*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*
أوروبا القارة العجوز وعلى رأسها وصدرها واشنطن دي سي، لا يمكن أن تتفق على شيء أكثر من اتفاقها وتحالفها مع العالم السفلي(دواعش المامات الأمريكية)على تفكيك الأتحاد الروسي الحالي بزعامة فلادمير بوتين ومنظومات حكمه، واللعب بهياكل الأمن القومي الروسي ومن ورائه الصين عبر صراع الأدمغه الأستخباراتية المختلفة. وعندما نقول: أوروبا القارة العجوز نعني هنا أنّ الدور الأوروبي صار أقرب الى العدمية أكثر من أي شيء آخر.
آخر كلام(لجوقة)وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وبعض كوادر استخبارات وزارة الخارجية الأمريكية الخاصة، تحدثت وهرفت تلك (الجوقة)عن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في سورية بعد الفعل العسكري الروسي حاليّاً، بمكافحة الأرهاب، ومنع المدن السورية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة المتطرفة من الأنهيار وحسب قولها، واستعادة الرقة من داعش عبر قوى جديدة تتموضع في(قوّات سورية الديمقراطية)، مع تزويد المعارضة السورية المسلّحة المعتدلة بالأسلحة غير الفتّاكة والنوعية والمتواجدة في احدى دول الجوار السوري الآن وحسب قولها أيضاً، حيث لم يصدر بعد الضوء الأخضر الأمريكي بادخال الجزء الأكبر منها- دخل بعضها كتيست(ممكن بعد معرفة جديّة وتفاعلات خطوط ترسيم مآلات ومفاعيل فينّا 2، وأثرها على التسويه في المنطقة ككل، فان لم تعجب الأمريكي والصهيوني بشقيه اليهودي والبعض العربي، قد تجد لها مسارات دخول في أحشاء الجغرافيا السورية)، أيضاً في انهاء خطر استخدام أسلحة كيميائية من قبل المسلّحين المتطرفين كما حدث وثبت في مارع وغيرها، ومن أولوياتها أيضاً دعم دول الجوار السوري من الحلفاء والأصدقاء، مع المساهمة بسخاء في المساعدات الأنسانية، بالرغم من وجود فائض انساني على القرب من الحدود السورية مع الأردن لجهة الداخل الأردني، وكذلك في لبنان بشكل يفوق طاقة البنية التحتية لكلا البلدين، ودعم المعارضة السياسية التي ليست لها مفاعيل في الداخل السوري، بشكل مباشر من خلال مجموعة هنا وهناك وحسب ما قالت أو هرفت تلك(الجوقة)، والتي تعمل على ميقات المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي ذراع البلدربيرغ الأمريكي.
اذاً ثمة تنسيقات أمريكية كردية قادت، الى تأسيس قوّات سورية الديمقراطية(قوى عربية وسريانية وتركمانية ومكونات أخرى تملك قوى بشرية على الأرض)، الأمريكان أدخلوا مستشاريهم في شرق الحسكة، وبدأت قوات سورية الديمقراطية هجومها على دواعش الماما الأمريكية جنوب الحسكة وقت انعقاد فينا2، واعلان العندليب الأسمر أوباما زوج مشيل ارسال المستشارين في ربع الساعة الأخيرة، حيث سيكون لهم شأن في زيادة عديد وعدّة هذه القوّات الأداة العسكرية الأمريكية الجديدة في الداخل السوري، لكي تتحول الى قوّة محلية عربية كردية قادرة على احداث الفرق في ساحة الميدان، فهم يريدون تشكيل الأداة العسكرية الجديدة لتحقيق الأهداف السياسية عندّ التسوية الكبرى، وثمة تفكير أمريكي لأنشاء ذات فكرة الأداة في الشمال الشرقي السوري لجهة الجنوب السوري من مكونات مسلّحة تعتبرها معتدلة كلواء اليرموك، التابع لبقايا الجيش الحر وأعلن ولائه لداعش منذ فترة ليست قصيرة، وقد استثمرنا به كثيراً بداية الحدث السوري، رغم الرفض الأردني الواضح عسكرياً ومخابراتياً، حيث عمّان تهندس علاقاتها من جديد مع دمشق عبر الروسي، كل ذلك كبديل لواشنطن عن مشروعها في دعم ما تسمى بالمعارضة المعتدلة، 20 ألف مقاتل كردي وغيرهم يدعمهم 5 آلاف أمريكي لاحقاً(سبقهم المستشارين)وألقوا اليهم الأمريكان أكثر من خمسين ألف طن سلاح كما أعلنت أمريكا أنّ من استلمها قوات صديقة في ريف الحسكة، حيث عملياً الأمريكان أبعدوا الكرد عن المعسكر الروسي ولقاءات اللاذقيه السريّة بين الكرد والروس فشلت أو تم افشالها.
واشنطن تسعى الى خلق حلف تواجه فيه التمدد السوري الروسي في الميدان، فالتقت المصالح الأمريكية مع بعض الغالبية الكردية، والكرد هم الورقة الأساسية والوحيدة التي يمكن تسويقها دولياً ربما لمواجهة موسكو وحلفائها في الميدان، لكن قتال قوات الحماية الكردية كجزء من قوات سورية الديمقراطية في الرقة، سيكون في بيئة ديمغرافية غير حاضنة لها، حيث كان قتالها في تل أبيض قتال في بيئة حاضنة لها، ومع ذلك تم اتهامها تركياً وسعودياً وقطرياً بالتطهير العرقي من عرب وتركمان، فكيف سيكون الحال في الرقة البيئة غير الحاضنة لها؟. وأعتقد أنّ من يسيطر على الأداة العسكرية الجديدة في الداخل السوري(قوات سورية الديمقراطية)هم الكرد عدداً وعديداً، وهذه الأداة حتّى اللحظة لم تنجح سوى في تظهير نفسها اعلامياً كقوّة سورية قد تكون تخطّت المشكلة العرقية، وفي المعلومات: ثمة تعاون قطري تركي حول مسألة لصالح داعش منعاً لظهور تكتل قوى داعمة للكرد في شمال شرق سورية، وهذا يعني أنّ أمريكا تحاول جذب القوى الى حرب مصالح دولية شرسة بدأت بنشر الخمسين مستشار شرق محافظة الحسكة كخاصرة رخوة لداعش، كدعم لقوات سورية الديمقراطية التي تقاتله أو ستقاتله. هذا الرد الأمريكي عبر قوات سورية الديمقراطية، جاء كرد على الروس حيث نجحوا وخلال فترة قصيرة من انشاء تحالف ميداني مع دمشق وعملوا على تطويره، وهو متفرع المهام وفي طريقه ليتسع لبعض مجاميع الكرد في سورية، في حين أنّ واشنطن فشلت وعلى مدار سنوات الحدث السوري من تطوير أو انشاء مثل هذا التحالف الميداني، فجاء الرد الأمريكي هذا لعرقلة أي انجازات عميقة للفعل العسكري الروسي واستثمارات للجيش السوري في الميدان عبر مواكبة الطيران الحربي الروسي في السماء السورية.
فالميدان العسكري السوري يتشكل ضمن مسار تراكمي لمصلحة الجيش العربي السوري، فالعملية العسكرية عملية تراكمية، فسيطر الجيش السوري على العقد الجغرافية وبشكل محدد التلال الحاكمة والبلدات الأساسية، ليصار لربط المدن الكبرى ببعضها البعض، لذلك ثمة تنافس بمستوى الصراع بين الأمريكان وجوقتهم في دعم الجماعات المسلحة التي تسمى بالمعتدلة من جهة، والروس والجيش السوري وحزب الله والمقاومات الشعبية من جهة أخرى، في استعادة السيطرة على المناطق الجغرافية التي يسيطر عليها داعش والنصرة وغيرهما في الشمال السوري والشمال الشرقي والشمال الغربي وكذلك في الجنوب السوري، كون أمريكا أفهمت العربان كجوقة أو كومبارس ومعها أوروبا أن أقصى شيء ممكن تقديمه هو دعم الجماعات المسلحة لمقاتلة داعش والنصرة وأي جماعات أخرى متطرفة وفقط، وبالتالي تقاسم الجغرافيا التي تحتلها داعش والنصرة بين الجيش السوري ومجموعات المعارضة المدعومة من الغرب وحلفائه، من شأن كل ذلك أن يتيح تحسين شروط التفاوض مع دمشق والروس والأيرانيين. محاربة دواعش الماما الأمريكية واطلاق عملية سياسية في الداخل السوري من الزاوية الأمريكية، لا يتعارض مع الأهداف الروسية والسورية بل هما متكاملان، لكن لكل طرف منهما أهدافاً متباينة وان التقوا في العناوين العريضة، بعبارة أكثر وضوحاً واشنطن لا تريد أن تنتقل سيطرة الأراضي التي ستحرر من دواعشها ومن النصرة الى يد الحكومة السورية.
العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تريد أن تجعل من جلّ الجغرافيا السورية أفغانستان2 لروسيّا، والأخيرة تريد أن تجعلها فيتنام 2 لواشنطن، خاصة اذا توصلت التحقيقات الجارية أنّ ثمة عمل ارهابي من قبل دواعش الماما الأمريكية كان وراء تفجير الطائرة المدنية الروسية اثناء عودتها من من شرم الشيخ الى موسكو، وسوف توسّع موسكو من عملياتها لمحاربة دواعش الماما الأمريكية ان في ليبيا، وان في اليمن(سيكون الرد عبر اليمن قاسياً ان ثبت ما تعتقده موسكو حتّى اللحظة بخصوص طائرتها المفجّرة في سماء سيناء)، بجانب مزيد ومزيد من الفعل العسكري في سورية، وبعد أن رصدت المخابرات الروسية واستخبارات روسيه أخرى خاصة، لسلسلة اتصالات بين الأستخبارات الأمريكية ودواعشها في الداخل السوري، لأتباع استراتيجية جديدة لداعش لتفادي الضربات الروسية المؤثرة من الجو، حيث تتموضع تلك الأستراتيجية في توسيع الموسّع، ويجيء دخول عشرات المستشارين الأمريكان شمال وشمال شرق سورية ضمن هذا المسار وسياقات استراتيجيات توسيع الموسّع لدواعش الماما لتفادي الضربات الروسية الفاعلة، وللتحضير لعمل ارهابي كبير في المنطقة في غير الساحة السورية، فهل كان هو المقصود؟ تفجير الطائرة الروسية المدنية في سماء سيناء، عبر زرع قنبلة في الطائرة وهي جاثمة على مطار شرم الشيخ؟.
وأحسب أنّ اعلان الأستخبارات الأمريكية المزعوم، بأنّها رصدت اتصالات بين أبنائها الدواعش في الرقة واخوانهم من المامات الأمريكية في سيناء بخصوص تفجير الطائرة الروسية، جاء للتغطية على رصد الأستخبارات الروسية الكاشفه عن دور واشنطن وضلوعها في ذلك، حيث الروس رصدوا اتصالات الأستخبارات الأمريكية مع داعش في الرقة باتباع استراتجيات جديدة لتفادي الضربات الروسية في سورية عبر توسيع الموسّع، كذلك بخصوص توجيهات أمريكية بضرورة التنسيق بين داعش الرقة وداعش سيناء، للقيام بعمل ما كبير وهام، لايلام روسيّا بعد تدخلها العسكري في سورية. بعبارة أخرى أعتقد أنّه ثمة قناعة روسية تتشكل حتّى اللحظة، أنّ من قام بتفجير الطائرة، طرف ارهابي محلي مصري نتاج تنسيقات دواعش الماما الأمريكية في الرقة وسيناء، بالتعاون مع بعض الجهات العربية بغطاء أمريكي، من شأنه أن يحرّك الشارع الروسي وينتفض في وجه بوتين لأيقاف تدخله العسكري في سورية، بحجّة الكلف التي بدأت تظهر، وأنّ الطائرة المنكوبة المفجّرة ما هي الاّ الخطوة الأولى في مسار مسلسلات ارهابية قادمة، ان في الداخل الروسي، وان لمصالح روسيّا في العالم، وان لقتل مواطنيها أينما وجدوا، لكن ما نلاحظه هو مزيد ومزيد من التصلّب في الموقف الروسي العسكري الفاعل والمستمر في الداخل السوري لمقاتلة دواعش الماما الأمريكية.
موسكو تعتبر أي تواجد عسكري أمريكي على الأرض السورية، ان كان علني أو بخلافه عبر مستشارين أو عبر(القرود الزرق القوات الخاصة الأمريكية المجولقة)، يعني بصريح العبارة ستكون سماوات ذلك التواجد الأمريكي مناطق محمية جوّاً بذريعة وجودهم وحمايتهم، لذلك حذّرت موسكو من أي حرب بالوكالة في الداخل السوري وأرسلت رسائل قاسية كانذارات حادة، فاذا ما أرسلت واشنطن جنودها سترد موسكو بارسال قوّات برية مدربة تدريب كافي وعالي المستوى، وهنا ستكون جلّ الجغرافيا السورية(هرمجدون حقيقية)وأعتقد أنّ ارسال منظومات دفاع جوي روسية متقدمة وما الى ذلك من أسلحة الى سورية، تظهير حقيقي أولي لمدى جديّة الأنذار الحاد الروسي للأمريكي في الذهاب الى النهاية في الحدث السوري.
وتعليقاً على كلامها وما هرفت به نقول: انّه بسبب أركولوجية السياسة الأمريكية وتخبطاتها ومتاهاتها واضطراباتها، مسنودة من حلفائها من غرب وبعض عرب ومن حكومة حزب التنمية والعدالة في تركيا، صارت المنطقة في الشرق الأوسط مغناطيساً جاذباً لمجاميع الأرهابيين ذو الخبرات القتالية العالمية من أرجاء الأرض الأربع، أو ان شئت من أربع رياح الأرض. منطقة الشرق الأوسط ساخنة للغاية والجزء العربي منها تحديداً، والأخير مليئ ببؤر النزاعات والصراعات المختلفة، وخاصةً بعد حراكات الشارع العربي ان لجهة التحريك عبر الطرف الخارجي، وان لجهة الحركة العفوية واستثمارها من الطرف الثالث، وفي ساحاتها السياسية الضعيفة والقويّة على حد سواء، وذات التداعيات الأفقية والعامودية، على مجمل السياق الأمني- الجمعي للمنطقة، مع وجود روابط مفعّلة وأيادي خفية، تكمّل وتغذي بعضها البعض، بين متغير بؤر هذه النزاعات والصراعات، في الساحات السياسية الأنف ذكرها، ومتغير السياق الأمني – الجمعي للشرق الأوسط ككل، عبر دور للعامل الكوني الأميركي الأوروبي البعض العربي المتخاذل التابع المتقاطع في مصالحه، مع دور "إسرائيلي" لا يمكن أن نعتبره إقليمي لسبب بسيط: فهي دولة ليست إقليمية(أي الدولة العبرية)ولن تكون كذلك لاحقاً، هكذا تشي المؤشرات السياسية والأمنية والعسكرية وفوق ذلك جغرافية المناخ المحيط بها، علم الرياضيات السياسية يشرح ذلك.
العامل الأميركي ومعه الإسرائيلي وبعض من الأوروبي وبعض العربي الراهن، وخاصةً من الطبقات الحاكمة العربية المؤثرين بالمال فقط، وعبر حلقات ودوائر أمنية سياسية استخبارية، يفضي كل واحد منها إلى الآخر بآليات تنفيذ، يلعب دوراً نوعيّاً وكميّاً في تأجيج وتوجيه، الصراع بمجمله في الشرق الأوسط، وهذا من شأنه أن يقود إلى تغذية بؤر الصراعات الجزئية في الساحات السياسية المختلفة. وبذات السياق والمسار يقوم هذا العامل الأممي، بتصعيد توترات هذه البؤر الصراعية الجزئية، وحراكات شارعها الشعبوي، ودفعها بمفاعيلها باتجاه التصعيد، وتوتير الوضع الكلي للشرق الأوسط، عبر علاقة هندسية تبادلية في النتائج والأهداف بين المتغيرين السابقين.
العامل الكوني الأميركي والإسرائيلي تحديداً ومعه جزء من الأوروبي وبعض العرب الذي يتاجر في سوق النخاسة، يسعى إلى استخدام وتوظيف ملفات بؤر الصراع الجزئي و/ أو الكلي، في الساحات السياسية والثورات الشعبوية و/ أو حالات الحراكات الشعبية في بعض الساحات الأخرى، لجهة إدارة دواليب مفاعيل الأزمة في الشرق الأوسط، ويستخدم الأزمات كأسلوب إدارة للصراع فيه وعليه، ويدفع باتجاه التصعيد والتوتر عندما تقتضي المصالح بذلك، وإرسال الرسائل في كافة الاتجاهات، وفي نفس الوقت يسعى ذات العامل السابق إلى التنفيس والتهدئة، عندما يكون التصعيد والتوتر في غير مصالحهما التكتيكية والإستراتيجية.
إنّ مفاعيل التعبئة الأمريكية الإسرائيلية الأوروبية التركية والبعض عربية، الآنية الممنهجة الفاعلة ضد سورية ولبنان وضد الفلسطينيين وضد الأردن (عبر ممارسة شتى الضغوط على الدولة والملك، لتنفيذ ما يروق ويحلو للبعض في الأفق)وحتّى العرب مجتمعين، والمدعومة من أجنحة يمينية متطرفة في الإدارة الأميركية بتوجيه من الأيباك، تهدف إلى سلّة من الأهداف لا تخفى على السذّج من العوام، فكيف بمن تدعي أنّها من النخب في مجتمعاتها. ومع توسيع نطاق بناء وحجم المستوطنات الإسرائيلية، وتهويد جل المكونات الإسلامية العربية الرئيسية في الأراضي المحتلة لعام 1967 م، وخاصة في القدس "حشاشة" قلوبنا نحن لا قلوبهم، إن يهدف من جهة تحويل جهود واهتمامات الفلسطينيين والعرب، من التركيز على مشكلة الترحيل والطرد من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإحلال وإسكان المستوطنين مكانهم ومحلّهم، مما يجعل من جهة أخرى، عمليات تهويد القدس والمقدسات الإسلامية العربية الفلسطينية أمراً واقعاً على الأرض، ليصعب التفاوض حوله مستقبلاً وعبر أي طريقة من طرق التفاوض، التي عرفتها البشرية إلى الآن، إلى التركيز ولفت الانتباه إلى ما يجري في شوارع الدول القطرية لأمتنا العربية، مع اعترافنا بحقوق شعوبنا المنهوبة من قبل الطبقات الحاكمة، والتي غدت أنظمة شمولية استبدادية، فمن حق القوى الشعبوية أن تنهض من سباتها العميق، والذي بدأ هذا السبات كنوم أهل الكهف ما بعد بعد نهايات الحرب الكونية الثانية.
كما يهدف أيضاً إلى فرض عملية شد الأطراف الأخرى في الساحات السياسية المتقابلة، بحيث يتم إشغال السوريين، واللبنانيين، والأردنيين وكافة العرب المعنيين، بمجريات الصراع العربي – الإسرائيلي، بكيفية مواجهة حراكات الشارع الشعبية، والمطالبة بحرياتها وببعض حقوقها، دون الانتباه لكيفية مواجهة الخطر العسكري الإسرائيلي المحتمل، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى عملية ممنهجة، لصرف أنظار الرأي العام العربي والإسلامي، لتحويل النظر عمّا يحدث داخل فلسطين المحتلة لعام 1967 م من عمليات تهويد تجري على قدم وساق في كل شيء، واعدامات ميدانية للمدنيين في الأراضي المحتلة لوأد الأنتفاضة الحالية. ومن الممكن أن يؤدي كل ما تم ذكره، إلى إشعال دراماتيكي للحرب، لاستعادة قوّة الردع الإسرائيلية، وإضعاف حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية، ويبقى ذلك مجرد احتمال والاحتمال في السياسة ليس يقيناً.
الدولة العبرية(ثكنة المرتزقة)، تستخدم تحقيق الأهداف التكتيكية، لصياغة وإنتاج الاستراتيجي منها بإتقان، بحيث الأمر الاستراتيجي المفروغ منه، يتمثل في السيطرة على أراضي الغير العربي الإستراتيجية منها، وإكمال عمليات تهويدها والقضاء على أي احتمالات لنشوء المقاومة الوطنية، مع سعي حثيث لها إلى مزيد، من توريط واشنطن في أزمات الشرق الأوسط المختلفة، كي يقود ويؤدي ذلك إلى تسهيل مهمات الجناح اليميني المتطرف المحافظين الجدد بنسخهم المستحدثة في إدارة الرئيس باراك أوباما، وينجح في اعادة القوّات الأميركية الأحتلالية الى العراق عبر الأحداث في الأنبار بصور مختلفة. كما قد يقود الى التأجيل أو التباطؤ في الأنسحاب الأمريكي في أفغانستان واتخاذ الأزمة الأوكرانية ذريعة أخرى، والترويج الأمريكي لعدم التعاون الروسي مع موسكو في الأنسحابات الموهومة من الأفغانستان، وكل العالم شهد كيف جاء توقيت اغتيال أسامة بن لادن عام 2011 م لمزيد من تأجيل الخروج الأمريكي من كابول في وقته.
كما تسعى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لخلق مصادر تهديد وخطر محدق، في ظاهرها حقيقي وفي باطنها وهمي مفترض، كي تستطيع "إسرائيل" الحصول على المزيد المزيد من القدرات والمقدّرات المختلفة من أمريكا، وخلق مبررات ابتزاز مقنعة للأدارة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية، مع دفع دول خليجية عربية معروفة لمزيد من الحلقات التطبيعية مع تل أبيب والأرتماء بأحضانها.
وتتحدث المعلومات، بأنّ هناك مشروع إسرائيلي – أميركي لنشر وبناء قدرات نووية، لموازنة القدرات النووية الإيرانية، سيتم بناء بعضها ونشر الآخر في دول خليجية عربية ومعروفة، رغم الأتفاق النووي مع ايران، وذلك بموجب اتفاقيات أمنية خاصة تم توقيعها سرّاً وقبل أكثر من عامين، وقد تكون اجتماعات باراك أوباما والمكارثيون الجدد في واشنطن، وفي قصور مشيخات القلق، قد أعطت اشارة البدء لنشر تلك القدرات النووية! فماذا يعني ذلك؟!. أعتقد وأحسب أنّه يتموضع ويتبلور، متمحوراً بالمعنى الإستراتيجي التالي: فكرة التعايش مع إيران النووية، صارت مقبولة لدى الأسرائليين، وصار العقل الاستراتيجي الأمني الإسرائيلي، أكثر اهتماماً وتوظيفاً وتوليفاً، لفكرة مفهوم إيران النووية، ليحقق مزيد من المكاسب المختلفة، ومزيد من فتح نوافذ الفرص المهدورة في السابق من الزاوية "الأسرائيلية" وفي مقدمتها تعظيم المنافع لجهة التقدم في مشروع التطبيع الإسرائيلي مع دول الخليج المختلفة.
ومع تقليل المخاطر المختلفة على "إسرائيل" نفسها، وذلك عبر الضغط من أجل إعادة تنميط العلاقات والروابط، من أجل فصمها أو التقليل من حرارتها بين أطراف مربع (سورية، حزب الله، المقاومة الفلسطينية، وإيران) من منظور العامل الأميركي الإسرائيلي وبعض من الدول الأوروبية، في متغير مجريات السياق الأمني الجمعي في الشرق الأوسط، والذي يعمل على إضعاف الحلقة الإيرانية خاصرة الفدرالية الروسية الضعيفة، عبر محاولات إضعاف سورية وللسنة الخامسة على التوالي واخراجها من وباقي حلقات محور الممانعة.
وتقول المعلومات، من الممكن والمحتمل وبرغم الفعل العسكري الروسي في سورية، بعدم حدوث مواجهات عسكرية على المدى القصير في المنطقة، بالرغم من وجود طائرات إسرائيلية مقاتلة ومتطورة، في بعض القواعد الأمريكية في المنطقة ودول الجوار السوري والعراق تحديداً، مع اندلاع مواجهات دبلوماسية قويّة حول المنطقة وفيها، حيث ابتدأت بحملة بناء الذرائع الجديدة وسرّاً الى حين، حول موضوعة صواريخ سكود وغيرها لدى حزب الله، العاملة بالوقود السائل، والتي تحتاج إلى أكثر من ثلاثة أرباع الساعة لإطلاقها؟!.
وفي ظني وتقديري، أنّ استخدام الأزمات كأسلوب إدارة، في تفعيل أزمة حملة بناء الذرائع الجديدة سرّاً ولاحقاً علناً، سوف يؤدي إلى تفعيل أزمة داخلية لبنانية حول أسلحة حزب الله اللبناني والمقاومة، وهذا من شأنه أن يقود إلى إعادة إنتاج إشعال الساحة السياسية اللبنانية، والساحات السياسية الضعيفة الأخرى، وكما من الممكن أن يؤدي كل ذلك إلى قرارات دولية جديدة تستهدف قوى محور الممانعة في المنطقة، وخاصةً سورية ولبنان وإيران وحماس الداخل وحزب الله والمقاومات الأخرى، والتي من الممكن أن تنشأ لاحقاً في المنطقة بعد اطلاق استراتيجية المقاومة من سورية لأستعادة الجولان السوري المحتل أو على الأقل الضرب بالخاصرة الصهيونية هناك، بعد رغبة الأسرائيلي في تغير قواعد فك الأشتباك السابقة، فتم ازالة الألغام من الجانب العبري باتجاه القنيطرة، قابله ازالة الألغام من الجانب السوري باتجاه الجانب الفلسطيني المحتل(اسرائيل ثكنة المرتزقة)، كل ذلك ممكن الحدوث والتفاعل تبعاً لمجريات متغير العامل الدولي، ومتغير بؤر الصراعات الجزئية في الساحات السياسية الضعيفة والقوية في المنطقة.
ومن هذا المنطلق وعبر هذه السياقات الآنفة، ممكن فهم ما يجري على الحدود السورية التركية، وفي منطقة سلمى ومجالاتها الحيوية حيث العمق والتواصل الجغرافي باتجاه تركيا، وتواجد آلاف التركمنستانيين من الحزب الأسلامي وعوائلهم، التي تمّ توطينها هناك في الجبال الحاكمة والمستحكمة، وكذلك على معبر كسب وما يعد له من جديد تركيّاً كما تقول معلومات محايدة، وحيث الأخير هو قرم سورية، كذلك ما يجري وما قد يعد له في الجنوب السوري الساخن بفعل سوري وروسي الآن، رغم الأستدارة النصفيه الأردنية ازاء دمشق بمساعدة الروسي، ولكن هذه المرة من الطرف السوري ازاء مجاميع الأرهاب المدخل الى الداخل الدرعاوي، خاصةً وكما أرى كمراقب ومتابع بوضوح: أنّ الحدود الأردنية السورية فسيفسائية بامتياز قبل وبعد الفعل العسكري الروسي تفاقمت بمسارات أخرى، حيث المجاميع الأرهابية تهرب باتجاهنا!!.