728x90 AdSpace

1 نوفمبر 2015

خطاب السادات بالكنيست الصهيوني..هل ينسى التاريخ؟!

بقلم :هشام الهبيشان .
 عندما نتناول قضايا الصراع العربي -الصهيوني ، ودور أنظمة الحكم الشمولية في الوطن العربي في التأثير بمجريات هذا الصراع ، وعندما نحاول استبصار دور هذه الأنظمة العربية الشمولية بالتاثير على هذا الصراع بطريقة معرفية سياسية واضحة، وعندما نضع الخطوط تحت السلبيات ونحاول اظهار الاخطاء حتى تكون نقطة الارتكاز والاتطلاق ، وهذا يأتي من باب أننا لسنا ناقدين بل نريد البناء وتصحيح  وتعريف الاخطاء التاريخية .

اليوم ،وفي ظل ما تعانيه فلسطين وشعبها كل فلسطين وفي ظل الصمت العربي الرسمي وغياب كامل للمواقف العربية ،هناك واقع مؤلم و هناك حقيقة لا يمكن لمتابع لمسيرة الصراع العربي -الصهيوني منذ 1948 ولليوم ان ينكرها ، وهي أن مساحة المناوره امام العرب أصبحت ضيقة بهذه المرحلة، وهذا الموضوع لم يعد يخفى على احد ، فبعد خروج مصر من دائرة الصراع العربي - الصهيوني ، وتحديدا في 17 سبتمبر عام 1978، الذي تم به توقيع "اتفاقية كامب ديفيد" بين الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بحينها"مناحيم بيجن"، وذلك بعد 12 يوما من المفاوضات في المنتجع الرئاسي "كامب ديفيد" في ولاية ميريلاند القريب من عاصمة الولايات المتحدة واشنطن ، فمنذ ذلك التاريخ تغيرت ملامح هذا الصراع.
ففي 19 نوفمبر 1977، توجه السادات إلى الاراضي الفلسطينية المحتلة ووقف في اليوم التالي في 20 نوفمبر، أمام الكنيست، الصهيوني، ليخاطب الشعب الصهيوني من هناك قائلآ: "السلام عليكم ورحمة الله، والسلام لنا جميعا، بإذن الله، السلام لنا جميعا، على الأرض العربية وفي إسرائيل، وفي كل مكان من أرض هذا العالم الكبير، المعقد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادة، المهدد بين الحين والحين بالحروب المدمرة، تلك التي يصنعها الإنسان، ليقضي بها على أخيه الإنسان ".
لقد وضع السادات بكلماته هذه ، كل شعوب الأمة العربية التي كانت ترتكز حينها على مصر العربية ، كقاعدة أرتكاز وقوة بصراع هذه الأمة مع الكيان الصهيوني، وضع هذه الأمة أمام استحقاق خطير جدآ بتلك المرحلة، وخصوصآبعد ألانجازات التاريخية لسورية ومصر بمعركة تشرين التحريرية "1973"، فقد أنهى حينها السادات هذا الصراع بين العرب والكيان الصهيوني بشكل أو بآخر، وهذا ماجاء واضحآ بخطابة للشعب الصهيوني من على منصة الكنيست الصهيوني ويكمل هنا ويقول :" وقد جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين، لكي نبني حياة جديدة، لكي نقيم السلام ،وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا، مسلمين ومسيحيين ويهود، نعبد الله، ولا نشرك به أحدا، وتعاليم الله ووصاياه، هي حب وصدق وطهارة وسلام ".
حديث السادات بحينها بالكنيست الصهيوني حمل مجموعة رسائل وأولى هذه الرسائل كانت للفلسطينيين ومضمونها أن الفلسطينيين سيتركون لوحدهم بهذا الصراع مع الكيان الصهيوني ،ويسجل التاريخ هنا مجموعة حقائق بتلك المرحلة تحديدآ ، ومنها أعتراض السوريين وبعض العرب على نية السادات زيارة الاراضي الفلسطينية المحتلة، وكيف ان السادات حاول تبرير موقفه للسوريين، وكيف ان السوريين رفضو كل هذه المبررات ، ويسجل هنا التاريخ كذلك جميع الاتصالات السرية، حيث تم إعداد لقاء سري بين مصر وإسرائيل في المغرب، تحت رعاية الملك الحسن الثاني، التقى فيه وزير الخارجية الإسرائيلي، موشى ديان، وحسن التهامي ، وكيف ان السادات حصل على التأييد الكامل ، من شاه ايران ، والنظام السعودي ، للقيام بخطوة مذلة تمثلت بالقاء خطابه المذل امام الكنيست الصهيوني، وما سبق كل ذلك من حديث للسادات أمام مجلس الشعب المصري، وحديثة عن رغبته واستعداده للذهاب للقدس بل وللكنيست الصهيوني ، قائلآ حينها: "ستدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم ".
ختامآ، هذه كلمات قالها أيضآ السادات بخطابه امام الكنيست الصهيوني "إملأوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام .. إملأوا الصدور والقلوب بآمال السلام ، إجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر ، إجعلوا الأمل دستور عمل ونضال" ،فأي سلام كان يتحدث عنه الراحل السادات ، وهل كان يقصد سلام الجبناء، ام سلام الضعفاء ، أم سلام طلقة الرحمة ألاخيرة على جسد فلسطين وعلى هذه الأمة التي ما زالت وللأن تعاني من أثار مؤامرة كامب ديفيد ، ومن أثار زيارة الراحل السادات وخطابه أمام الكنيست الصهيوني.
*كاتب وناشط سياسي –الأردن .
hesham.habeshan@yahoo.com
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: خطاب السادات بالكنيست الصهيوني..هل ينسى التاريخ؟! Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً