728x90 AdSpace

1 ديسمبر 2015

سوريا تحارب الإرهاب .. ولا تنتظر نتائج الفانتازيا

مع استمرار الحرب على سورية .. لا تزال دمشق القلعة السورية عصية وصامدة, و سيفها الدمشقي يذود عنها, و أهلوها صامدون و يلتفون حول قائدهم الرمز الحكيم الخبير والصابر سيادة الرئيس بشار الأسد, و حول جيشهم الباسل الذي لم يتوقف عن بذل التضحيات و الدماء الطاهرة و قوافل الشهداء.

فحرب الولايات المتحدة الأمريكية على سورية مستمرة, تستهدف إعادة رسم خرائط المنطقة و العالم لخدمة مشروعها الكبير في السيطرة على العالم.
لقد دفعت بحرب ٍ مركبّة ثنائية الحوامل.. أولهما عسكري ٌ بقوامه الإرهابي المسلح , والثاني فكر ٌ تكفيري إرهابي .. فكانت حربا ً مبتكرة لم يعرف التاريخ مثيلا ً لها .
حربا ً ألبسوها ثوبا ً سياسيا ً وحراكا ً شعبيا ً مزيفا ً فكانت بلا مضمون و بلا إستراتيجية, اعتمدوا فيها على استنباط شخصيات ٍ محلية أقل ما يُقال فيها جماعة الكفر الوطني, فدعوها "معارضة" و "معارضة مسلحة" و "معارضة معتدلة"....الخ . و الأنكى أنهم دعوها " ثورة ً و ثوار" .
أربع سنوات و نصف و لم يقدّم هؤلاء المجرمون برنامجا ً أو خطة ً أو فكرا ً.. و لم يُعرف لهم توجها ً أو فكرا ً أو حتى قضية ..!! انهم قادة "معارضة مسلحة" و لا يمونون على إرهابي واحد .. إنهم شخصيات ٌ إعلامية تلفزيونية و رواد فنادق فخمة في أوروبا و تركيا و قطر و مصر – بالمجان – لا يعرفون سوى الصراع و التصادم على كرسي في مجالس العار التي ابتدعها لهم أسيادهم.. إنهم خونة و بائعوا أوطان ليسوا إلاّ .
لقد وصل الغزاة عسكريا ً الى الحائط المسدود أمام تعاون و مشاركة المقاومة و الدولة الروسية العتيدة , بالرغم من التسليح النوعي والتمويل اللا محدود , و استقدام مزيد الإرهابيين من كافة أنحاء العالم .. فأخذوا يتحدثون عن الحل السياسي بعدما علت صيحات خوفهم من إرتداد الإرهاب نحوهم و حيثما صنّعوه .. وبعدما ضرب حيثما ضرب في بطونهم و في عقر دارهم, و روّع مواطنيهم و حصد أرواح الكثيرين منهم.
لقد تحالفوا لمحاربة الإرهاب! .. فكان سلاح الجو وسيلتهم , و الضربات الوهمية و التجميلية تُميز أدائهم ..
ابتدعوا حلولا ً سياسية في مؤتمرات شكلية , تعتمد على نيل ما عجزوا عنه في الميدان ليكون مكسبا ً على طاولة المفاوضات .!؟.
اكتشفوا عقم خطة ديمستورا و ما تُخفيه .. فتوقفت محركات الأدمغة الأمريكية فكانت حاجتهم لبعض الوقت ضرورة علّهم يبتكرون ما يسعفهم للمتابعة تحت الصفيح الساخن فكان استمرار استنزاف الدولة السورية قرارا ً .. لذلك عادوا الى اسطوانة المعارضة المشروخة , و التصويب على شخص الرئيس .. فأفسحوا المجال – مخادعين – للدولة الروسية أن تحاول ايجاد حل سياسي عبر رعايتها مبادرة ً للحل و جمع السوريين على طاولة .. دون أن تتخلى الولايات المتحدة عن إحكام قبضتها على خيوط تحريكهم.
فالدولة الروسية لم تأن جهدا ً لترتيب اللقاءات و الحوارات و المؤتمرات , و إنتظرت طويلا ً إنتهاء عمليات البحث الأمريكي الحثيث لإيجاد أو تصنيع أو تلميع وجه بعض التنظيمات الإرهابية , و سعيها عبر عملائها في قطر و السعودية و تركيا , لتقديم لائحة ٍ " مقبولة " يمكن وصفها بالإعتدال ولا تشملها لوائح التنظيمات الإرهابية أمميا ً و دوليا ً , بالإعتماد على الخداع والنفاق و دفع الأموال والرشاوى , لتختتم بها مرحلة الفانتازيا , و نحن على أبواب الجولة الثانية لمؤتمر فيينا , إذ يأتي إطلاق و تحرير العسكريين اللبنانيين الذين إختطفوا على يد تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي مدة ستة عشر شهرا ً, بوساطة ٍ قطرية ؟ تحت هذا السياق .
و من الواضح حتى اليوم أن لا حل في الأفق و الحديث عن نضج الحلول و الرؤى باتجاه التسويات هو خيال , خاصة ً بعد الحماقة التركية و إسقاط الطائرة الروسية المدبر و مسبق التخطيط , و الردود الروسية القوية على مستوى نشرها منظومة صواريخ S400 و وضع الطراد موسكوفا لضمان تأمين الحماية لأجواء اللاذقية , و تزويد طائرات ال سو 34 بصواريخ جو - جو , بالإضافة إلى تخلخل الموقف الأوروبي , بعد لجوء فرنسا لتغيير نظرتها و سياستها – إن كانت صادقة – للحرب على الإرهاب و بدت أقرب إلى الموقف الروسي و تحالفه الدولي الواسع الذي يسعى إلى تشكيله , في الوقت الذي تعلن بريطانيا و ألمانيا عن دخولها الفعلي في الحرب على " داعش ", فيما لا تبتعد كثيرا ًمواقف إسبانيا و إيطاليا و بلجيكا عن نظيراتها في أوروبا , وسط إمتعاض اسرائيلي و أمريكي , و تأكيد الرئيس أوباما أن الوقت ليس مناسبا ً لتوحيد الجهد العسكري مع روسيا حاليا ً , ناهيك عن التعنت السعودي و الإماراتي و التركي , و إصرارهم على دعم التنظيمات الإرهابية .
كما أن تقدم الجيش العربي السوري و استمراره بحصد الإنتصارات و الإنجازات في الريف الشمالي لمدينة اللاذقية و الريف الشمالي و الشمالي الغربي لمدينة حلب , قد صعّب مهمة التنظيمات الإرهابية و جعل صفوفها تهتز تحت ضرباته الموجعة , الأمر الذي جعل الإرتباك و الخوف و الهروب عناوينا ً لتحركاتهم .
أي أجواء تسبق جولة فيينا القادمة !؟ 
لا يملك السوريون أدنى شك بفشل الجولة القادمة , على الرغم من تفاؤل البعض بما تحقق في الجولة السابقة كالتوافق على وحدة الأراضي السورية و الحفاظ على عمل مؤسساتها , و علمانيتها و عديد الخطوات التي تفضي إلى تشكيل حكومة وطنية خلال ستة أشهر و إجراء الإنتخابات الرئاسية خلال 18 شهرا ً .
أي بارود ٍ اكتشفه العالم.. إذ يُجمع على وحدة سوريا و علمانيتها !؟ و أي معارضة ٍ تلك التي ستساهم في فرضها كنتائج لمشاركتها في الحوار , فهل حافظت سوريا على وحدتها بفضل تاّمرهم وحقدهم ؟ أم بفضل صمودها و بسالة من دافع عنها .. و هل رأى العالم و معه من سُمي ب " المعارضة " أن التوافق على علمانية الدولة السورية فيه من الذكاء و الإبتكار ما فيه !؟ و ما الجديد الذي أتوا به ؟ 
من السخيف بمكان أن ينتظر السوريون من دفع بوطنهم في مهب الريح , وها هو الاّن سيحمل السلام و الخير له ؟ أو يمنحوا المبتدئين وعديمي الخبرة أحزابا ً أوهيئات أو شخصيات " معارضة " - حتى لو كانت وطنية –  الفرصة لتقرير مصير الوطن في أخطر و أدق مرحلة ٍ في تاريخه , و ما تحتاجه من الخبرة و القوة !؟.
كان الحري بالكثيرون أن يؤجلوا أحلامهم و أمانيهم و طموحاتهم , و يقفوا مع دولتهم و جيشهم و شعبهم , و يكونوا السند القوي لحين إبعاد المخاطر و إتمام عملية إنقاذ البلاد.
يبدو أن الكثيرون لم يتعلموا مما يرونه بأم العين , فكل من يبحث عن إنتصاره في هذه الحرب يبحث عن الشريك على الأرض , فلماذا يحلقون في سماء من أرادها خرابا ً و تدميرا ؟؟ و لا يرون الدولة و الجيش العربي السوري القوة الوحيدة و القادرة على محاربة الإرهاب و القضاء عليه !
المهندس : ميشيل كلاغاصي 
1 \ 12 \ 2015
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: سوريا تحارب الإرهاب .. ولا تنتظر نتائج الفانتازيا Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً