السبئي - دمشق خاص:
أصدرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي بياناً بمناسبة عيد الشهداء ..اليكم نص البيان:
تحتفل جماهير شعبنا وقواتنا المسلحة في السادس من أيار بعيد الشهداء الذين ضحّوا بدمائهم من أجل نيل حرية أوطانهم واستقلالها عبر مراحل التاريخ النضالي لشعبنا العربي الحافل بالملاحم البطولية الخالدة، ففي مثل هذا اليوم قبل قرن من الزمان أعدم الإرهابي العثماني جمال باشا السفاح أول قافلة من شهداء الاستقلال العربي في بيروت ودمشق، فأصبح هذا اليوم عيداً للشهادة والشهداء، وتوالت بعد ذلك قوافل الشهداء حيث استمرت مقاومة الاحتلال الفرنسي حتى نيل الاستقلال، وتبعتها مواجهة المحتلين الصهاينة في مواقع النضال المشرّف وفي حرب تشرين التحريرية التي شكّلت نقلة نوعية في مسار نضالنا الهادف إلى تحرير الأرض العربية المحتلة واستعادة حقوق أمتنا المغتصبة، وصولاً إلى قوافل الشهداء التي يقدّمها شعبنا وجيشنا الباسل في معركته القومية ضدّ الإرهاب والمشروع التكفيري المدعوم من العثماني الجديد أردوغان ومن أنظمة عربية رجعية تهدف إلى النيل من مواقف سورية القومية خدمة للمشروع الصهيو ــــ أمريكي في المنطقة.
أيها الرفاق..
إن ثورة البعث لم تؤسس للحاضر والمستقبل فقط، بل سعت إلى بعث المحطات المضيئة في تاريخنا العربي، وفي مقدمتها التضحية والشهادة، لذلك حظيت الشهادة والشهداء في سورية باهتمام وتقدير حزبنا وقيادتنا التي وضعت هذه القضية ضمن أولوياتها، ورعت أسر الشهداء وكرّمتهم، وحرصت على إبقائها قيمة إنسانية مشرقة للأجيال، فقد كانت الشهادة في فكر القائد الخالد حافظ الأسد "قيمة القيم وذمة الذمم"، وجعل لها عناوين هامة في حياتنا النضالية لاتزال تتواصل في عهد الرفيق الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد الذي يؤكد على رمزية تلك المناسبة المتمثّلة بــ "رسالة الشهادة" فهي أنبل رسالة حملها الإنسان إيماناً بها ودفاعاً عن الأرض والعرض، فإيمانه بها هو إيمان بالله أولاً وبالانتصار وحتميته ثانياً.
كما تمثّل الشهادة في نهج البعث أعلى مراتب القيم الإنسانية، لأنها الغذاء الروحي للأمّة المؤمنة بحقيقة وجودها وثوابت إنسانيتها الخالدة، والشهداءُ هم الأبطال الحقيقيون الذين يرسمون الوجه الأكمل والأبهى لأمّتهم، إذ يعيدون إليها إشعاعات قيم الحضارة ومعنى الحياة الحرّة الكريمة، وهم الأحياء في ضمير أجيال الأمّة وتاريخها الثوري، ودمهم الذي بذلوه دفاعاً عن أوطانهم هو السلاح الذي يعيد للأمّة ألقها ووجهها الأنصع، وهو الذي يؤكد دائماً هويتها النضالية التي عُرفت بها على مرّ التاريخ والأجيال.
أيها الرفاق:
إن السادس من أيار مناسبة نستذكر فيها شهداءنا الذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن، قاوموا فأحسنوا الأداء، أعطوا فأجزلوا العطاء، وأثمر جودهم بدمائهم استقلالاً وشرفاً رفيعاً، ارتقوا سموّاً في العُلا صوناً لكرامة الشعب والأمة، فأصبحوا نموذجاً يُحتذى للأجيال القادمة على طريق النضال ومجابهة التحديات وحمل المنظومة القيمية في الفداء والتضحية والوفاء، فكانوا صادقين مع أنفسهم عندما لبّوا نداء الوطن، وتسابقوا في أداء واجبهم تجاهه بالدفاع عن حياضه.
كما أن عيد الشهداء مناسبة لتعميم ثقافة المقاومة وقيم الشهادة والشهداء وعظمتهم، والوفاء لهم ولنهجهم، وزرع الثقة بالمقاتل العربي الذي يدافع عن وطنه وأرضه وعرضه بعيداً عن الإحباط واليأس اللذين يحاول الإعلام المعادي "الناطق بالعربية" بكل ما يحمله من صفاقة وعدم التزام بأي ميثاق للشرف الإعلامي والمهنية بثّهما في نفوس الشعب العربي والمقاتل العربي الذي يواجه الإرهاب والعدو الصهيوني ومشروعهما في المنطقة.
إننا في ذكرى الشهداء نستلهم معاني التضحية والفداء، لنتابع المسيرة النضالية لتحقيق انتصارات جديدة في سياق نضالنا القومي ولتحرير الأرض السورية كلها من رجس الإرهاب والإرهابيين، ومن أجل تحرير الجولان العربي السوري وبقية أراضينا العربية المحتلة واستعادة حقوقنا المغتصبة، وعهداً على تمثّل قيم الشهداء والسير على نهجهم فداء لوطننا وأرضنا التي نعشق ترابها الطاهر.
تحية لأرواح شهدائنا الأبرار الذين رَووا بدمائهم الطاهرة ثرى الوطن الغالي
تحية لأسر الشهداء ولذويهم، والشفاء العاجل لجرحى بواسل الجيش العربي السوري
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر
والخلود لرسالتنا
القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
دمشق 6 أيار 2016