جمال ايوب
إن فتح معبر رفح من قبل السلطات المصرية ، مرهون بتولي السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن المعبر ، وانتهاء سيطرة حركة حماس عليه.
آن الأوان ياحركة حماس ، لوقفة مع النفس والضمير والمصلحة العليا ، إن لم يكن لدوافع وطنية وتقدمية ودينية ومقاومة ، فلاعتبارات إنسانية تتعلق برفع المعاناة عن هذا الشعب المنكوب ، هل لا تكفيه نكباته المتلاحقة على أيدي أعدائه العدو الصهيوني . آن الأوان تحييد معبر رفح ، وإخراجه من التجاذبات السياسية والحزبية والفصائلية ، والكف عن النظر بوصفه كمصدر للجباية ، أو كينبوع للإثراء غير المشروع ...
فهذا شريان حياة وحيد ، لشعب دفعوا أكثر من غيرهم من أشقائهم ، ضريبة الدم والصمود في وجه آلة العدوان والاستيطان والعنصرية ، فهل هذا هو جزاؤهم عند أبناء جلدتهم ، وهل هكذا تكافئ حماس أبناء غزة ؟ مطلوب اليوم ، وأكثر من أي وقت مضى ، وقف اختطاف أهل القطاع لتحقيق أغراض سياسية ، سواء في الصراع الفلسطيني الداخلي ، أو في العلاقة مع جمهورية مصر العربية ...
مطلوب اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، التوقف عن استخدام معاناة الفلسطينيين الإنسانية لتحقيق مكاسب إضافية أو مزايا ، أو لاستعادة مكاسب وأدوار مفقودة أو ضائعة. من جديد تعود ازمة معبر رفح للصدارة من بين غيرها من الازمات ..
بينما تلوح بالأفق مقترحات جديدة لحل الازمة ، في سبيل التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة , و تسهيل سبل التنقل من و الى القطاع ، الذي يعاني حصار خانق منذ عدة سنوات ، بعد سيطرة حماس على القطاع ،بما في ذلك استلام مسؤولية العمل في معبر رفح ، و من ثم تفاقم الازمة بشكل كبير ،
عندما توترت العلاقة ما بين مصر و حركة حماس ، ترتب على ذلك اشتراط مصر ان تستلم السلطة الوطنية العمل في المعبر وترفض ان تسيطر حماس على المعبر ، من جانب اخر ترفض حماس رفضا قاطعا تسليم المعبر الى السلطة بدون ان يكون هناك نوع من المشاركة من قبلها ، بذريعة ان لهم الحق في البقاء كقوى امنية من واجبها القيام بمهامها في اماكن تواجدهم سواء في المعبر او أي من الوزارات و الجهات الحكومية . و بين الحين و الاخر تخرج تصريحات من حركة حماس ، تدعو الى استلام السلطة لمعبر رفح تحت شرط الشراكة و المناصفة ، كشرط رئيسي للنظر في أي مقترح لانهاء هذه الازمة ،
كان هناك مقترح بتسلم المعبر الى السلطة الفلسطينية ، و قدمت حركة فتح ترحيبا ايجابيا بهذا العرض الذي يضمن وضع نهاية لمعاناة سكان قطاع غزة ، و من شأنه ان يخفف بحد كبير الحصار المفروض على القطاع ، لكن حركة حماس عارضت المقترح و بقوة بذريعة حماية المقاومة ، و جملة من المبررات الواهية التي لا تخدم أي مصلحة وطنية ، وتزيد حياة المواطنين تعقيدا وبؤسا . ان مواقف حماس , لا تصب في مصلحتها ابدا ، ولا يزيد من رصيدها الجماهيري شيئا ، بل على العكس ، ان نقمة المواطن على الوضع المعيشي المتدهور الذي تفرضه حماس بقوانينها و تعنتها و احتكارها القطاع بكل مناحي الحياة فيه ، تزيد من سخط الشعب عليها ، رافضا ان يعيش تحت رحمة المناكفات الحزبية ، وانه لابد من ان يطالب بحقوقه بالعيش بكرامة ، وان يضمن التنقل الحر بدون قيود و لا معوقات تفرض عليه ، و لعل حملة سلموا المعبر الاخيرة ، نموذجا من قبل شريحة واسعة من سكان غزة ، طالبت حركة حماس بضرورة الموافقة على تسليم المعبر للسلطة او التجاوب مع أي مقترح يهدف للتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة ، الذين سئموا موقف حماس المعتاد ، الذي يبرز تعنتا واضحا ، ازاء أي مبادرة وطنية للتخفيف من معاناة شعبنا . أن رفض حركة حماس تسليم المعابر للسلطة الفلسطينية ، هو يعرقل فتح المعبر وعمله بشكل متواصل ودائم ، أن طبيعة أزمة معبر رفح مع الأطراف المعنية تقتضي على حركة حماس تسليم المعبر ، وتحميل المسؤولية الكاملة للسلطة الفلسطينية بإدارته كونها المسئول عن قطاع غزة.