السبئي - موسكو
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الطريق الصحيح الوحيد لمكافحة الإرهاب الدولي في سورية يتمثل في القيام بخطوات وقائية والقضاء على الإرهابيين في المناطق التي ينتشرون فيها “دون أن ننتظر قدومهم إلى بيوتنا”.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية اليوم إن “آلاف المسلحين من مختلف الدول يقاتلون في صفوف الإرهابيين وإذا نجحوا في سورية فإنهم سيعودون حتما إلى بلدانهم وسيأتون إلى روسيا” مشيرا إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي “أعلن أن روسيا عدو له منذ فترة طويلة”.
كما أكد بوتين أن القوات المسلحة الروسية في سورية ستقوم بعمليات جوية فقط قائلا “نحن بالطبع لا ننوي أن تغرس رأسنا في النزاع السوري وسننفذ خطواتنا في الأطر المحددة بدقة أولا سندعم الجيش السوري فقط في كفاحه الشرعي للتنظيمات الإرهابية تحديدا وثانيا سيكون هذا الدعم جويا فقط دون مشاركة في عمليات برية وثالثا مثل هذا الدعم سيقتصر من ناحية الزمن على فترة قيام الجيش السوري بإجراء عمليات هجومية”.
وأوضح بوتين أن موسكو أبلغت جميع شركائها الدوليين عن خطتها وخطواتها في سورية وأن جميع الدول محاطة علما بأهداف النشاطات الروسية في سورية داعيا كل الدول المعنية إلى الانضمام لعمل المركز التنسيقي في بغداد.
وأضاف بوتين إن “روسيا كانت دائما تؤيد ولا تزال مكافحة الإرهاب الدولي” مؤكدا في الوقت ذاته أن ذلك يجب أن يجري وفقا للقانون الدولي وفي إطار قرارات يتخذها مجلس الأمن الدولي في هذه الحالات أو بطلب من جهة تحتاج إلى المساعدات العسكرية.
ولفت بوتين إلى أن خطوات “شركاء روسيا في سورية” لا تقوم على تفويض دولي أو طلب من الحكومة الشرعية إلا أن موسكو ترى أن توحيد جهود كل الدول المعنية في مكافحة الإرهاب الدولي والقيام بهذا العمل على أساس ميثاق الأمم المتحدة أمر ممكن ومجد.
وحول حل الازمة في سورية قال الرئيس الروسي “إنني أرى الرئيس بشار الأسد مستعد للاصلاح والحوار” مضيفا “إن السبيل الوحيد لخروج سورية من أزمتها هو الاصلاح السياسي والحوار بين جميع قوى البلد السلمية”.
وأشار بوتين إلى أن للأزمة في سورية “جذورا عميقة وأسبابا مختلفة منها سياسية داخلية ودولية تفاقمت نتيجة التدخل الخارجي الصارخ في شؤون المنطقة”.
وزارة الدفاع الروسية تعلن بدء الضربات الجوية ضد مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية
وفي وقت سابق اليوم أعلنت وزارة الدفاع الروسية بدء الضربات الجوية الروسية ضد مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية.
ونقل موقع روسيا اليوم عن وزارة الدفاع قولها إنه تم توجيه ضربات نوعية إلى مواقع تنظيم “داعش” في عدة مناطق في سورية.
وكانت رئاسة الجمهورية العربية السورية أكدت أن إرسال القوات الجوية الروسية إلى سورية تم بطلب من الدولة السورية عبر رسالة أرسلها الرئيس بشار الأسد للرئيس فلاديمير بوتين تتضمن دعوة لإرسال قوات جوية في إطار مبادرة الرئيس بوتين لمكافحة الإرهاب.
مجلس الاتحاد الروسي يوافق على طلب الرئيس بوتين استخدام القوات المسلحة الجوية خارج الحدود بناء على طلب سوري
ووافق مجلس الاتحاد الروسي اليوم بالإجماع على طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الجوية الروسية خارج حدود البلاد.
وأكدت فالنتينا ماتفيينكو رئيس مجلس الاتحاد الروسي أن قرار المجلس بالسماح باستخدام القوات المسلحة الروسية في سورية انطلق من الحاجة إلى منع تمدد تنظيم “داعش” الإرهابي.
وقالت ماتفيينكو للصحفيين في موسكو اليوم “انطلقنا بالدرجة الأولى من حقيقة أن كل ذلك هو في مصلحة الأمن القومي لروسيا لأسباب عديدة لأنه إذا لم يتم القضاء على ما يسمى “الدولة الإسلامية” فإن ذلك يمكن أن يشكل خطرا على العالم بتمدد تنظيم “داعش” الإرهابي إلى بلدان أخرى وحتى إلى أوروبا وروسيا أيضا”.
وأشارت ماتفيينكو إلى أن السبب الثاني لهذا القرار هو “إنقاذ الشعب السوري وإزالة الأخطار التي تهدد سلامة وسيادة الجمهورية العربية السورية” مذكرة بأن إرهابيي تنظيم “داعش” قدموا إليها من مختلف دول العالم بما في ذلك من روسيا وأن عودتهم يمكن أن تشكل تهديدا للأمن القومي لهذه البلدان.
ولفتت ماتفيينكو إلى أن السبب الثالث هو “أننا كدولة كبيرة لا يمكننا إلا أن نسهم في مكافحة هذه الآفة الرهيبة علما أن لدينا طلبا رسميا من الرئيس الشرعي الممثل للسلطات الشرعية في سورية”.
إيفانوف: مسألة استخدام القوات الجوية الروسية في الخارج تعني سورية
بدوره قال مدير الديوان الرئاسي الروسي سيرغي إيفانوف في تصريح صحفي بعد اجتماع مجلس الاتحاد “إن مسألة استخدام القوات الجوية الروسية في الخارج تعني سورية” مشيرا إلى أن “الرئيس بشار الأسد توجه بطلب إلى موسكو لتقديم مساعدات عسكرية إلى دمشق”.
وأضاف إيفانوف “إن روسيا التزمت بقواعد القانون الدولي وأقرت الخطوة الجديدة بناء على طلب الدول المعنية وهي سورية أما ما تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها ولاحقا فرنسا من قصف داخل الأراضي السورية فهي مخالفة للقانون الدولي لأنها لم تحصل بقرار من مجلس الامن ولا تتم بطلب الدولة المعنية التي يجري توجيه الضربات على أراضيها”.
وأوضح إيفانوف “أن هذه الموافقة ليست من أجل تحقيق أي أهداف سياسية خارجية أو إرضاء لطموحات معينة وفق اتهامات شركائنا الغربيين وإنما لأجل الحفاظ على المصالح الوطنية والقومية لروسيا الاتحادية”.
وقال إيفانوف “إن الحديث يدور عن عمليات جوية للقوات المسلحة الروسية فقط بهدف مساعدة الجيش السوري على مواجهة تنظيم داعش ولا يشمل إرسال جنود على الأرض وهو ما أعلنه الرئيس بوتين سابقا” لافتا إلى أن عدد المواطنين الروس ومواطني رابطة الدول المستقلة المنضمين إلى تنظيم “داعش” الإرهابي يزداد بسرعة كبيرة ومنهم من عاد وهو ما يستوجب التحرك.
وأشار إيفانوف إلى أن عمليات القوات الجوية الروسية لها أطر مؤقتة ولا يمكن أن تكون بلا نهاية كما أنه لا يمكن الحديث عن التفاصيل بالكامل مثل عدد الطائرات ونوع الأسلحة المستخدمة لافتا إلى أن روسيا ستبلغ كل الشركاء والحلفاء بالقرار المتخذ عن طريق وزارة الدفاع.
وعقد مجلس الاتحاد اجتماعه وراء أبواب مغلقة برئاسة رئيسة المجلس فالنتينا ماتفيينكو وقدم ايفانوف ورئيس لجنة الدفاع التابعة لمجلس الاتحاد فيكتور أوزيروف ونائب رئيس لجنة الشؤون الدولية فلاديمير جباروف تقارير أثناء المناقشة.
ووقع الرئيس بوتين أمرا بتعيين ايفانوف والمبعوث الخاص إلى الشرق الاوسط وشمال إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ونائب وزير الدفاع نيكولاي بانكوف ممثلين رسميين لرئيس الدولة عند مناقشة مجلس الاتحاد لهذا الاقتراح.
وكانت روسيا دعت إلى تشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب بمشاركة جميع الدول المعنية في المنطقة وخارجها بعدما انتقدت مرارا التحالف الذي تقوده واشنطن لعدم فعاليته وقدرته طوال عام مضى على وقف تمدد تنظيم “داعش” الإرهابي.
وشدد الرئيس بوتين في أكثر من مناسبة على استمرار روسيا بتقديم الدعم للجهات التي تقاتل الإرهاب على الأرض وخاصة الجيش السوري باعتباره القوة الأكثر فاعلية كما طالب الدول الغربية بضرورة أن تتم عملية محاربة الإرهاب وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبقرار من مجلس الأمن والتنسيق مع الدول المعنية وخاصة سورية.
يشار إلى أن مجلس الاتحاد الروسي وافق بالإجماع في آذار عام 2014 الماضي على طلب الرئيس بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية في جمهورية القرم قبل انضمامها إلى الاتحاد الروسي بهدف تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة.
بيسكوف: روسيا هي الدولة الوحيدة التي ستشارك في عملية ضد تنظيم داعش في سورية على أسس قانونية
إلى ذلك أكد ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن روسيا هي الدولة الوحيدة التي ستشارك في عملية عسكرية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية على أسس قانونية.
وقال بيسكوف إن “عمليات من هذا النوع ممكنة فقط في حال جرت على أساس قرار من مجلس الأمن الدولي أوبطلب من القيادة الشرعية للبلد المعني.. وفي الحقيقة فإن روسيا ستكون الدولة الوحيدة التي ستنفذ تلك العملية على أساس قانوني إذ أنها تتم بناء على طلب من الرئيس الشرعي لسورية”.
ولفت بيسكوف.. إلى عدم وجود “نوايا لتوجيه أي رسالة فيما يتصل بقرار الرئيس فلاديمير بوتين طلب السماح باستخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد”.. مشيرا إلى إن موعد إطلاق مثل هذه العملية “يعتبر معلومة استراتيجية”.
وردا على سؤال لماذا قرر الرئيس بوتين التوجه إلى مجلس الاتحاد الروسي لاتخاذ قرار بهذا الشأن ولم يمارس صلاحيته في هذا الصدد قال بيسكوف.. “إن الرئيس اعتمد في هذه الحالة على نصوص دستور روسيا الاتحادية ورأى أنه من الضروري أن نعمل على أساس الفقرة الخاصة بهذا الموضوع من المادة الثانية للدستور”.
رئيس لجنة الدفاع في الدوما: العمليات العسكرية الروسية ضد تنظيم “داعش” في سورية يمكن أن تنضم إليها قوات التحالف
من جهته قال فلاديمير كومويديف رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي إن “العمليات العسكرية الروسية في سورية والتي حصلت على موافقة مجلس الاتحاد الروسي يمكن أن تنضم إليها قوات التحالف الغربي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي”.
وأضاف كومويديف في تصريحات للصحفيين اليوم في موسكو “إنني اعتقد أنه طالما أصبح هذا الأمر موافقا عليه إذا فهو على ما يبدو مسألة متفق عليها وبالتالي فإن لقاء نيويورك لم يذهب سدى” مشيرا إلى “أن التحالف سيتشكل وسيكون فعالا حتما”.
وأكد البرلماني الروسي أن “لدى روسيا الخبرة الكافية وهي تجربة شعبها ونصرها في التحالف خلال الحرب الوطنية العظمى ضد النازية”.
كوساتشيف: المشاركة العسكرية الروسية في سورية ستقتصر على العمليات الجوية
وفي ذات السياق، أكد قسطنطين كوساتشيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي أن العملية العسكرية الروسية في سورية ستقتصر على العمليات الجوية ولكن بتنسيق وثيق مع العمليات البرية التي ينفذها الجيش العربي السوري.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن كوساتشيف قوله في مقابلة مع قناة روسيا 24 التلفزيونية نحن لن ندخل في مغامرة ننجر من خلالها الى صراع طويل الأمد أو تكون هناك مخاطرة بوضع حياة جنودنا على المحك لافتا إلى أن عمليات القوات الروسية ستكون جوية حصرا وبالتنسيق الوثيق بالطبع مع العمليات البرية للجيش السوري.
وشدد كوساتشيف على ان روسيا ستواصل دعم القوات البرية السورية قائلا سندعم الجيش السوري طوال الوقت الذي ستقتضيه عملياته البرية.
من جهته أكد فلاديمير كوجين مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتعاون العسكري التقني ضرورة توريد العتاد العسكري اللازم لسورية لمحاربة الارهاب وقال إن روسيا ستورد جميع الأسلحة اللازمة إلى سورية.
رئيس الحزب الشيوعي الروسي: مساعدة الجيش السوري شيء مقدس
واعتبر رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي غينادي زوغانوف أنه ينبغي على روسيا أن تسعى إلى إنشاء تحالف واسع النطاق لمكافحة الإرهاب في سورية واصفا تقديم المساعدة إلى الرئيس الشرعي لسورية والجيش السوري الذي يقاتل التنظيمات الإرهابية المسلحة منذ أربع سنوات بأنه “شيء مقدس”.
وقال زوغانوف في تصريح للصحفيين في موسكو اليوم “إذا تخلينا عن سورية فإن تنظيم داعش سوف ينمو ويتمدد ليصل من جبال الهيمالايا الى البحر الأبيض المتوسط ..حيث سيقوم الارهابيون باغتصاب وقتل الناس فقط لأنهم لا يقبلون بمذاهبهم وبوجهات نظرهم”.
وأضاف “عندئذ ستكون المأساة لكوكب الأرض بأكمله ويمكن أن تلتهب جميع نقاط الضعف في خاصرة روسيا وآنذاك سيكون عدد اللاجئين ليس بالمئات أو بالآلاف وإنما بالملايين وبالدرجة الأولى إلى روسيا لذلك فإن مساعدة الرئيس الشرعي لسورية والجيش الذي يقاتل للعام الرابع هو شيء مقدس”.
وأوضح زوغانوف أن دخول القوات البرية الروسية غير ممكن ولكن من الممكن بل والضروري تكثيف الدعم عن طريق الجو والأنظمة الصاروخية الفضائية والقدرات الاستخباراتية وبذل أكبر قدر ممكن من الجهود لتشكيل تحالف واسع للمساعدة في دحر هذا الغزو لسورية ولجميع دول الجوار.
وأشار زوغانوف إلى أن اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي باراك أوباما في نيويورك كان مكرسا لمناقشة هذا الوضع معربا عن اعتقاده بأن الأميركيين أدركوا أخيرا مدى ضخامة هذا التهديد وربما أرادوا أن يدعموا /داعش/ لتحقيق أغراض خاصة بهم ولكن الإرهابيين قلبوا الوضع مذكرين بأن الأميركيين ليسوا ممن يعطيهم الآوامر.