728x90 AdSpace

31 مايو 2016

حتى ﻻنكون مجرد حواظن للجهل والتخلف ..

طه العامري :
في اليمن وحدها تعيش النخب السياسية والفكرية والوجاهية حالة ( جلد الذات ) منذ نصف قرن ويزيد ..هناء حين قامت الثورة اليمنية اعتبر البعض قيامها ( كفرا والحاد ) ..؟!!

وراح من يسمون أنفسهم بالفقهاء والعلماء والوجهاء والرموز الاجتماعية يسوقون بعض المفاهيم القاصرة عن ( الثورة ) في محاولة منهم للإثبات على أنها ( رجسا من عمل الشيطان ) ..؟!!
وقد دفع شعبنا ثمن هذه ( الجهالة ) دم ودموع وآهات .. أﻻ أن أستقر الوضع ولكن بعد أن أسقط رموز مناهضة ( الثورة ) قيم واخﻻقيات الثورة ومشروعها الوطني وأهدافها ولم يبقى من الثورة سوى الأسم .. ؟!!
هناء كانت ( الحزبية خيانة وطنية ) والحزبية ليست أكثر من مجرد مشاريع وايدلوجيات سياسية  تعاملت بها كل شعوب الأرض كوسيلة لتنافس أفراد المجتمعات من خﻻل نخبها الناشطة في تقديم أفضل الطرق والوسائل السياسية ذات البعد البرامجي لخدمة الناس والتنافس على استقطاب تائدهم لهذا المشروع السياسي أو ذاك .،غير أن الفهم القاصر لدى  العامة والفهم الخاطئ لدى الرموز والواجهات الاحتماعية ، اضافة إلى الوسائل الخاطئة التي اعتمدتها القوى الخاملة لهذه المشاريع في طريقة تقديمها للجمهور كل هذه العوامل  حولت الحزبية بافكارها إلى متاهات التخوين ثم التجهيل فالتكفير ..؟!!
 وهكذا كان القومي ( ماسوني ) و الاشتراكي ( ملحد ) وكل فعل أو نشاط وطني ذات اهداف سياسية كان فعل محظور وعمل ﻻ يرضي الله ورسوله ...؟!!
فكانا الوحدو اليمنية ( كفر ) والديمقراطية ( شرك ) بل والدستور ينظر إليه وكأنه من ( الكبائر) ..؟!!!
ناهيكم عن حكاية ( العلمانية ) والليبرالية ) والرأسمالية والاشتراكية ، فكل هذه المفاهيم والمصطلحات قوبلت بحرب شعواء من قبل ( حراس هيكل الاستبداد والتخلف ) ..؟!!
الذين يدركون أن كل طروحاتهم خاطئة ولكن في سبيل الحفاظ الى مكانتهم وامتيازاتهم ومصالحهم تمسكوا بمثل هذه المفاهيم في مهمة اغﻻق الطريق أمام تيارات الحداثة والتنوير ..الذين بدورهم وقعوا في اخطاء قاتلة مرتين الأولى حين راحوا وبطريقة درامية يسوقون افكار الحداثة في مجتمع غارق بالجهالة والتخلف ويعيش في كنف ثقافة التعصب القبلي والمذهبي والوجاهي فيما ثمة قوى أقليمية جاره تسعي ومن اللحظة الأولى لبروز حركة التغير إلى تحويل هذه الحركة إلى وباﻻ على أصحابها وبطريقة تدفع غالبية الجمهور المستهدف إلى ( الكفر ) بكل مفاهيم التحوﻻت الحضارية ..!!
الثاني حين راح رموز الحداثة يتصارعون فيما بينهم وبتناحرون على السلطة والنفوذ الأمر الذي اضعف رسالتهم التنويرية ومكن قوى التخلف والجهل من العودة للواجهة فوق انقاذهم ومن ثم راحوا يرفعوا شعارات الحداثة المفروغة القيم والتأثير ..فكانت ثورة مجرد اسم ووحدة مجرد اسم وديمفراطية مجرد اسم وتعليم مجرد اسم وتحوﻻت اسمية شملت كل الجوانب الحياتية وبرغم قبول المواطن وعلى مضض بكل هذا إﻻ ان قوى التخلف لم يعجبها هذا فأوغلت في طمعها ثم في جشعها ثم انفجر الموقف فيما بينها بعد أن اتسع نفوذ قوى التخلف وتشابكت وتعقدت مصالحها داخل المجتمع وخارجه فاصطدمت ببعضها لتكشف لنا الاحداث فداحة الماسة التي نعيشها والتي دفعنا ثمنها انهارا من الدماء وجباﻻ من جماجم الشهداء ..؟!!
والمؤسف أن الحصاد كان مرا وأن ما جرى على مدى نصف قرن بداء في لحظات وكأنه أكذوبة ، لكن أعظم ما يمكن أن نكون قد حققناه هو أن أقنعة دعاة التنوير سقطت وبدواء أكثر قتامة وتخلف ، واقنعة الاوصايا سقطت فظهروا أسوى من ( مسيلمة وسجاح ) ..؟!!
إذا أجمل ما يمكن أن نستخلصه أن أدوات الصراع الاجتماعي كانوا يكملوا بعضهم وأن توزعوا بين تيارين الأول تقدمي .. والثاني رحعي وفق التعبيرات المجازية ،، إﻻ أن ثمة حقائق تكشفت على وقع الأزمة الراهنة وابرزها أن كل دعاة التقدم ودعاة الرجعية كﻻهما يكمل الأخر وهم وجهان لعملة واحدة هي الوصاية والاستبداد المطلق للشعب والوطن ..؟!!
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: حتى ﻻنكون مجرد حواظن للجهل والتخلف .. Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً