهيد الذي لخص في ذاته مجموع القيم الفاضلة وجسدها هو الإنسان الكبير الذي يجب أن ننحني أمام ذكراه تعظيما وإجلالا ..ولأن الشهيد كذلك فهو يمتلك ناصية الخلود ، عندما نتحدث عنه نشعر أننا نتحدث عن أمر كبير محاط بالاحترام ، ولا تنفصل في أذهاننا أبدا ذكرى الشهيد عن التقدير والاحترام فالشهداء أحياء في ذاكرتنا ، سجلاتنا أحياء في بلادنا تاريخنا ، وهم أحياء في ضمير القيم الخلقية الحضارية والإنسانية ..فمن يضارع الشهيد في عظمته ومن يضارع الشهيد في خلوده ..وكما قال أيها الأبناء : لقد آمنت بعظمة الشهادة وأهمية الفداء في وقت مبكر من حياتي ، وكان شعوري وقناعتي أن العبء الثقيل الذي يربص على كاهل شعبنا وأمتنا بأشكاله وحجومه ، الذي كان والذي يتوقع أن يكون ، لا يمكن إزالته والتخلص جذريا من آثاره إلا بالتضحية والفداء ، وكنت أردد رأيي هذا بين زملائي من الطلاب في ذلك الوقت ، وكان هذا دافعي للتطوع بين من تطوعوا للقتال في فلسطين عام 1947 ، وكان عمري آنذاك سبعة عشر عاما ، وكانت خيبة أمل لي وللكثيرين ممن تطوعوا آنذاك أننا لم نؤخذ إلى فلسطين ، ولم نحسن الظن يومها بمن لم يستجيبوا لحماستنا ..وعندما جئت إلى الجيش وكنت ضابطا طيارا ، وكنت أعتز بمهمتي كطيار ومهمة كل طيار ومنذ بدء حياتي العسكرية ، كنت أناقش رفاقي في ضرورة أن تشكل الدولة فرقا فدائية من الطيارين ، وكنا نستخدم كلمة الانتحاريين أو الكاميكاز ، وهي الكلمة اليابانية المعروفة ، وكنا نقول ، صحيح أن كل طيار هو فدائي بحكم مهنته ذاتها ، ومع ذلك يجب التفريق بين المهمة العادية على أهميتها وخطورتها وبين المهمة الفدائية التي تقتضي أن يذهب الطيار وينقض على الهدف المعادي فيضرب بطائرته ذاتها سفن العدو ومطارات العدو وأهداف العدو الأخرى فيتحول هو وطائرته وقنابله إلى كتلة متفجرة واحدة ، ومن شأن مثل هذه الهجمات أن تنزل خسائر كبيرة بالعدو وهي مضمونة النتيجة من حيث إصابة الهدف . كما أنها تنشر الذعر في صفوف العدو من جهة وتنبه الشعب وترفع معنوياته وتنمي وعي المواطنين إلى أهمية روح الفداء ، فتتلاحق أمواج الفداء الشعبية ولا يستطيع العدو أن يصمد أمام هذه الأمواج المتتابعة فنكسب قضيتنا ونربح حريتنا ، ويعيش الشعب سيدا في أرضه ــ ويعيش الشهداء خالدين..رحمة الله تعالى على روح معلمنا وقائدنا الخالد فى قلبونا القائد حافظ الاسد..انتهى الاقتباس.
وبمناسبة قرن من الزمان لعيد الشهداء يتناول بعض المحطات في مسيرة النضالية لـ الجيش العربي السوري العقائدي،مدخل : تاريخ الجيش العربي السوريالعقائدي حافل بملاحم البطولة التي ستبقى حاضرة في ذاكرة الأجيال وهي تتناقل راية الإباء لقد أبى البطل يوسف العظمة وزير الحربية السوري مع رفاقه الشجعان في1920 أن تدخل القوات الفرنسية دمشق من دون قتال فخرجوا لمواجهة معركة محسومة النتائج ونالوا شرف الشهادة والخلود. هذه الروح المقاومة للمستعمر بكل أشكاله استمرت ثورات شعبية متلاحقة قادها رموز الوطن وأحراره, وستبقى أسماء سلطان باشا الأطرش وصالح العلي وإبراهيم هنانو وحسن الخراط وأحمد مريود وغيرهم تحتل مكانة سامية في عقول السوريين ووجدانهم لأنها حققت الجلاء العظيم في 17 نيسان 1946.. وعلى الرغم من قلة العدد والعتاد شارك جيشنا في حرب 1948 وحين تعرضت مصر للعدوان الثلاثي 1956 امتزج الدم السوري بالمياه المصرية باستشهاد البطل جول جمال بعد تدمير البارجة الفرنسية /جان بارت/ فخر الصناعة الفرنسية آنذاك. واضطلع الجيش العربي السوري بدور هام وبارز في تحقيق أول خطوة وحدوية عربية مع مصر 1958، ومع إطلالة فجر الثورة في الثامن من آذار 1963 بدأت مسيرة إعادة بناء القوات المسلحة بما يتناسب وشعار «الجيش للحرب والإعمار»، ووضعت المهمة لبناء جيش عقائدي قادر على مواجهة التحديات، حيث خاضت قواتنا المسلحة حرب تشرين التحريرية التي كانت أهم إنجازات الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد في السادس عشر من تشرين الثاني 1970..عقائدية الجيش العربي السوري: إن تاريخ جيشنا الباسل يشهد له بالتزامه المطلق بعقيدته الراسخة، الأمر الذي تجلى في معارك العزة والفخار التي خاضها جيشنا منذ تأسيسه دفاعاً عن عروبة فلسطين رغم حداثته وقلة امكانياته آنذاك، حيث سطر ببطولات رجاله وتضحياتهم أروع الملاحم في مواجهة عصابات الكيان الصهيوني، وتابع جيشنا مسيرته المظفرة وطرأت على بنيته وتسليحه وعديده الكثير من التطورات في ظل الحركة التصحيحية وقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، ليخوض بعدها حرب تشرين التحريرية ومعارك الاستنزاف وليعيد للعرب كرامتهم وعزتهم ويدفع بالقضية الفلسطينية وجميع الاراضي العربية المحتلة الى المحافل الدولية إعلانا منه بأنه لا تنازل عن اي شبر من التراب العربي طال الزمن أم قصر. ولا ننسى ما قدمه الجيش العربي السوري والقيادة العسكرية والسياسية من دعم واحتضان للمقاومة اللبنانية الى ان تمكنت من تحقيق الانتصار على العدو الصهيوني وطرده من جنوب لبنان عام 2000 وكذلك صمودها المشرف في عام 2006 اثناء العدوان الصهيوني الهمجي على لبنان وقدرتها على إيقاع أفدح الخسائر في صفوفه حيث لم تستطع الصمود امام العقيدة الراسخة التي يتحلى بها رجال المقاومة الوطنية في الثبات والصمود والاصرار على تحقيق الانتصار..ولأن جيشنا الجيش العربي السوري الأبي جيش عقائدي مدرب ومجهز بأحدث الأسلحة والاعتدة ويتحلى أبناؤه بجميع مقومات الصمود والالتزام بالواجب والمهام الوطنية استطاع أن يصمد طيلة سنوات العدوان وتمكن من افشال المشروع الصهيو-أميركي الذي يستهدف المنطقة برمتها، وما زال حتى اليوم ثابتا على نهجه المقاوم، ملتزما بأداء مهامه في القضاء على الإرهاب وإعادة الامن والاستقرار الى كل شبر من تراب الوطن، عدته في ذلك ايمانه العميق بالنصر وبعدالة القضية التي يقاتل من اجلها ويبذل في سبيلها الغالي والنفيس.. إنّ الحالة الوطنية التي يجسّدها الجيش العربي السوري تمثّل أنقى وأرقى وأسمى صور الوطنية الرائعة، تتجلى فيها منظومة القيم الوطنية والتاريخية والثقافية التي تتميز بها سورية حضارياً وإنسانياً ووطنياً، وأنه عندما نتحدث عن الجيش العربي السوري فإنما نتحدّث عن كل هذا الطيف الوطني الذي استجمع قواه وتشكّل في مواجهة العدوان الإرهابي الغادر والحاقد الذي تتعرض له سورية، ولذلك عندما نتحدّث عن الجيش فإننا نتحدّث حكماً عن الشعب، لأن الجيش من الشعب وهو الحاضن له، وكان للتلاحم بين الشعب والجيش الدور الأكبر في صمود سورية وانتصاره..ولا يمكن لجيش في العالم أن يحقق ما صنعه الجيش العربي السوري من انتصارات هي أقرب إلى الإعجاز بكل المقاييس والمعايير العسكرية الميدانية، فقد استطاع الجيش العربي السوري أن يواجه عدواناً إرهابياً مركباً عسكرياً وإعلامياً واقتصادياً وسياسياً، واستطاع جيشنا البطل أن يتصدى ويصمد ويدحر كل أذرع وأساليب وأدوات هذه الحرب العدوانية التي تؤججها وتموّلها وتدعمها أكثر من ثمانين دولة بهدف إضعاف سورية وتفتيت وتشتيت قوتها، لأنها دولة ترفض الضغوط والإملاءات وتحقق التوازن الاستراتيجي في معادلة الصراع العربي الصهيوني، ولأن سورية تمثّل كرامة الأمة وعزتها وضمانة استمرارها، وأن سورية بجيشها العقائدي الباسل وبوعي وبتلاحم أبناء شعبها الأبي وبحكمة وشجاعة قائدها ورمز عزتها وشموخها الرفيق القائد الرئيس بشار الأسد تقدّم للعالم كله حالة وطنية غير مسبوقة في الصمود البطولي الرائع المشرّف أمام أعتى وأشرس هجمة عدوانية إرهابية تتعرض لها دولة في العالم، واستطاعت أن تواجه أشرس أنواع الحروب، وهي حرب الجيل الرابع" الحرب الكونية"، التي تشكل مزيجاً من الحروب التقليدية بكل تكتيكاتها وأساليبها وطرائقها وأدواتها، وقد أثبت الجيش العربي السوري قوته النوعية الفائقة في مواجهة كل هذا العدوان الصهيوني الأمريكي الوهابي وحقق انتصارات مشرّفة رائعة في دحر فلول الإرهاب والتكفير والظلام وسحقها والمضي قدماً في تطهير الأرض السورية من براثن المرتزقة والعصابات الإرهابية المسلّحة لتعود سورية أقوى مما كانت قبل العدوان وأن كل المؤشرات والمعطيات والإنجازات تثبت بشكل مطلق أن الانتصار الأكبر على الإرهاب بات قريباً.
وقبل الختام يمكن القول: يحق لنا أن نفخركعرب احرار بأن جيشنا الجيش العربي السوريالباسل عنوان عزة الوطن ورمز كرامته وسيادته، وان الوعي المجتمعي لأبناء سورية كان الرافعة الأهم في صمودنا وقدرتنا على كسر اعاصير الشر والارهاب والعدوان، فاحتضان الشعب لجيشه وتصميمه على أن يكون الرديف والظهير ساعد الجيش في انجازاته النوعية وفضح تآمر الغرب وخيانة المحسوبين على العروبة والاسلام، وأقول كل من لا يزال متردداً في إلقاء السلاح والانضواء في كنف الوطن لم يعد بعد اليوم مقبولاً أن يستمر المرء في طيشه، فالاصطفاف في خانة أعداء الوطن يورث الذل والتبعية، والسوريون منذ خلقوا كانوا أسياداً ولا يحق لحر شريف أن يستبدل الكرامة والسيادة بالذلة والعبودية، وأنصح اولئك جميعا أن يحتكموا الى لغة العقل وأن يغتنموا دعوة السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم لجميع من ضل الطريق وأضاع البوصلة للعودة الى حضن الوطن، فالدولة كالأم تزعجها أخطاء أبنائها، لكنها تفرح بعودتهم الى جادة الصواب وتستقبلهم بالعطف والحب والحنان والرعاية، وواهم من يظن أن ما تبقى من عصابات قتل وإجرام قادرة على انجاز ما عجزت عنه على امتداد اربع سنوات بدعم شبه كوني، فالحرب بإطارها الاستراتيجي قد حسمت لمصلحة الوطن بهمة رجال الجيش العربي السوري الابطال، ولأولئك الميامين من رجال قواتنا المسلحة الباسلة، ولكل من حمل السلاح دفاعاً عن أمن الوطن و المواطنين على راضيه الطاهرة.
وفي الختام يمكن القول:إن السادس من أيار مناسبة نستذكر فيها شهداءنا الذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن، قاوموا فأحسنوا الأداء، أعطوا فأجزلوا العطاء، وأثمر جودهم بدمائهم استقلالاً وشرفاً رفيعاً، ارتقوا سموّاً في العُلا صوناً لكرامة الشعب والأمة، فأصبحوا نموذجاً يُحتذى للأجيال القادمة على طريق النضال ومجابهة التحديات وحمل المنظومة القيمية في الفداء والتضحية والوفاء، فكانوا صادقين مع أنفسهم عندما لبّوا نداء الوطن، وتسابقوا في أداء واجبهم تجاهه بالدفاع عن حياضه..إننا في ذكرى الشهداء نستلهم معاني التضحية والفداء، لنتابع المسيرة النضالية لتحقيق انتصارات جديدة في سياق نضالنا القومي ولتحرير الأرض اليمنية والسورية وتحرير الجولان العربي السوري والفلسطينية كلها من رجس الإرهاب والإرهابيين، وبقية أراضينا العربية المحتلة واستعادة حقوقنا المغتصبة، وعهداً على تمثّل قيم الشهداء والسير على نهجهم فداء لوطننا وأرضنا التي نعشق ترابها الطاهرفى اي مكان من وطننا العربي..!