فضل المنهوري
يا أسفا على إعلام كل يوم يفقد مصداقيته وثقة المتابع، بل يا أسفا على المتابع إن لم يتيقن من صحة الخبر قبل نقله للناس أجمعين.
صناع الإعلام والقصص الخبرية إن قالوا نسمع لقولهم دون تبيان مما قالوا، أكانوا من الصادقين أم كانوا من الكاذبين.
قصص وروايات خبرية مفبركة، ما أنزل الله بها من سلطان، تخفي الحقيقة عن الرأي العام لوقت مؤقت، وفي منطقة جغرافية محددة، ولكن في نهاية المطاف لا بد أن تظهر الحقيقة مهما طال إخفاؤها.
المتابع البسيط يقع ضحية التضليل الإعلامي ذات الرأي الوحيد ولا رأي آخر، كونه لا يستطيع التمييز واختيار ما يناسبه، يقع تحت تأثير ما تبثه وتنشره وسائل إعلامية تعتمد على عين واحدة، تعتقد أنه لا يملك وسائل أخرى لمعرفة الحقيقة.
فيأتي هنا، من وجهة نظري الشخصية "وعي المتابع" يقف كسد منيع يتصدى لتدفق السيل الجارف من المعلومات كل دقيقة، خاصة في مواقع التواصل الإجتماعي، ومواقع قوارئ الأخبار عبر خدمة RSS.
الإقتراب من معرفة الحقيقة يأتي بالتأكد من مصادر الخبر سواء كانت مصادر متخصصة كالمراسلين، ووكالات الأنباء العالمية، والوثائق، أو مصادر غير متخصصة كشهود العيان ورسائل واتصالات الجمهور أو ما يعرف بصحافة المواطن.
حيث أصبح كل مواطن يحمل جوالاً حديثاً مرتبطاً بشبكة الإنترنت أو كاميرا تصوير يستطيع نقل الحقيقة والحادثة كما هي من على الأرض ونشره في صفحته أو إرساله لمراسل وكالة أنباء محلية أو عالمية.
أساليب التضليل الإعلامي التي تمارس كثيرة نذكر منها على سبيل المثال، التضخيم، التعتيم، الكذب، التكرار، إثارة الخوف، لفت الأنظار، الإثارة وغيرها من الأساليب التي تخدم الحرب النفسية والتأثير السلبي في الروح المعنوية للخصم في الحروب والأزمات.
عند إشتداد صراع المصالح تغيب أخلاقيات الإعلام التي تفرض على وسائل الإعلام القيام بواجباتها ووظائفها بصدق وأمانة وموضوعية وتوازن وشمول ودقة وعدم إساءة استخدام سلطة الإعلام.
ولا يكون ذلك إلا بالإلتزام بالضوابط والمعايير المهنية، ووجود ميثاق شرف إعلامي يحفظ للجميع حقوقه ويلزم العاملين في الإعلام ووسائله المختلفة باحترام عقلية المتابع ونقل الحقيقة له كما هي دون إنتقاص منها أو تحريف الكلم عن مواضعه.
