728x90 AdSpace

8 نوفمبر 2015

الحرب على بر مصر

بقلم /  ماجدى البسيونى:
 عوائد السياحة بالمجمل شئ مهم بالنسبة للدخل المصرى ،لكن الأهم دخل مصر من الزراعة والصناعة وقناة السويس .
.السياحة التى تدر دخلا للمصرين هى تلك التى تتم بالأقصر وأسوان والقاهرة تلك التى تعود بالنفع السريع على المواطن البسيط وعلى المتاحف وكذا السياحة الدينية ..أما عوائد السياحة بمنتجعات شرم الشيخ فهى الأسرع إلى جيوب أصحاب المنتجعات والقرى السياحية الذين يعتمدون فى الاعلب على سياحة الترانزيت سواء أكانت تركية أو حتى صهيونية ،وإلا قولوا لنا من هم رواد شرم الشيخ من المصريين بغض النظر عن العمالة الموسمية ..هؤلاء أصحاب المنتجعات والقرى والكامبس بشرم الشيخ هم من أخذوا الأموال من البنوك المصرية التى منعت منحها للصناعة والزراعة كما أخذوا الاراضى بالتقسيط المريح والهبات كما منحوا كافة التسهيلات القانونية ..ورغم كل هذا هم أنفسهم من بخلوا بدفع التبرعات بصندوق دعم مصر ..هم أنفسهم من ترجاهم الرئيس السيسى بالتبرع فلما ضاق بهم قال بهدف تهدئة البسطاء :هيدفعوا هيدفعوا . 
ليس معنى كل هذا أن الغالبية من شعب مصر لا تهتم بما يخطط الغرب فى مصر بل الأمر يعنيهم كثيرا لأنهم يدركون أن حربا اقتصادية بدأ الغرب يمارسها ضد مصر وهذا هى البداية لان البداية تؤثر فى البورصة كما تؤثر فى سوق العملات الأجنبية كما تؤثر فى استعادة البنوك لأموالها.. المصريون معنيون بما وراء إسقاط الطائرة الروسية ويدركون بحصافتهم أنه عمل مخابراتى من العيار الثقيل يعنى فيما يعنى عكننة شهر العسل المصرى / الروسى ولهذا انزعجوا من سحب بوتين للسياح الروس ،ولهذا نزل تصريح بوتن بردا وقليل من السلام عندما وصلت رسالته من أن حدث الطائرة وأيا ما ستسفر عنه النتائج لن تؤثر على العلاقات مع مصر وأن روسيا ستستمر فى قرارها ببناء المفاعل النووى بالضبعة وستقدم كل ما تم الاتفاق عليه من سلاح لان علاقتها بمصر إستراتيجية وتخص الأمن القومى الروسى .
 لماذا الحرب على مصر ولما هذا التوقيت تحديدا وما هى تداعياته ..؟
 هذا ما يجب أن نعرفه تماما ،لكن ملخص ومنتهى الإجابة تكمن فى .،أن مصر اليوم لا يراها الغرب تسير كما أرادوها وما خططوا لها أن تكون مذ عقود وتحديدا منذ أن أعلن السادات : أن 99 فى المائة من أوراق اللعبة فى يد وشنطن أن قرر أن أكتوبر آخر الحروب ..ومنذ أن ذهب صاغرا للكينيست الصهيونى ..ومنذ أن وقع بجبهته ولا داعى لان نقول بشئ آخر مع كارتر وصديقه بيجين على اتفاقية الذل والعار المسماة بالأضابير الدولية معاهدة كامب ديفيد ومسماه خداعا بمعاهدة السلام ..مصر التى أعاد التخطيط لها البنك والصندوق الدوليين ووصلت لما وصلت له بعد أن تخلصت من مقومات اقتصادياتها الذاتية من مئات المصانع وترسانة الإنتاج العملاقة والتى بنيت بنيتها من نضال وكفاح المصريين منذ 1952 وحتى 1975 بأوامر البنك الدولى وإغراقها فى الديون وفتح كل أبوابها لكل من هب ودب سواء أكان صهيونيا أو وهابيا ..مصر التى نخر فيها الفساد حتى وصل للنخاع ..اليوم مصر رغم كل هذا تريد الخروج من القيد الأمريكى بنعومة وليس بصدام ..تريد على الأقل تستقل بجزء من قرارها وتستمر حتى يكتمل القرار ،ولكن دون جدوى هم لا يريدونها كذلك إما تبعية حتى الثمالة وإما حربا ولا سيما وقد درست مراكزهم الإستخباراتية كل الخطوات بدقائقها وتفاصيلها ..أدركوا أن مصر طلبت فى بداية تنصيب الرئيس السيسى بقوة عربية خالصة لمحاربة الإرهاب فتم الرفض على لسان بريطانيا واشترطوا أن تكون القيادة للأردن ، ثم اعترضوا على ضرب مصر لسرت بعد ذبح أكثر من 30 مواطن مصرى على يد داعش ..أدركوا أن اشتراك مصر فى التحالف الامريكى لضرب داعش كان مجرد كلام ولاسيما وكان رأى مصر أن يكون التحالف لضرب الإرهاب بصورة عامة ..أيقنوا كما أيقن حلفائهم أن اشتراك مصر فى التحالف السعودى لضرب اليمن كان مجرد كلام فقط ـ رغم كونه أضعف الأيمان ـ لكنهم رصدوا الإسراع المصرى تجاه روسيا ..رصدوا التغير الجذرى فى موقف مصر مما يجرى فى سورية والعراق ..رأوا تماما إصرار روسيا أن تكون مصر حاضرة فى فيينا بكل قوة ،وحتما استلام واشنطن برسالة لا تقل عن نفس المعنى الذى استلموه من الملك فيصل قبيل حرب 1967 عندما ألح عليهم بضرورة التخلص من ناصر ، ألهذا قالها السيسى أخيرا من أنه يختلف عن ناصر وهذا حقيقى بالفعل . 
الأيام القادمة عصيبة على مصر قيادة وشعبا ، تحتاج إلى اصطفاف داخلى وخارجى كما تحتاج قبل كل هذا إرادة حقيقية للخروج من الحصار الأمريكى الضارب منذ ما يزيد على أربعين خريفا .
magdybasyony52@hotmail.com
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: الحرب على بر مصر Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً