728x90 AdSpace

12 مايو 2016

الذكرى الثامنة والستين للنكبة أين الشهداء والاسرى ؟‏

في ذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني لهذا العام ، كما في كل عام نجدد تأكيدنا على تمسكنا بحق العودة الى فلسطين التي أُقتلع منها شعبنا وعومل بقسوة متناهية النظير وشرد الى أصقاع شتى. فهذه النكبة هي ماثلة أمامنا في كل حين لأن تداعياتها ونتائجها نراها في كل يوم وفي كل ساعة. فها هي المخيمات الفلسطينية منتشرة هنا وهناك تدلنا على شعب نُكبَ وطُردَ من وطنه ومن أرضه ولعل المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج هي أبرز شهادة حقيقية على نكبة شعبنا وتداعياتها إضافة الى أولئك الذين هُجّروا الى بلاد الاغتراب المختلفة ولسان حال الجميع يقول متى سنعود الى أرضنا وفلسطيننا الحبيبة.

تمرّ ذكرى النكبة هذا العام في ظل واقع فلسطيني صعب ، مرتبط بالأحداث الإقليمية والتطورات الدولية ، وتزداد الصعوبة مع تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية ، واستمرار الخلاف السياسي الفلسطيني الداخلي ، بدون تقدّم المصالحة ، مع استمرار سياسة الإرهاب والحصار الصهيوني ، وازدياد الهجمة على القدس والمسجد الأقصى ، بالتزامن مع مشاريع صهيونية لضمّ أجزاء من الضفة الغربية ، واستهداف الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948 ، ومواصلة سياسة القتل والاغتيال والتهويد.

مهما تحدثنا تبقى فلسطين البوصلة امام صمود شعب عظيم ، وها هم الاسرى والمعتقلين الابطال يتطلعون لانتصار الكرامة والإنسانية وحفظ الكبرياء الفلسطيني ، ويتطلعون الى العالم ليتحمل مسؤولياته الأخلاقية لا سيما أولئك الذين يتشدقون بالحرية وبحقوق الإنسان والديمقراطية ، وليؤكدوا بمعركة الامعاء الخاوية بانها معركة فاصلة بين الحق والباطل مع المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته الحقوقية والإنسانية. هذا هو الشعب الفلسطيني العظيم الشعب الفلسطيني المجاهد البطل الذي سطر للتاريخ أروع البطولات وأرقي وأشرف المعارك وأكد ويؤكد كل مغرب شمس بأنه شعب لايرضي بالذل والخنوع والخضوع مصمم علي تحرير أرضه مضحي بكل غالي ونفيس في سبيل ذلك في كل يوم يثبت بأنه الشعب الرافض للقيود والساعي الى الحرية والمبادر الى فك وتركيب وتغيير مجريات الاحداث بدون كلل أو ملل .

ولكن يبدو أن العرب لم تعد ذاكرتهم فيها من هذه الأمثال التي تنم عن الأصالة والحمية والكرامة العربية شيء لأنهم على ما يبدوا لا يمتلكون إرادتهم التي أصبحت مسلوبة إلى حد قبولهم بأي أوصاف قد تطالهم من قبل جماهير امتنا العربية المهم هنا بالنسبة لهؤلاء هو الرضي الأمريكي والصهيوني عنهم وهنا من باب التذكير وهنا السؤال لماذا هذا التوافق الصهيوني الأمريكي العربي على شعب فلسطين ؟ ما هو المطلوب من الشعب الفلسطيني لكي تقوم الدول العربية بالقيام بالواجب المفروض عليها ؟ 
وهنا من باب التذكير فقط لا غير حالة من اليأس تسللت إلى عقولنا وقلوبنا ، حالة من الإحباط جعلت من الشعب يقفون بذهول أمام ما يحدث الآن ، حالة مقززة تجتاح تاريخنا النضالي والثوري نتيجة ما يحدث من انشقاقات داخل بيتنا الفلسطيني الواحد ... تبادل اتهامات .. تخوين ... شتم ... مزايدات ... شهادات وطنية تُمنح وأخرى تُسحب ... صراعات أدخلت الإعلام في نفق مُظلم وجعلت منه وسيلة للقذف والتشهير واستباحة المحرمات .
عندما تنظر اليوم إلى الخارطة الوطنية الفلسطينية فإنك ترى المزيد من الجدران .. مزيد من التقسيمات فوق المُقسم .. فبعد أن قُسمت الجغرافيا وأصبحت فلسطين دول .. وبعد أن انشق شعبنا وأصبح لنا حكومتان .. أجهزة إعلام .. أجهزة أمنية تفرض قيودها على المواطن ... مصادرة للحريات .. كبت ومعاناة .. ضرائب ورسوم .. والبطالة .
عندما تجلس لتفكر فيما وصلنا له من أحوال ، فإما أن تهرب نحو الجنون ، أو تهرب نحو الإدمان ، أو تهرب نحو التملق ومسح الجوخ للساسة حتى تعيش وتحصل على ما تبقى من فتات العكعة التي أصبحت عبارة عن سبيل الكُل الوطني من فصائل وأحزاب ومؤسسات وحتى قطاع خاص أصبح طامعاً بأن يكون له وجود على الخارطة السياسية من اجل الكسب الخاص .
الجميع في هذا الوطن يتساءل .. المجنون قبل العاقل .. الغني قبل الفقير ... الفتحاوي والحمساوي ... ابن الضفة وغزة ، ابن القرية والمدينة والمخيم ؟ إلى متى سنظل نتاجر ببعضنا البعض ... إلى متى سنظل سلعة رخيصة للآخرين .. إلى متى سنظل نعيش حالة التخوين الداخلي في فلسطين بكاملها بين فتح وحماس ، بين ضفة وغزة ، وإلى متى سنظل نعيش حالة الصراع والتخوين والجلد ، اذا أحببت فتح ، ولو أحببت حماس سيحقد عليك آخرين ، ولو وقفت في الوسط سيقول عنك الناس أنك بلا مبدأ .. لأنه بالنهاية الكُل فلسطيني ..
المشكلة أننا نتصارع من أجل شيئ ليس بأيدينا ، فصراع فتح وحماس على سلطة وكيان .. كيان تسرقه الصهيونية وتنهب أراضيه ، فيصبح بلا أي معنى لو كان كيان بلا أرض تقف عليها ... 
ولا أمل بمستقبل يضمن الراحة لأجيالنا القادمة .
والسؤال الذي نسأله منذ سنوات إلى متى سنظل ندور في نفس الحلقة ؟؟؟ ، إلى متى سنظل نردد أن الشعب مصدر السلطات ونحن نرفض أن يقول الشعب كلمته في صندوق الانتخابات ، فلو أننا مؤمنين حقاً بصندوق الانتخابات ، لو كنا نؤمن بإرادة الشعب لأصبح حالنا الآن أفضل من قبل ... لكن الحقيقة أن السياسيين والقادة يأخذون الجميع رهائن لأهوائهم ولمشاريعهم الخاصة ولصراعاتهم الحزبية والسياسية .
لقد مل شعبنا صراعاتكم .. وقد مللنا من خلافاتكم ، فإما أن تكونوا على قدر من المسؤولية الوطنية والأخلاقية ، وإما أن تتركوا الساحة لغيركم لكي أن يُعيد الأمل لأطفالنا ولوطننا الذي يموت من القهر والجوع والفقر وفقدان الأمن ، وحالة الانحلال الأخلاقي والاجتماعي ، فأنتم من أعطى الفرصة لكُل من يصنع الفتنة .. وأنتم من سمحتم بالفرقة الفلسطينية ، وأنتم من فرق الشعب الفلسطيني .. 
وأنتم من جعلتم الإحباط يتسلل لكل بيت فلسطيني .
أين نحن من فلسطين ؟ اين نحن بجمودنا . وبطالتنا . و فقداننا . نحن من وافق على مسح الارض بكرامته . اين العمليات الاستشهاديه ؟ اين النضال الوطني الراهن ؟ اين بنادق ؟ اين الحجاره ؟ اين الثوار؟ اين الحريه ؟ اين العالم عنا فقلوب الامهات تحترق ؟ اين نحن من هذا الوطن ؟ اين الاسرى ؟ اين الشهداء ؟ اين ابو عمار؟ اين عبد العزيز الرنتيسي ؟ اين ابوعلي مصطفى ؟ اين ابوجهاد ؟وغسان كنفاني؟وناجي العلي؟ومحمود درويش؟فتحي الشقاقي ؟اين حنظله يا عرب ؟ اين حنظله يا فلسطين ؟ اين حنظله يا ناجي ؟ فقدناه بعدك قسما بعدك ماعاد لنا حنظله !

اين هؤلاء الذين يناضلون بأقلامهم ؟ وهؤلاء بسلاحهم ؟ وهؤلاء بعلمهم ؟ وهؤلاء بعملياتهم الاستشهاديه ؟ وهؤلاء بكل ما لديهم . نحن ما عدنا نحن . ان فلسطين لتخجل منا ؟ عار علينا ؟ ماذا تعني الهويه الفلسطينيه ؟ ماذا يعني انتظار قبول رحله على يافا ارض اجدادنا لمن لا تهمه الحريه ؟ ماذا نعني نحن بعدما صار الصمت برواز لنجومنا ؟ أتــظنوني أحرض؟ وما المشكله في هذا . نعم احرضكم . لأن اقصاكم يحترق . وقدسكم تحترق . وانتم قلوبكم على القدس تحترق . اشتهي لو اقرأ خبر عمليه استشهاديه اعادت الينا روح النخوه والمقاومه . اشتهي لو اسمع خبر بندقيه رفعت نفسها وبدأت تزغرد في سماء الحريه . 
اين نحن من حريتكم المسلوبه المصلوبه المكبله المقيده يا فلسطيني ؟ لن اصمت حتى نعود . لن اصمت حتى نصير عرب . لن اصمت حتى يستعيد العرب امجادهم . بغداد . القدس. دمشق . لن اصمت حتى خلف معتقلي . حتى تحت رخام قبري . حتى بعد الف لثام على فمي . حتى لو افرغتم حبر قلمي ابدا لن اصمت حتى نعود نحن ثوار . حتى نتذوق طعم الحريه ونعزفها الحان الابجديه ونعود نحن الى السجيه . لن اصمت حتى نعود الى ثورتكم . الى نضالكم . الى عملياتكم الاستشهاديه . عودوا كما كنتم وكونوا فخر امتكم .. عندي امـل . . . لن اموت قبل ان اتحرر . . لا اريد ان اموت قبل ان تزورنا الحريه . . 
في ذكرى النكبة نؤكد أن الاسراع في تحقيق المصالحة يعطي دفعات قوية لنضال الشعب الفلسطيني ونقطة الانطلاق يجب ان تكون بانهاء الانقسام،عندئذ فقط يمكن السير على الدرب الصحيح من أجل نجاح المشروع الوطني وانتصاره والتقدم نحو الأهداف المشروعة لشعب أصيل في وطنه المحرر والمستقل.
جمال ايوب
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: الذكرى الثامنة والستين للنكبة أين الشهداء والاسرى ؟‏ Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً