جمال ايوب
فى زمان استشرى فيه الظلم وكثر حتى اصبح الظلم شيئا عادى لا يخاف منه احد ومن صور الظلم وأبشعها ظلم الاجير وابدأ بهذا الحديث العظيم الذى كاد ان يخلع القلوب ورب السموات وقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي (عليه الصلاة والسلام ) قال . ((قال الله عز وجل . ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة . رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره )) .
كل الأنظمة والقوانين والمواثيق حفظ حقوق العمال ، وجعل العلاقة بين صاحب العمل والعامل ـ أو الموظف أو الأجير ـ تحكمها قاعدة واضحة وهي , أنه على الأجير أن يحسن عمله على الوجه الأكمل ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم .
( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)
الى صاحب العمل الّذي ينظر إلى العامل على أنه مجرّد آلة تعمل عنده ، ولا يوازن بين مصالحه ومصالح هذا العامل . فالله خلق أبناء آدم أحراراً وإنما الرق طارئ لأسباب الكفر والضلال وإلا فالأصل أنهم أحرار لهم حقوقهم الواجبة ومن صور ظلم العمال والخدم والمستأجرين تكليفهم مالا يقدرون عليه ولا يستطيعون القيام عليه وتهديدهم إن قصروا بقطع شيء من المرتب ونحو ذلك ، وهذا من أنواع الظلم ..
أنتم يا من يطلق عليكم المثل أنكم خلقتم وبأفواهكم معالق من الذهب
ولا تفقهون أي شيئا بالحياة سوى استعباد البشر
أحدكم تركت أمه له المال وهو لا يفقة الألف من الياء وأصبح مديرا يستعبد الناس
وبعضكم ورث والده وأصبح متحكما ومسيطرا على بعض الناس
ماذا تعتقدون أنفسكم ؟
هل صدقتم أنكم أسيادا ؟
تتعاملون ببهائمية وعنجهية مع بشرا طرقوا أبوابكم
هم أرقى منكم بعقليتهم وليس بأموال أبائهم
هم مميزين بثقافتهم لكن الزمن الأحمق أوقعهم فريسة لقطعان البهائم مثلكم
استعبدتموهم ما ألقيتم لهم بالا وهم يتألمون من قسوة معاملتكم لهم
تحملونهم فوق طاقاتهم وليس هذا
يعودون لبيوتهم وهم لا يستطيعون حمل أرجلهم بل يسيرون ومن التعب والإرهاق لا يعرفون بأي اتجاه يسيرون وعندما يرغبون بإقتناص فرصة للراحة ويخلدون للنوم
تنهالون عليهم باتصالاتكم وبأصواتكم التي تنهق كما ينهق ؟؟؟ بطلباتكم السخيفة
ليس لضرورة هذه الطلبات لا بل لأنكم عشقتم استعباد الناس
حتى الكلمات تشمئز من أن تسطر فيكم اى حروف
لأنكم أقل من أن تكتب الحروف لتصفكم وتصف قذارة أخلاقكم
من أنتم لتلقون كل يوم بإنسان ببئر الإحباط
ومن أنتم لتجعلوا إنسانا آخرا يتذوق كل يوم مرارة اليأس من جراء تسلطكم الأحمق
جعلتموهم يكرهون الحياة وذلك بسبب مرض نفوسكم المتميزة بحب السيطرة
لا تشعرون بدموعهم التي تأبى أن تنزل لأن كرامتهم فوق كل شيء
وانتم تضعون أرجلكم فوق بعضها البعض ولا تفقهون شيئا إلا عليك يا فلان أن تفعل هذا وهذا
وانتم متأكدين انه لن يستطيع الرفض
كيف يرفض وخاتم سليمان بأيديكم
وانتم تتحكمون بأكله وشربه
ماذا يفعل هذا الشخص أمام حماقتكم سوى التحمل فهو الذي يعيل أسرته وهو الذي مطلوب منه توفير كافة الاحتياجات
ماذا يفعل وهو مطلوب منه توفير الحياة لمن معه
لكنكم سلبتموه الحياة
ليس حقدا عليكم ولكن رأفة بهؤلاء فهم بشرا أجسامهم ليست من حديد يريدون الراحة من حقهم الليل ليرتاحوا
ولكن انتم سلبتموهم حتى من هذا الحق
لماذا ألانكم تلقون إليهم ببعض النقود ؟
استخسر تم بهم هذه النقود أردتم استردادها فقررتم أن تستردوها بسلب الراحة من عيونهم
وأنتم فاتحين أفواهكم تضحكون لأنكم تعتقدون أنكم حطمتم نفسياتهم
لكن لا فأنتم تضحكون لأنكم لن تستطيعوا أن تصلوا لمثل هذا النوع من البشر الذي تميز عنكم يا من اتخذتم البهائمية صفاتكم
وصدقتم أنكم أسيادا ولكن الحقيقة أنكم أسيادا على قطعان الماشية وليس على مثل هؤلاء البشر وحطمتم الرقم القياسي بتخلفكم ..
الى متى كل هذا الظلم؟
متى تنتهي هذه المعاناة؟
متى تتحقق بعض مطالبهم؟