728x90 AdSpace

4 أبريل 2016

الانتخابات التشريعية السورية الدﻻئل والأبعاد..

أن تجري الانتخابات التشريعية لعضوية مجلس الشعب العربي السوري ، فهذا الغعل له دﻻلته السياسية والعسكرية ، كما هو تعبيرا عن حقيقة الانتصار العربي السوري على أكثر المؤامرات والمخططات الاستعمارية تعقيدا والتي واجهت سورية الارص والإنسان والقدرات طيلة السنوات الخمس المنصرمة وهي المؤامرة التي أتخذت طابعا اجتماعيا وبدت للبعض وكأن ما يجري في سورية هو ( ثورة شعبية) حتى أن البعض راح يكيل التهم الجزافية ضد القيادة العربية في سورية وضد النظام والدولة والجيش معتبرا كل هوﻻء من تعمدوا ( قتل الشعب العربي السوري) وهي مصطلحات أجادت جماعة ( الاخوان المسلمين) في سورية وفي أكثر من قطر عربي في تسويقها ضد الأنظمة التي واجهتها ومنها النظام العربي في سورية والتي عملت جماعة ( الاخوان) على ( شيطنته) تماما كما تعمدت هذه شيطنة خصومها في كل أرجاء الوطن العربي ، مستغلة قدراتها التنظيمية ومهاراتها في الحشد والتنظيم إضافة إلى عﻻقات هذه الجماعة مع المحاور الاستعمارية وتقديم نفسها كحصان طروادة لهذه المحاور التي بدورها استغلت هذه الجماعة وجعلت منها رأس حربة لتدمير أنظمة وقدرات وقناعات وأدوار ، لم تتمكن هذه المحاور منها عبر سلسلة طويلة من المؤامرات والمخططات وعبر سياسة العصاء والجزرة التي استخدمتها المحاور الاستعمارية ضد عددا من أنظمة المنطقة التي تصدت للمشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة لدرجة أن عجزت المحاور الاستعمارية في احتوى أو تدجين هذه الأنظمة وفي المقدمة منها النظام العربي السوري الأكثر صﻻبة في المواجهة والتصدي للمخططات والمشاريع الاستعمارية فكان ( ربيع الاخوان ) هو الوسيلة التي أتخذت منها المحاور الاستعمارية جسرا للعبور نحو أهدافها الاستراتيجية في إعادة تشكيل خارطة المنطقة وهيكلة أنظمة شكلت بوجودها ودورها ومواقفها الكثير من القلق للمحاور الاستعمارية ولحلفائها في المنطقة وفي المقدمة الكيان الصهيوني ، ولم يكن هناك ثمة قوى داخلية عربية تقبل لتؤدي دور ( حصان طروادة) غير جماعة الاخوان التي هي أقرب في سيكلوجية الفكر السياسي للمحاور الاستعمارية منها إلى الواقع الذي تنتمي ، أذ وفيما ترغب هذه المحاور في طمس قيم الهوية والانتماء من الذاكرة الجمعية العربية ، فأن جماعة الاخوان بدورها ﻻتعترف بحقيقة الوجود الوطني وﻻ تؤمن بحقيقة الهوية والوجود القوميين ، وبالتالي فأن حالة الحقد التي تراكمت في ذاكرة هذه الجماعة كانت كفيلة ﻻنخراطها الطوعي في تنفيذ المخططات الاستعمارية على قاعدة أن تحقق النجاح فهم الرابحين وأن واجهوا الفشل هم الرابحين أيضا ويكفيهم في حالة الفشل أنهم كسبوا من جديد ود المحاور الاستعمارية التي كانت قد أنقلبت عليهم بعد أحداث سبتمبر 2001م..
بيد أن إجراء الانتخابات التشريعية في سورية فعل يحمل الكثير من الدﻻﻻت والرسائل السياسية وعلى مختلف المستويات ، وهو الفعل الذي يأتي في سياق التأكيد على انتصار سورية وشعبها وجيشها وقيادتها على روزنامة المؤامرات التي حاول أصحابها من خﻻلها وعلى مدى سنوات إسقاط سورية ، ليس فقط سورية النظام والمؤسسات والقدرات ، بل الهدف كان إسقاط الإرادة العربية والقومية والهوية الحضارية لسورية والدور التاريخي الذي تمثله سورية كحاضنة للفكر والموقف المناهضين للوجود الصهيوني ولكل المشاريع والمخططات الاستعمارية، خاصة بعد أن أيقنت المحاور الاستعمارية بحقيقة أن سورية هي أخر قﻻع الفعل العربي ، وأخر التحصينات القومية التي بسقوطه تفتح كل الطرقات أمام الفعل الاستعماري وأمام المشروع الصهيوني المتعثر أمام صمود وإرادة وممانعة (دمشق) بعد سقوط شبه كلي لكل عواصم القرار العربي في مربع الهيمنة والتبعية الامريكية / الصهيونية..
انتخابات مجلس الشعب العربي السوري الذي بقدر ما يأتي استجابة وتلبية ﻻستحقاق دستوري من حيث التوقيت والفعل فأن هذه الانتخابات تحمل في طياتها رسائل سياسية تشير لنهاية المؤامرة وفشل أصحابها وهزيمة أدواتها ، كما هي تأكيد على انتصار الإرادة العربية السورية ، وتؤحي بفشل المخططات التي ﻻجلها احتشد العالم تحت يافطة الدفاع عن حق الشعب العربي السوري في الحرية والديمقراطية ، وهي مزاعم كاذبة الغاية منها هو تجميل القبح الاستعماري السافر الذي أتخذا من مثل هذه الشعارات مجرد يافطات بغرض الوصول عبرها ومن خﻻلها إلى أهدافه القذرة في كسر الإرادة العربية والقضاء على كل فعل عربي إيجابي يتمسك بحق الشعب العربي في فلسطين وبحق الأمة في الدفاع والمقاومة في سبيل الانتصار لحقوقها الجمعية والجزئية ..
أن انتخابات مجلس الشعب السوري والتي انطلقت إجراءتها قبل أيام تجسد ايضا عن استمرار سورية في صياغة قرارها الوطني المستقل وعدم خضوعها كالعادة ﻻي ضغوطات خارجية ، أذا ما أدركنا أن هذه الانتخابات تأتي مع دخول سورية معترك الحوار السياسي الذي يجب أن يكون سوريا - سوريا بأمتياز ، وهو ما لم تكون ترغب به محاور النفوذ التي تسعى وتحاول أن تحقق من خﻻل وعبر المفاوضات السياسية التي تشترط أن تتم برعاية دولية ، ما لم تحققه من خﻻل الحرب والمؤامرة طيلة سنوات..؟
وهذا الخيار اسقطته الإرادة العربية السورية التي فرضت خياراتها في إجراء هذا الاستحقاق الدستوري في موعده القانوني المعبر عن حضور وقوة الدولة ومؤسساتها السيادية بعيدا عن سفسطائية أصحاب المشاريع التأمرية المعترضين على فكرة تكريس الدولة السورية لدورها وواجباتها السيادية تجاه مواطنيها واستحقاقات دستورية وقانونية تعبر عن قوة وحضور الدولة السورية بعيدا عن ثقافة الانتقاص والتهميش التي يسوقها البعض في سبيل الوصول إلى أهدافهم من خﻻل فرض روزنامة من الشروط أولها وأخطرها ما يسمى بتشكيل ( الهيئة الانتقالية) التي يراد منها أن تصبح بديﻻ عن الدستور والقانون ، بل وبديﻻ عن النظام والدولة والسلطة في سورية ،ليتسنى ﻻحقا لهذه الهيئة المزعومة إسقاط الدولة والمؤسسات وهو ما لم يتحقق من خﻻل سنوات الحرب.،؟ 
طه العامري
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: الانتخابات التشريعية السورية الدﻻئل والأبعاد.. Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً