السبئي -موسكو:
أعلنت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية أن انفجار عبوة ناسفة هو سبب سقوط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء نهاية الشهر الماضي.
وقال مدير الهيئة الكسندر بورتنيكوف خلال اجتماع أمني اليوم في الكرملين بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “إن فحص الحقائب الخاصة بركاب الطائرة وأجزاء من حطامها سمح بالعثور على آثار مواد متفجرة ما يؤكد أن انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع على متنها هو ما أدى إلى تحطمها فوق سيناء”.
وأضاف بورتنيكوف “إن الخبراء قدروا قوة العبوة الناسفة بكيلوغرام واحد من مادة التروتيل وهو ما يفسر تساقط أجزاء الطائرة على مساحة واسعة”.
من جهته اعتبر بوتين أن تفجير الطائرة هو من ضمن الأعمال الإرهابية الأكثر دموية فى تاريخ روسيا مؤكدا أن موسكو “ستجد الإرهابيين الذين قاموا بتفجير الطائرة في أي مكان في العالم وستعاقبهم”.
وقال بوتين “إنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها روسيا أفعال الإرهابيين البرابرة ونحن يجب أن نعرف الفاعلين بأسمائهم وسنلاحقهم في كل مكان قد يختبئون فيه وسنجدهم في أي نقطة في العالم وسنعاقبهم”.
وأوعز بوتين إلى جهاز الاستخبارات بالتركيز على البحث عن المتورطين في الجريمة وحذر من يحاول مساعدة الإرهابيين بأنه سيتحمل كامل المسؤولية عن انعكاسات ذلك.
وشدد بوتين على أن الضربات الروسية الموجهة ضد الإرهابيين في سورية “يجب أن تتواصل وتزداد كثافة لكي يدرك المجرمون أن الانتقام لا مفر منه” داعيا وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة إلى تقديم المقترحات المناسبة بهذا الشأن ومراقبة سير العملية.
وأعلنت هيئة الأمن الفيدرالية في بيان أن الهيئة وقوات الأمن تقوم باتخاذ الإجراءات للبحث عن الأشخاص المسؤولين عن تفجير الطائرة الروسية مضيفة إن السلطات الروسية “ستدفع 50 مليون دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات ستساعد على القبض على المجرمين”.
بدوره أعلن وزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف اتخاذ كل الإجراءات لتعزيز الأمن في أماكن ونقاط التجمعات العامة لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية مستعدة لكل التعقيدات التي قد تنجم عن التهديدات الإرهابية ولديها الخبرة لصدها.
وأشار كولوكولتسيف إلى أن الوزارة تنفذ مجموعة من العمليات بالتعاون والتنسيق الوثيق مع الأمن الفيدرالي للعثور على الأشخاص المتورطين بالنشاط الإرهابي وقال “إن البحث عن الأشخاص المتورطين بالنشاط الإرهابي يجري بصورة مستمرة ونتائجه يعلنها ممثلو لجنة مكافحة الإرهاب”.
من جهتها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن البدء في تنفيذ توجيهات الرئيس الروسي بالتعاون مع كل الشركاء الدوليين للعمل على اعتقال ومعاقبة المجرمين المتورطين في الحادث الإرهابي الذي استهدف الطائرة الروسية في مصر.
وكانت طائرة تابعة لشركة كوغاليم أفيا الروسية من طراز ايرباص 321 تحطمت فوق شبه جزيرة سيناء في 31 من الشهر الماضي خلال قيامها برحلة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ ما أدى إلى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها هم 217 راكبا وأفراد الطاقم السبعة.
مجلس الدوما الروسي: تقسيم الغرب للإرهابيين بين معتدلين ومتطرفين يشكل خطرا حقيقيا
إلى ذلك أكد مجلس الدوما الروسي أن تقسيم الغرب للإرهابيين بين معتدلين ومتطرفين يشكل خطرا حقيقيا على أمن العالم بأسره.
وقالت النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس سفيتلانا جوروفا “إن مغازلة الإرهابيين من قبل بعض الدول الغربية وتقسيمهم إلى جيدين وسيئين يعتبر خطرا حقيقيا” داعية إلى تشكيل تحالف دولي فوري لمحاربة الإرهاب.
وأشارت جوروفا إلى أن “استخدام الجماعات الإرهابية كقوة لإسقاط الأنظمة غير المرغوب فيها هو عملية محفوفة بنتائج سلبية”.
وأضافت إننا “نرى في حالة ليبيا والعراق والآن سورية حيث استبدل التحالف الغربي محاربة الإرهاب برغبته في إسقاط الرئيس السوري المنتخب شرعيا مهما كلف ذلك لأن أوروبا اليوم تدفع ثمن مثل هذه السياسة قصيرة النظر لواشنطن”.
بدوره أكد نائب رئيس مجلس الدوما سيرغي جيليزنياك الحاجة إلى التخلي عن “عقلية التكتل” ودعا إلى التوحد لمحاربة الإرهاب قائلا خلال مناقشته مشروع البيان المقدم إلى المجلس حول تشكيل تحالف دولي فوري لمكافحة الإرهاب إنه “يتعين على زعماء دول العالم أن يفهموا أنه من المستحيل الجلوس براحة والافتراض بأن خطر الإرهاب لن يصل إلى أراضيهم”.
وأضاف البرلماني الروسي “عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب والسياسة الخارجية فإنه يجب تجاهل التفكير بالتكتل وبالمصالح السياسية الضيقة والآنية” معربا عن أمله في “أن تتغلب العقلانية والتوحد بين جميع البلدان في مجال مكافحة الإرهاب على الطموحات السياسية لبعض قادة الدول”.
