منصور الصمدي
على الدوام بتنا مسكونين بشيء اسمه (الطفش، والملل) والفراغ، وعدم الرضا عن ما نعيشه من ظروف ومتغيرات وتحولات، وعن كل ما يحيطنا ويعتمل حولنا، وحتى عن انفسنا ذاتها.
تمر الساعات والأيام سريعا، وتنقضي الشهور والسنين ايضاً - ونحن نعلق الآمال والأحلام، ونطلق الوعود لذواتنا ب(ستفرج) وبأن الغد سيكون أجمل .. ومع الأسف دونما جديد .. سوى اننا نتراجع وبشكل كارثي وغير منطقي الى الوراء تباعاً.
نحاول مغالطة انفسنا متعمدين حشرها في اعمال واهتمامات شتى - هربا من كابوس الفراغ الجاثم على صدورنا، ومن مساءلة ومحاسبة الذات المستمرة وعجزنا في الرد عليها واقناعها بشيء من المنطق والعقل - لكننا ما إن نخلو مع انفسنا نعود لذات الوجع المستعصي والممتد..!!
نرى الأخطاء والجرائم والفظائع والقبح والبشاعة ترتكب بحق وطننا وحياتنا، وبحق البسطاء والمستضعفين منا، وبحقنا نحن انفسنا - أمام اعيننا، وحيثما ولينا وجوهنا - ثم وبسلبية ونذالة مفضوحة نغض الطرف عنها مديرين لها ظهورنا، وكأنها لا تعنينا .. والى كل ذلك وبكل وقاحة نرمي تبعاتها على الأقدار .. ونواصل مراقبة مجيء الفرج من ذلك الأفق البعيد حيثما المجهول..!!
فبالله عليكم أي حياة هذه التي نعيش؟! .. وما جدوى بقاءنا فيها طالما ونحن عاجزين عن تحقيق ولو اليسير من طموحاتنا واحلامنا وغايات خلقنا؟! .. ثم كيف لنا ان نجيب على تساؤلات الاجيال عما صنعناه وحققناه وانجزناه طوال هذه السنين العجاف؟!.
مع الاسف يا سادة نحن موهومين ومغفلين وسذج، نهدر اعمارنا في اللا شيء، ومن اجل لا شيء - غيبنا عقولنا .. وعلقنا كل احمالنا وعثراتنا وعاهاتنا وخيباتنا وفشلنا على الوهم والمجهول .. لم نستوعب بعد حقيقة اننا ان لم نساعد انفسنا وننتصر لها وللأجيال من بعدنا سنظل نراوح في اماكننا نجرجر اذيال الخيبة حتى نهاية العمر..!!
مع الاسف يا احبة نحن مغيبون، لا نزال نعيش خارج صيرورة العصر والحياة والتاريخ والوجود والكائنات اجمالاً - وما لم نصحو ونفيق وننتفض من سباتنا السرمدي هذا .. ونضع حد لحياتنا العبثية والفوضوية هذه، ونتجه صوب صناعة التغيير الفعلي من خلال اطلاق العنان لعقولنا، والانتصار لأنفسنا وحقوقنا وحرياتنا، ولكل المغبونين والمقهورين والجوعى والمعذبين من حولنا .. فإن لعنات الأجيال ستظل تلاحقنا الى الأبد .. وستصبح حقبتنا التاريخية هذه بلا شك وصمة عار في جبين الإنسانية والتاريخ..!!
