زاوية . صدي الحدث . كلمة" السبئي "الاسبوعية |
بقلم الدكتورة نجيبة مطهر
قال تعالى :(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) صدق الله العظيم "تعز"عاصمة الدولة الرسولية اعظم دولة حكمت اليمن عبر التاريخ لما يقارب من (250) عاما "تعز"العاصمة المقدسة العريقة لإله الحب والخصب (تاعوز).. فيها كرنفالات الحصاد، وملتقيات العشق،"تعز" عاصمة اليمن، للمملكة المتوكلية خلال فترة الإمام أحمد من"تعز" أنشأ حزب "اليمن الفتاة وأبناء تعز كغيرهم من ابناء اليمن كان لهم شرف الدفاع عن ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر وإعادة تحقيق وحدة الوطن في 22 مايو 1990م وأسهموا بادوار مشهودة في حركة النضال الوطني في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ,وبدماء ابناء تعز كتبت ملحمة السبعين يوما، في صنعاء، وتعز هي حاضرة العلم ومنبع السياسيين وخزان الفن ومسقط الأدب، وساحة التعايش المذهبي والفكري، فظهرت اكثر قيادات الأحزاب السياسية ورؤساء المنظمات المدنية وكبار رجال الاعمال واصحاب الشركات التجارية والمصانع واساتذة الجامعات
استقبل ابناء تعز في كل المحافظات للعمل في المطاعم والمخابز والمحلات التجارية وبذلك تعز لقبت بعاصمة الثقافة واتسعت للجميع
ولكن ما الذي حدث لمدينة تعزاليوم ؟
اليوم تعيش المدينة الحالمة لحظة حزن لم يسبق لها مثيل في تاريخ الخلافات والصراعات السياسية لأن الاحتكام لمنطق السلخ والذبح أسلوب دخيل على هذه المدينة السباقة إلى الحداثة والدولة المدنية الحديثة..
ولم يحصل ان تتدعو تعز للطائفية مثل هذا الوقت فقد خرجت أول مظاهرة طائفية تردد شعار "لا زيود بعد اليوم" وهي المحافظة الوحيدة في اليمن التي تظاهرت مؤيدة للعدوان الأجنبي، وتردد شعار "شكرا سلمان" وكرست فيها الكراهية بين ابناء تعز بعضهم البعض والمحافظة الوحيدة التي شهد ابناءها ممارسات وأعمال عنف وتنكيل وسحل لابنائها والغريب ان من تم سحلهم وذبحهم، بل وحرقهم ورمي بعضهم من أسطح البنايات هم من أبناء تعز.فأسرة آل الرميمة التي جرى في حقها تطهير عرقي وهي من أعرق وافضل وانزه العائلات من مدينة تعز.ومن خلس جلده في السوق هو من ماوية من ابناء تعز وغيرهم
جرائم نفذت بأبناء تعز تتنافى مع مبادئ الدين الاسلامي الحنيف الذي حرم قتل النفس البشرية والتمثيل بها ،وتتعارض مع قيم وأخلاقيات وأعراف الشعب اليمني الذي عرف بالتسامح والتعايش ،وتخالف مبادئ حقوق الانسان وتمثل انتهاكا صارخا لها .بالرغم من ان الاسلام نهي ان يذبح الحيوان أمام أخيه الحيوان ،فكيف ان يسحل او يسلخ جلد انسان امامك هذه الاعمال الاجرامية الارهابية التي جاءت من مجموعة حقيرة... من أهل تعز وتهاوت كل المدنية والتحضر المزعوم فيها الى الهاوية وبالتالي عكست مدى الحقد والانتقام والكراهية والفكر الشاذ لمن قاموا بها وانسلاخهم عن كل القيم والأخلاق الدينية والإنسانية تؤكد ان المليشيات المتطرفة التي قامت بهذه الجرائم هي نتاج لفكر ارهابي متطرف نزعت منها الرحمة وبات يستهويها مناظر الدماء والأشلاء وتتلذذ بصور الذبح والسحل والسلخ والتنكيل بالناس .
تحت مسمى جديد هو المقاومة هذه المقاومة تقوم بنفس الأساليب ونفس الطرق التي قام بها افرادها بالتنكيل والسحل والذبح في بعض المحافظات لأنها نابعة من فكر واحد مهما تغيرت المسميات وستنتقل لعدة مدن إن لم يجدوا مقاومة وطنية شرسة حقيقية توقفهم عند حدهم..
وبعد ان أدركت السعودية ان حربها العبثية لن تنتصر مهما حشدت من حلفاء واستوردت من آلات عسكرية، ودمرت لكنها تستطيع بأموالها المدنسه ان تدفع لمرتزقتها وعملائها لإثارة النزعات المناطقية والمذهبية، لتحقيق أهدافها التي عجزت عنها آلتها العسكرية ان تحققه وتدفع بعناصرها المرتزقة إلى اقتراف هذه الجرائم البشعة وتوثيقها ونشرهافي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي واذاعتها في قنواتها بهدف إشعال نيران المناطقية والمذهبية واستثمار ردود الأفعال في توسيع دائرة الصراع بين اليمنيين وتشجيع الاحتراب الأهلي , وفتح جبهات جديدة للإرهاب تحت مسمى المقاومة على أكثر من منطقة يمنية، وتأسيس لثقافة الحقد والكراهية وإثارة النعرات بكافة أشكالها بين أبناء المجتمع اليمني بما يسمح لقوى الشر والطغيان تنفيذ أجندتها ومخططاتها الرامية إلى شق الصف وتمزيق نسيجه الاجتماعي.من خلال دعم أعمال القتل والسحل والذبح والتنكيل والتمثيل بالجثث وحرقها وقتل الأسرى , والتي قامت بها عصابات القاعدة ومرتزقة الرياض في تعز وهي ليست من ثقافة ابناء تعز .بما يؤدي في النهاية إلى يمن ضعيف منهك القوى مجزأ الأطراف يتنازع على حكمه أمراء مرتزقة تستطيع بعد ذلك تبسط سيطرتها على الممرات المائية في بحر العرب وخليج عدن.
ما حدث سيبقى تحت المجهر إلى أن يدفع الثمن من ارتكبوا تلك الجرائم البشعة بحق تعزوبطابعها الحضاري المسالم , وحتى لا يتكرر ارتكاب الخطايا، ويجد كل متهور متسعاً للهروب والتنصل مما اقترفه من عبث بحق الوطن وأبنائه.
ابناء تعز الشرفاء يرفضون مثل هذه الاعمال الوحشية التي يسعى مرتكبوها الى تشويه الصورة الناصعة لتعز المدينة والتاريخ ،والأخلاق والعلم والثقافة والتسامح ويستغربوا كيف أصبحت أرضهم الطاهرة ساحة لجرائم السحل والقتل والتنكيل البشع التي ارتكبها بعض فاقدي الانسانية والرجولة والاخلاق بحق ابنا تعز وأصبحت الحالمة تعز تعيش على كوابيس مؤلمة ومخيفة ايقظتها من أحلامها هذه الاعمال البشعة المتنافية لقيمنا الاسلامية
على النخب السياسية اليمنية اليوم أن تكون أكثر إدراكا لمخاطر هذه المؤامرة الخبيثة التي يسعى العدوان إلى إشعالها في صفوف أبناء اليمن ومحاصرة تداعياتها و أن يسعوا مع كل الخيرين في الداخل والخارج إلى إفشال المؤامرة السعودية التي تهدف إلى تشجيع الاقتتال على أسس مناطقية ومذهبية .
على ابناء تعز اليوم أن يستعيدو المدينة الحالمة ويتجاوزوا المحنه وتداعيات الأزمة التي ألمت بهم وذلك انطلاقا من تأمين احتياجات الناس من الغذاء والدواء وتوقيف الحرب الطاحنة العبثية والحصارمن براثن العدوان السعودي , والنصر حليف المؤمنين لا حليف المعتدين و كل المؤامرات التي تحاك بالوطن من الداخل والخارج فاشلة قال سبحانه وتعالى " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ " صدق الله العظيم.