السبئي - موسكو
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الصيغ أحادية الجانب لا يمكن أن تساعد في حل الأزمة في سورية مشددة على ضرورة توحيد جهود كل الدول الإقليمية واللاعبين الخارجيين الذين بإمكانهم المساهمة في تحقيق هذا الهدف.
وأعربت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في موسكو اليوم عن ترحيب بلادها بمشاركة إيران ومصر في اللقاء الذي سيعقد في فيينا غدا حول سورية.
وأوضحت زاخاروفا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ربما سيتواصل في لقاءات ثنائية مع نظرائه من الدول المشاركة في لقاء فيينا غدا مشيرة إلى أنه لا يوجد تحضير لهذه اللقاءات وسيتم الإعلان عنها بعد الاتفاق على ذلك ومن الطبيعي أن يتم خلالها الحديث عن العلاقات الثنائية والقضايا الدولية الحيوية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ردا على تصريحات وزير خارجية نظام آل سعود عادل الجبير إن “هذه التصريحات غيربناءة ومتشائمة وعلينا التركيز على الجهود الرامية لإنجاح لقاء فيينا”.
ولفتت زاخاروفا إلى التناقض في التصريحات الأمريكية حول مكافحة الإرهاب معتبرة أن ذلك يمثل “تخبطا لدى الإدارة الأمريكية في خططها المزعومة ضد الإرهاب”.
وجددت زاخاروفا التأكيد أن بلادها منفتحة على أي حوار مع جميع الشركاء من أجل حل الأزمة في سورية ومستعدة للتعامل مع أي جهة لمكافحة الإرهاب في المنطقة مشيرة إلى أن المركز الاستخباراتي في بغداد مفتوح لجميع الراغبين بالمشاركة في مكافحة الإرهاب.
وبينت زاخاروفا أن روسيا تحافظ على الاتصالات الفعالة مع جميع الجهات لمكافحة الإرهاب لكن المشكلة هي عدم وجود رد أو خطوات إيجابية من قبل تلك الجهات.
ولفتت زاخاروفا إلى أن مهمة إيجاد مفهوم شامل للإرهاب موجودة على جدول الأعمال في الأمم المتحدة من حيث الاتفاقات حول الإرهاب الدولي معتبرة أن هناك تباطوءا في هذه العملية في المرحلة الحالية بسبب الخلافات وأنه يجب العمل على ذلك من قبل الهيكليات الدولية.
وحول عقد مؤتمر موسكو 3 قالت زاخاروفا “نحن نعمل على ذلك ولم نتوقف والعمل يجري في موسكو وفي السفارات الروسية بالخارج على حد سواء حيث يقوم سفراوءنا بالاتصال الدائم مع ممثلي المعارضة السورية الداخلية والخارجية والعمل مستمر وإذا ظهرت بوادر لقاء جديد في موسكو أو في مدينة أخرى سنبذل جهدنا لإنجاح العملية”.
وأكدت زاخاروفا أن حل مشكلة المهجرين لا يكون إلا عبر حل الأزمات وإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وإقامة تحالف دولي واسع لمحاربة الإرهاب داعية إلى وجوب استئصال جذور أزمة اللاجئين التي حدثت نتيجة التدخل الخارجي غير المسؤول في الشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
من جانب آخر أعربت زاخاروفا عن رفض بلادها قيام قسم الأمم المتحدة الخاص بشؤون حقوق الإنسان باقتباس معلومات من نشرات صحف عالمية غير موثوقة تم إدراجها في تقرير للأمين العام للأمم المتحدة حول مزاعم بوقوع ضحايا مدنيين في سورية جراء الضربات الروسية مؤكدة أن مثل هذه المعلومات التي تم العمل على توزيع نسخ منها “كاذبة ولا تتطابق نهائيا مع الواقع أيا كان مصدرها”.
وشددت زاخاروفا على أن نشر معلومات غير صحيحة حول الضربات الروسية في سورية “جزء من سياسة البروباغندا المعادية لروسيا” والهدف منها “تشويه عملية مكافحة الإرهاب التي تضطلع بها روسيا بعدما فشل التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد داعش”.
وطالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية الأمم المتحدة بالرجوع إلى بيانات وزارة الدفاع الروسية التي تنشر الحقائق عن الهدف الحقيقي من الضربات الروسية والمتمثل بضرب مواقع الإرهابيين.
وأشارت زاخاروفا إلى أن سفارات أمريكية في العالم تشن حربا إعلامية ضد العملية الروسية في سورية مستغربة من هذه الخطوة الأمريكية التي جاءت قبيل انعقاد لقاء فيينا لتسوية الأزمة في سورية وبالتزامن مع تلقي موسكو اتصالات هاتفية من واشنطن بطلب مواصلة المشاورات حول هذه الأزمة.
وفي الشأن الأوكراني انتقدت زاخاروفا الانتخابات المحلية التي جرت مؤخرا في أوكرانيا لافتة إلى أنه من الصعب القول إن نتائج هذه الانتخابات تستجيب إلى نماذج الموضوعية والنزاهة المطلوبة من قبل هذه العملية كما أنها لم تساعد على تجاوز الانشقاق العميق في المجتمع الأوكراني.
بيسكوف: نرفض أي ربط بين وقف مساعدتنا لسورية بمكافحة الإرهاب وبين رفع العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة علينا
في السياق ذاته أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف رفض روسيا الربط وقف مساعدتها العسكرية لسورية في مكافحة الإرهاب مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليها.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن بيسكوف قوله في تصريحات صحفية اليوم “إن أي مقاربة من هذا النوع هي في غير محلها ونحن استبعدنا أي مبادلة في هذه القضية فروسيا تقدم المساعدة لسورية في حربها ضد الإرهاب خدمة لمصلحتها”.
وأضاف بيسكوف ” إن روسيا بعملياتها العسكرية ضد الإرهاب تساعد في الوقت ذاته الأوروبيين في التعامل مع جذور مشكلة الهجرة لأن هذه الجذور تنبع من نفس المأساة وهي تنامي التطرف والإرهاب بما سمح للإرهابيين بالسيطرة على أجزاء واسعة من سورية والعراق وغيرهما من الدول”.
وقال بيسكوف “إن روسيا مستمرة في إقامة اتصالات مع قسم من المعارضة السورية المعتدلة ولكن ليس لدي معلومات عن إحراز أي تقدم يمكن التحدث عنه إلا أن العمل لا يزال مستمرا في هذا الاتجاه بشكل حثيث ونشط”.