طه العامري
تميزت اليمن عن غيرها من بﻻد الله بكثير من المميزات الجغرافية والتضاريس والمناخ المتعدد والطبغرافية الاستثنائية ..وهذا التنوع التضاريسي والطبغرافي الموجود في اليمن يجعلها بلد حاظنة لكل الخامات السياحية وبالتالي تعد اليمن أهم دولة تملك مقومات الصناعة السياحية ناهيكم عن كونها بحكم مكانتها التاريخية والحضارية بمثابة متحف متحرك تاريخي وجغرافي ، إلى جانب مميزات اجتماعية اخرى تملكها اليمن وهذه العوامل والمقومات مجتمعة كفيلة بجعل اليمن قبلة لسكان الأرض فقط لو أحسن اليمنيين أدارة بﻻدهم وفكروا بها وبشعبها الطيب قبل أن يفكروا بمصالحهم ومصالح احزابهم وقبائلهم وطوائفهم ومذاهبهم ..كثر هم أبناء اليمن الذين يتحدثون بقدر من السخرية عن بﻻدهم مقارنة بأحاديثهم عن دول ومجتمعات اخرى زاروها او درسوا فيها ، ويتجاهلون حقيقة أن كل مصائب ومعاناة هذه الأرض وإنسانها ليس فعل طبيعي وﻻ مكتسب ولكنه نتاج فشل النخب الحاكمة بكل مسمياتها في إدارة البلد وأخراجها من أدران الصراعات المتجددة بفعل رغبة هذه النخب بالسيطرة والتسلط وبغعل غياب الرؤى الوطنية الصادقة والجادة في بناء الوطن وتنمية واستغﻻل طاقات وقدرات المواطن ..
جغرافيا تجد في اليمن السهل والجبل والساحل والصحراء.. وفي اليمن وحدها تجتمع فصول السنة الأربعة في وقت واحد وهذا شيء نادر وليس له مثيل ..نعم هناء ستجد شتاء في صنعاء وصيف في الحديدة وعدن وربيع في المناطق الوسطى وخريف في الهضاب .. وفي اليمن وحدها ستجد فواكه الصيف والشتاء تبتاع في سوق واحد بل ولدى بياعي الخضروات الذين يبيعون لزبائنهم فواكه الصيف والشتاء وهي ظاهرة نادرة ﻻتجدها إﻻ في اليمن ..
تتمتع اليمن بأطول شواطئ بحرية تجمع بين البحر الأحمر والبحر العربي وصوﻻ للمحيط الهندي مرورا بخليج عدن..
اليمن تتمتع ايضا بشعب صبور وشهم وكريم تحكمه وتتحكم به وبسلوكه عادات وتقاليد عربية اصيلة بعكس كل ما تعرضت له بعض القبائل اليمنية من حمﻻت التشهير والتشويه وهي حمﻻت وقغت خلغها قوى وجاهية نافذة وهي ذات القوى التي قامت بالاعمال المنافية لقيم واخﻻقيات القبيلة وعادات وتقاليد المجتمع اليمني في سياق صراع النغوذ والاستقوى ، إذ وظف المتصارعون على السلطة القبيلة وجعلوا منها مصدر شر مستطير بهدف الابتزاز وحسب والتوظيف الرخيص غايته تحقيق مكاسب سياسية..!!
اليمن قد تكون الدولة الوحيدة التي ﻻ تحتاج لرأسمال للبناء والتنمية بل أهم وأقدس ما تحتاجه اليمن هو قيادة وطنية شريفة وصادقة ومؤمنة بقدرة وإمكانيات هذا الشعب في أرضه الطيبة التي فيها من الثروة ما لم تتوافر ﻻي بلد غيرها في كل اصقاع الأرض..
أن في اليمن مجتمع قبلي نعم ، لكن القبيلة في اليمن تحمل من قيم الوﻻء الوطني ما لم تحمله غالبية الاحزاب السياسية التي تتحدث عن المدنية والتطور وهي عاجزة عن مغادرة مربعات الثأرات السياسية وعقد الشعور بالنرجسية الزائفة التي أثمرت حالة من انحطاط فكري وثقافي وبدﻻ من أن تعمل هذه المسميات السياسية والحزبية على كسب ثقة القبيلة وتمدينها وجدنا هذه الأحزاب نفسها قد غرقت في مستنقع الثقافة القبلية الهجينة التي تتبراء منها كل قبائل اليمن الأصيلة ..؟!!
أن اليمن تمتاز بموقع جغرافي ﻻمثيل له وهو موقع يجعل اليمن محل اهتمام وتهافت كل دول العالم ، ناهيكم عن تمتعها بثروات طبيعية هائله تكفيها لو استغلت وفق رؤى وطنية ان ترفع المواطن اليمني اقتصاديا ومعنويا وحضاريا الى نقطة يتجاوز فيه المواطن اليمني أي مواطن اخر في أي دولة من دول العالم بما فيها مواطني الدول الأولى الأكثر دخﻻ واستقرار اقتصادي..!!
بعيدا عن النفط والغاز ، تتمتع اليمن بشواطيء تمتد ﻻكثر من 2200 كيلوا متر وتجمع بين البحرين الأحمر والعربي وبينهما خليج عدن والمحيط الهندي.. وهذا يعني أمتﻻكها ﻻضخم مساحة بحرية متنوعه في تضاريسها كما هي متنوعة بثروتها السمكية واحيائيها البحرية الغنية بأفضل أنواع الأسماك في العالم ..أن الثروة السمكية وحدها كفيلة بتحقيق رفاهية وتقدم هذا الشعب إذا حظى بقيادة وطنية حقيقية وجادة..قيادة صادقة وأمينة ومخلصة ، تفكر لمصلحة هذا الشعب وتعمل من أجل رفعة راية ومكانة هذا الوطن ..قيادة تصلح وﻻ تفسد توحد وﻻ تمزق ، تحقق العدالة بين افراد الشعب وتسن قوانين وتشريعات الزامية للجميع ، قيادة تخدم الشعب والوطن وﻻ تكون سيدة عليهم ، قيادة ، ﻻ تدعي ان شرعية مكتسبة ﻻ من الله وﻻ من رسوله الكريم عليه الصﻻة والسﻻم ، بل قيادة تؤمن انها خادمة لهذا الشعب والوطن وان شرعيتها تستمدها من هذا الشعب من أجل خدمته وخدمة هذا الوطن ..قيادة ﻻ تؤمن بالأنتماء القبلي بل تؤمن ان الوطن كله قبيلتها وﻻ تؤمن بالمنطق المذهبي بل تؤمن أن اليمن كله مذهبها ..قيادة ﻻ تؤمن بالطائفية وﻻ بالمذهبية وﻻبالحزبية المنغلقة بل تؤمن أنها خادمة للشعب والوطن هو مذهبها وعقيدتها وقبيلتها وطائفتها والشعب هو مصدر شرعيتها وانها خادمة له وليست سيدة تستعبده تحت أي راية أو منهج ..
أن مشكلة هذا الشعب تكمن في حكامه ونخبه ورموزه المتعددين الوﻻءات والمشارب والافكار والغايات ، هوﻻء مجتمعين سبب تخلف اليمن الأرض والإنسان وهوﻻء مجتمعين سبب كل ما حصل ويحصل لليمن الأرض والإنسان على مدى خمسة عقود منصرمة ..؟؟!!
أن مشكلة اليمن الأرض والإنسان هي مع كل هوﻻء الذين يعلنون الحروب بأسم الشعب ويعلنون السﻻم بأسم الشعب ، ويفرضون وصايتهم على الشعب بأسم الله تارة والرسول تارة وبأسم الحق الآﻻهي والحق القبلي والحق السياسي والحق النضالي ، مع أن جميعهم ﻻعﻻقة لهم ﻻ بالوطن وﻻ بالشعب وجميعهم يخدعون الوطن ويخدعون الشعب وهم سبب بﻻء الشعب وتخلف الوطن ...؟!
يتبع
