كمال شجاع الدين
الم يحن الوقت لتغيير أتجاه بوصلة جهادكم والذي تسعون منه وبه الى أنشاء دولة الخلافة الأسلامية
الم يتضح لكم بعد بأن سوريا واليمن والعراق لم تكن تلك البيئة المهيئة لأحتضان فكركم ولا تتوفر فيها الأمكانيات اللازمة لأقامة دولتكم.
سواء من حيث البنية الديمغرافية أو الموروثات الفكرية أو المواقع الجغرافية
أو من حيث شحت الموارد المتاحة والممكنة
أو حتى من حيث تشابك مصالح ومخططات قوى دولية وأقليمية فيها وتعدد وتداخل حدودها مع الدول المحيطة بها والتي في أغلبها من قوميات غير متوافقة فيما بينها ويسود علاقاتها الصراعات كما انها ذات بنية قبلية معقدة ومؤثرة في الأحداث
الم تتنبهو بأنكم أرتكبتم خطئ قاتل في أختيارها لتكون قاعدتكم لأنشاء خلافتكم الأسلامية التي تطمحون اليها وأن أختيارها قد مثل وأد لمشروعكم قبل أن يولد
فأن كنتم فعلآ جادين في تنفيذ مشروعكم بأقامة دولة الخلافة الأسلامية فعليكم أولآ أن تنطلقو من حاضن أجتماعي وفكري واسع وكبير وأن تدرسوى وتقيمو مدى متانة من هشاشة البنية الهيكلية لنظام الدولة التي تهدفون الى إقامة مشروع دولتكم على أنقاضها وأن تتوفر في الجغرافيا المستهدفة عوامل النجاح والموارد الكافية للأنفاق على تأسيس قواعد المشروع وأن يكون الوضع الأقتصادي للمواطنيين القاطنيين في هذة الدولة في حالة ارتفاع وكفاية أقتصادية بحيث أنها إن لم تمكنهم من الاسهام في تكاليف بناء مشروع دولة الخلافة فعلى الأقل لا تتحملون أعباء أعانتهم ومعيشتهم ولا تجدون منهم من يتذمر ويعيد أسباب معاناته عليكم وعلى دولتكم
فأذا درستم هذة العوامل وغيرها وقررتم ان تغيرو أتجاه بوصلة الجغرافيا الى المنطقة التي تكون أكثر ملائمة لتنفيذ مشروعكم وأقامة خلافتكم. فلن تجدو أكثر ملائمة من بلاد نجد والحجاز ودويلات الخليج وخصوصآ لوجود متغيرات جديدة في المنطقة جعلتها أكثر ملا ئمة وجهوزية لأحتضان مشروع الخلافة الاسلامية ولو نظرنا الى أهم عوامل النجاح المطلوبة ومدى توفرها في بلاد نجد والحجاز وبقية دول الخليج فسنجد أن
١-هناك حاضن فكري واسع و كبير لمشروعكم حيث وانه وخلال الخمسة والثمانون عام من حكم ال سعود قد تم تشريب مواطني نجد والحجاز بالفكر الوهابي الذي هو بالأصل مرجعكم الفكري وهو مايتضح جليآ من خلال ما يفتي به علماء الوهابية من فتاوي تتناغم مع متطلباتكم وتدعم وتشرعن لأفعالكم ومن الدعوات للجهاد في صفوفكم كما أن أكثر من 90% من الدعم المالي الذي تتلقونه مصدره تبرعات وتحويلات مواطني السعودية والخليج وحكوماتها.
٢-أن النظام في السعودية وبقية دول الخليج لم يعد يحظى بالدعم الشعبي الكبير ويعاني من ترهل وتفكك وأيل للسقوط ولم يعد يخفى هذا على أحد
٣- بسبب السياسة العدائية التي مارسها ال سعود وبقية الدول الخليجية تجاه الدول والشعوب المحيطة بهم أفقدهم ظهيرهم الأقليمي وأصبحت ممالكهم محاطة بشعوب تكن لهم الكراهية ولذا فأن هذة الشعوب لن توفر لهم أي حماية أو دعم أذا ما أستهد فتم أسقاطهم والحلول محلهم بل قد تجدو من هذة الشعوب بعض أشكال الدعم وقد ينظم اليكم من أبنائها كلمن يتوافق فكره مع مشروعكم
٤- أن تغير أولويات الدول العظمى ومنها أمريكا والدول الغربية والتي تمثل حليف وحامي لهذة الأنظمة مع وصول أكبر القيادات السياسة الأمريكية الى الأعلان عن قناعتهم بأن هذة الأنظمة أصبحت تمثل عبئ عليهم بل ويصرحون بأنه حان الوقت للتخلص منها وأستبدالها بأنظمة أخرى ويأتي هذا مع توفر فرص جديدة أمام الأمريكان والاوربيين لبناء علاقة مصالح أقتصادية وجو سياسية أكبر وأهم وأوسع مع دول أقليمية أخرى تناصب ال سعود والخليج العداء مثل أيران وتركيا وأيمانها بأستحالة التوفيق بين بقاء مصالحها لدى السعودية والحصول في نفس الوقت على مصالحها في الدول الأخرى وهذا ما سيدفع بأمريكا والغرب الى التخلي عن ال سعود وأمراء الخليج وعدم التصدي لكم أو الأعتراض على سيطرتكم على الحكم فيها خصوصآ أذا لمسو منكم تفهم حول مصالحهم في المنطقة وأطمنو الى طبيعة العلاقات التي ستسود بينكم
٥- أنفضاح العلاقة الوثيقة التي تربط ال سعود وأمراء الخليج مع أسرائيل وهذا سيوفر لكم ورقة من خلالها تستطيعون تأليب المسلمين عليهم وأضعاف سلطتهم الدينية
٦- وجود الحرمين الشريفين في الحجاز سيجعل لكم السلطة الدينية على المسلمين عندما تسقطون ال سعود وتسيطرون عليها وسيكون هذا أكبر داعم للخلافة الأسلامية التي تسعون من اجل أنشائها وتعميمها حيث تستطيعون من خلال الجمع الغفير الذي يقصدالحرمين الشريفين كل عام أن تنشرو فكركم وتعممو مشروعكم على بقية بلاد المسلمين
٧- أضعاف ال سعود للبنية القبلية لأهالي نجد والحجاز قد أضعف تأثير القبيلة في مجريات الأحداث ولذا لن تجدو أي مقاومة تذكر من قبايل نجد والحجاز لمشروعكم ولن يتمكن ال سعود من تحشيدهم للوقوف في صفهم ضدكم
٨- الضلم والفساد الذي مارسة ال سعود وخروجهم الفاضح على أصول الدين والشريعة أثناء فترات حكمهم المتوالية قد تراكم وتفشى مما أفقدهم الى نسبة كبيرة من المؤيدين والمناصرين لحكمهم ناهيكم عن الخلافات التي أستشرت داخل أسرة ال سعود وهذا سيكون عامل ضعف لهم وعامل قوة لكم
٩- أنتكاساتهم وهزائمهم التي تلقونها في عدوانهم على اليمن وما أقترفوه من جرائم مريعة بحق المدنيين والأطفال وما أهدروه من أموال ومقدرات الشعب في شراء أسلحة أثبتت ساحات المعارك التي خاضوها عدم جدواها بالأضافة الى ما أنفقوه في شراء ولائات الغرب والشرق لشرعنة عدوانهم وتزويدهم بمرتزقة يقاتلون في صفوفهم مماجعلهم منبوذين ومكروهين من أغلب أبناء شعبهم وشعوب العالم وهذا يسهل عليكم أسقاطهم بل قد تجدو الترحيب الكبير من أناس كانو يناصبونكم في السابق العداء
١٠- ضعف أقتصاد وجيش ال سعود وبقية أمارات الخليج وأهتزاز وضعهم الأتماني والمالي جراء ما أنفقوه على عدوانهم وحربهم في اليمن وأنهيار معنويات جنودهم يجعلهم أقل مقدره على مواجهتكم حال أن تقررو أسقاط ممالكهم وبناء دولة الخلافة الأسلامية على أنقاضها وكذلك الحال في بقية أمارات الخليج
١١- توفر الموارد النفطية وغير النفطية في نجد والحجاز وبقية دول الخليج مع توفر الكفاية الأقتصادية لدى المواطنيين فيها والتي من خلالها ستكون لديكم المقدرة الكاملة على بناء الأسس والقواعد الأقتصادية المتينة و اللازمة لبناء نموذج فريد لدولة الخلافة الأسلامية بحيث سيصبح هذا النموذج محط أنظار وأمل لكافة الشعوب المسلمة وتتمكنون من تحقيق النجاح المطلق لفكر ومنهجية دولة الخلافة
اليست هذة النقاط الأحدى عشر تمثل أهم الأسباب والدواعي التي تستوجب منكم تغيير بوصلة جغرافيا دولة الخلافة الأسلامية
اليست هذة النقاط كافية لتكون نجد والحجاز وامارات الخليج هي قبلتكم وساحات جهادكم إن كنتم حقآ مؤمنيين بمشروع دولة الخلافة الأسلامية
الم يتضح لكم بأن أختياركم لسوريا والعراق واليمن كان اختيار موجه ممن يهدفون الى أستغلال قناعاتكم واستنزاف طاقاتكم لتحقيق مأرب خاصة بهم وفي زراعة أرض بور لن تثمر لكم الا أثل وسدر
وأن من حدد لكم أتجاه بوصلتكم ما قصد الا أفشالكم والتخلص منكم خوفآ من أن ينجح مشروعكم ويقضي على سلطانه وينزع منه ملكه وأملاكه
فصححو أتجاه بوصلتكم إن كنتم صادقين
كمال شجاع الدين
Sh.kamal9@yahoo.com
