د. يحيى محمد ركاج –
حمل الملف السوري أسبوعا حماسياً من المفرقعات الإعلامية أدخلت العديد من المتابعين والمهتمين في دوامة النفاق السياسي الذي يبرع فيه السياسيين والدبلوماسيين المنخرطين في الحرب على سورية، فقد شهد الاسبوع الماضي تحرك للمامة المعترضة السورية في الأحضان الأوروبية والأمريكية بالتزامن مع تصريحات الغر السياسي الجديد والذي أطلق عليه أحد الكتاب (جامبو الجبار) من موسكو حول سورية.
فتعالت تصريحات مسؤولي بعض الدول ليعلم العالم بوجودها على الخارطة السياسية وبوجود هؤلاء المسؤولين الجدد في السدة السياسية خلفاً لمن أبادتهم الإنجازات السورية في السابق، وترافق نباحهم بزج أعداد كبيرة من النفايات البشرية الإرهابية في جبهات سورية جديدة كالساحل وغيرها، فكانت هذه المفرقعات رداً باهتاً على مضامين خطاب الرئيس الأسد الذي أتبع خطابه بحراك عسكري جديد للجيش العربي السوري يشير إلى فهم مضامين اللعبة الدولية وأهدافها من إطالة أمد الحرب على سورية.
فقد تم ترجمت الفهم السوري لحروب الأمم من خلال الإعلان عن الأسلحة الروسية الجديدة التي سوف تدخل في مضمار الحرب السورية بالتزامن مع المفرقعات السياسية لأقزام الدبلوماسية الجدد، ومع إعادة تشكيل وتوزيع قوات جديدة للجيش العربي السوري في ميادين القتال المختلفة الجديدة والمتجددة، وقد ترافقت هذه الخطوات مع بداية انهيار مشروع الأسير في الساحة اللبنانية المهددة للأمن السوري، حيث تحول هذا المشروع إلى ورقة ضغط جديدة ينتج عنها تسوية سياسية في لبنان يقودها ضغط الشارع المغيب عن نتائج الحراك الدولي والمنقاد كالقطيع خلف سياسيين يسعون لتحقيق مكاسبهم الشخصية المرتبطة بالتحالفات الدولية بعيداً عن السيادة والاستقلال. كما أن محصلة هذه الورقة نزاعات جديدة تغير من الموازين السياسية للقوى التي سقطت بافتضاح عمالتها للغرب الصهيوأمريكي في الحرب على سورية.
لقد شكلت حادثة اعتقال أحمد الأسير في لبنان كلمة السر الدولية لبداية مرحلة جديدة من الحرب الإرهابية على سورية، مضمونها ما أشار إليه الرئيس السوري من القدرة الأسطورية التي صنعها الجندي العربي السوري في ساحات القتال، ونتائجها ترتبط أولاً وأخيراً بإنجازات الجيش العربي السوري، وبقدرة حلف المقاومة في لبنان بامتصاص الطفرة الشعبية المقادة من الخارج في أغلبها والمستترة تحت لواء الدعم لأحمد الأسير.
إن الضوضاء السياسية المتكاثفة في هذه الأيام ضد سورية والمترافقة مع صواريخ إرهابية تطلق على المدنيين في مدن ومناطق مختلفة ترجمها اعتقال الأسير المتنكر والهارب في لبنان، ومفادها أن الكبار لن يعترفوا بهزيمة مباشرة، لكنهم يقرون بانتصار سورية، ومفتاح انتصارها أمام شعوبهم هو قدرة الصبر والصمود السوري على امتصاص الطفرة الإرهابية الصاروخية الأخيرة، وملامح حراك سياسي في لبنان ينهي التطرف والتشرذم المعادي للجمهورية العربية السورية ويعيد الموازين الدولية إلى سابق عهدها ويحفظ كرامة بعض حلفائهم من ذل الهزيمة إلا من أبى الاعتراف بحجمه وقدره، فأطال لسانه دون ضوابط أو حدود، الأمر الذي يجعل مصيره من وجهة نظرهم هو أن يدفع مقابل إخفاء المهانة والاحتفاظ بمكاسبه الفردية أو لينتهي إلى مزابل التاريخ كسلفه.
عشتم وعاشت الجمهورية العربية السورية وجيشها العربي السوري الذي كان ولا يزال صانع الشرف والكرامة في أمة افتقد بعض حكامها معنى الكرامة.
باحث في السياسة والاقتصاد – سورية